-تعليمية اللغة العربية الدلالة والمفهوم

الإدارة September 06, 2018 Mai 10, 2023
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

تعليمية اللغة العربية الدلالة والمفهوم






محمد بنعمر
المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق

تقديم:

 لقد سبقت الاشارة ان  قطاع التربية و التعليم المدرسي  يعرف حركية مستمرة  ودائمة ،وهي حركية تترجمها  التغيرات السريعة والتحولات  الطارئة  التي  مست  بنيات المجتمع المغربي بسبب التحديات  التي تفرضها العولمة ومستلزماتها في التنمية .

مما جعل إعادة النظر في  محتويات البرامج التعليمية في المناهج التعليمية عامة و وحدة اللغة العربية خاصة ضرورة ملحة  ومقتضى منهجي تفرضه حاجيات العصر ومستلزماته وتحولاته في المعارف  والأفكار والطرائق ، لا سيما ما  له صلة  بالبعد البيداغوجي والديداكتيكي المتعلق بتعليمية  المواد علما ان العلاقة بين اللغة والتعليم  هي علاقة مشتركة مركبة  و متداخلة . فكل طرف  منهما  يخدم الطرف الآخر، فاللغة تسعى بكل علومها ومجالاتها ومكوناتها  الى خدمة العملية التعليمية التعلمية ،في المقابل يعمل التعليم على تطوير اللغة وتحديثها وتحيينها حتى تكون اكثر انسجاما  وتوافقا مع حاجيات ومستلزمات  المتعلم في جميع مراحل تعلمه.

-اللغة ووظائفها

تعد اللغة الوعاء الحافظ للثقافة والمعرفة والناقل لمكوناتها ،فهي من  ابرز ادوات الاتصال والتواصل بين البشر .
 لان اللغة هي الأداة الصانعة والمركبة  للمعالم النفسية لشخصية الطفل والمتعلم على حد سواء ،خاصة في المراحل العمرية الأولى لهذا المتعلم ...
 فاللغة من ابرز وظائفها التواصل في إبلاغ رسائل و حاجيات المتخاطبين الى المتلقين للخطاب. فهي  تقوم بوظيفة التواصل والتبليغ والإخبار من خلال إيصال مراد  وقصد المتكلم إلى المخاطب من أفراد العشيرة اللغوية التي ينتمي إليها ذلك المخاطب وفق  التعاقد التخاطبي الجامع والقائم  بين  المخاطب والسامع...[1] .
ومن ثم نقول ان التواصل يعد  من ابرز خصائص  ووظائف اللغات  بصفة عامة، بحيث لا يمكن إسقاط ، أو إبعاد وظيفة التواصل ضمن الوظائف الكبرى ، والأساسية التي تؤديها  اللغة في المجتمع الإنساني ،وهذا الموضوع ظل محل اتفاق بين عدد كبير من اللغويين واللسانيين.[2]
 وهو المعطى  الذي  أدى بكثير من اللسانيين إلى أن  يعرفوا اللغة بأنها أداة للتواصل، وقناة للتخاطب ،ووسيلة من وسائل الاتصال، والتفاهم بين الشعوب ،وبين مختلف الأجيال...
وعليه فان اللغة بوصفها نسقا من العلامات، فهي تمنح القدرة للمتكلم من أن يتواصل مع غيره. ولعل هذا البعد التواصلي للغة مشعر بالبعد التواصلي  للإنسان ،من حيث إن اللغة من  مركبات   شخصية الإنسان ،بل هناك من ذهب إلى ابعد من هذا عندما صرح بأن الاتصال والتواصل من  ابرز شروط بقاء الإنسان ،وهو من الأوصاف والمستلزمات الداعمة لاستمرارية هذا  الإنسان، ومن المقومات المؤكدة لديمومته  في هذا الوجود....[3] .
 وهو ما يعني  من جهة اخرى  أن التواصل يعد من ابرز طبائع الإنسان ومن  أهم خصائصه التي تجعله كائنا  متميزا ، ومتفردا  عن غيره من الكائنات الحية [4].
ان للغة لها مهام أخرى غير المهام المذكورة  والمحددة سابقا،فهي تؤثر في طريقة أهلها ومستخدميها  في تفكيرهم، وفي رؤيتهم للوجود والعالم ،وفي تمثلهم للعالم المحيط بهم ،بل تؤثر حتى  في طريقة إنتاجهم   للمعرفة ،لان اللغة   تحمل رؤية  العالم  بالنسبة لمستعملي تلك للغة ، ولمستخدمي أنساقها وأنظمتها  في التفكير والتواصل والإبلاغ . وهذا المعطى مؤشر واضح على أن اللغة تعكس قيم المجتمع،و تحمل هويته  ، و  تحافظ على  ذاكرته  الفردية والجماعية[5].
وهو ما يجعل  اللغة  تعمل  باستمرار على بقاء المجتمع وعلى استمراريته، وعلى تماسكه والحفاظ على ثقافته وتراثه وهويته ، كما تعمل اللغة  من جهة اخرى إلى انتقال التراث الثقافي عبر مختلف الأجيال.[6]
وهو الإشكال  الذي جعل كثيرا من  الدراسات اللغوية واللسانية والانتروبولوجية  تتبنى  هذه الأطروحة القائلة بان المنظومة اللغوية تؤثر في رؤية أهلها إلى  العالم ،وهذه المنظومة هي التي تحدد القدرة على الكلام ،وتساعد على النظر، وتعين على التفكير..[7].

-اهمية اللغة في التعليم

تعد اللغة الوعاء الحافظ للثقافة والمعرفة والناقل لمكوناتها ،فهي من  ابرز ادوات الاتصال والتواصل.
وعليه فإن تدريس اللغات يكتسي أهمية كبيرة ، وبالغة في جميع المستويات  والأصعدة، لان اللغة هي الأداة الصانعة والمركبة  للمعالم النفسية لشخصية الطفل والمتعلم على حد سواء ،خاصة في المراحل العمرية الأولى لهذا المتعلم ...
ومن ثم نقول ان التواصل يعد  من ابرز خصائص  ووظائف اللغات  بصفة عامة، بحيث لا يمكن إسقاط ، أو إبعاد وظيفة التواصل ضمن الوظائف الكبرى ، والأساسية التي تؤديها  اللغة في المجتمع الإنساني ،وهذا الموضوع ظل محل اتفاق بين عدد كبير من اللغويين واللسانيين.[8]
 وهو الفعل الذي  أدى بكثير من اللسانيين إلى أن  يعرفوا اللغة بأنها أداة للتواصل، وقناة للتخاطب ،ووسيلة من وسائل الاتصال، والتفاهم بين الشعوب ،وبين مختلف الأجيال...
وعليه فان اللغة بوصفها نسقا من العلامات، فهي تمنح القدرة للمتكلم من أن يتواصل مع غيره. ولعل هذا البعد التواصلي للغة مشعر بالبعد التواصلي  للإنسان ،من حيث إن اللغة من  مركبات   شخصية الإنسان ،بل هناك من ذهب إلى ابعد من هذا عندما صرح بأن الاتصال والتواصل من  ابرز شروط بقاء الإنسان ،وهو من الأوصاف والمستلزمات الداعمة لاستمرارية هذا  الإنسان، ومن المقومات المؤكدة لديمومته  في هذا الوجود....[9] .
 وهو ما يعني  من جهة اخرى  أن التواصل يعد من ابرز طبائع الإنسان ومن  أهم خصائصه التي تجعله كائنا  متميزا ، ومتفردا  عن غيره من الكائنات الحية [10].
كما أن  للغة لها مهام أخرى غير المهام المذكورة سابقا،فهي تؤثر في طريقة أهلها ومستخدميها  في تفكيرهم، وفي رؤيتهم للوجود والعالم ،وفي تمثلهم للعالم المحيط بهم ،بل تؤثر حتى  في طريقة إنتاجهم   للمعرفة ،لان اللغة   تحمل رؤية  العالم  بالنسبة لمستعملي تلك للغة ، ولمستخدمي أنساقها وأنظمتها  في التفكير والتواصل والإبلاغ . وهذا المعطى مؤشر واضح على أن اللغة تعكس قيم المجتمع،و تحمل هويته  ، و  تحافظ على  ذاكرته  الفردية والجماعية[11].

-اللغة بمقاربات متعددة

إن اللغة بصفة عامة شكلت شاغلا من شواغل الحقول المعرفية المختلفة، واحتلت في المنظومة الفكرية الحديثة  موقعا متميزا ومكانا  خاصة .
 كما ارتبط الاهتمام بتعليم وتعلم اللغة العربية في سياق خاص، يتحدد هذا السياق في الاتساع المتزايد والاهتمام البالغ باللغة العربية بحثا وتدريسا ومتابعة حتى لغير الناطقين بها....
بحيث انكشف للدارسين والمشتغلين  والمهتمين بتدريسية اللغة العربية ، بان هناك رغبة أكيدة من أبنائها ،والناطقين بها من آن تكون اللغة العربية لغة عالمية في المستقبل ، وان تتصدّر المكانة  المهمة  التي تليق بها ضمن اللغات العالميّة الحيّة .
وهذ الجهود المبذولة من اجل  ان تنافس  اللغة العربية اللغات القوية اليوم ،والمنتشرة  في  جميع ارجاء  واقطار العالم .....
 وهو الحافز الذي كان من وراء العناية الفائقة والاهتمام البالغ  بطرائق تدريس اللغة العربية ،و اشكال  تعلمها وتعليمها   للناطقين بها ، أو لغير الناطقين بها بصفة عامة...
وقد اتجهت هذه العناية  خاصة الى محور التدريس والديداكتيك والطرائق ، فظهر علم جديد
يشتغل على تعليمية اللغة العربية ،و هذا العلم هو المسمى بعلم  اللغة التطبيقي- او اللسانيات التعليمية او البيداغوجيا اللسانية :او ديداكتيك اللغات....

-اثر اللسانيات التعليمية على طرائق تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها

و من اهم العلوم الحديثة  التي تشتغل على تعليم اللغة العربية ،اللسانيات التعليمية  او البيداغوجية ،فهذا  التخصص من ابرز العلوم التي اختارت الاشتغال على  طرائق تعليم  وتعلم اللغة   .
 و اللسانيات التعليمية علم يشتغل  تشتغل على طرائق  وتقنيات تدريس اللغات عامة واللغة العربية  خاصة سواء  تعلق الامر بالناطقين بها او بغيرها... 
وهذا العلم يتعلق ويتصل  البعد الديداكتيكي لتعلم   اللغة العربية    مع اظهار  التعثرات والصعوبات  التي قد تعترض وتواجه   المتعلم في  اكتسابه وتحصيله للمعارف ذات الصلة باللغة ..
 ومن ابرز مدارس  اللسانيات التعليمية  : اللّسانيّات العرفانيّة التي ارتبط ظهورها  بأعمال عددٍ من اللّسانيين الانجليز  الّذين اهتمّوا بالبحث في علاقة لغة بالتعلم..   
وقد تطور هذا العلم بفضل بفضل الثورة التواصلية ،و نتيجة التحولات الرقمية  السريعة التي شهدها العالم  اليوم ، والتي طرحت مجموعة من المشاكل ،  والأسئلة المفتوحة خاصة ذات العلاقة  بالمشاكل الاجتماعية ،والتربوية والنفسية...
ومما  ينبغي تسجيله  ونحن نتحدث عن  اللسانيات التعليمية ان من ضمن  العوامل التي ساهمت في حضور هذا العلم بين المشتغلين بتعليم  وتدريس اللغة العربية  هو ما اخذت تعرفه اللغة العربية في تعليمها وتعلمها من تراجع كبير على مستوى الأداء  والانجاز، والتحصيل والاكتساب عند المتعلم المغربي ، بحيث اصبحنا  نعيش امام متعلم بدون لغة ..
اذ مس هذا التراجع جميع المهارات ، والأنشطة الصفية ذات الصلة باكتساب اللغة  وبتعلمها ،خاصة ما تعلق بمهارتي التعبير الكتابي أو الشفهي ، و مهارة القراءة والتواصل الصفي....
وعليه بإمكان استثمار معارف هذا العلم ان  نتخطي   التعثر والصعوبات التي تعترض المتعلم المغربي في تحصيل المهارات اللغوية ....






مجال اللغات في المنهاج الجديد

ما يميز الهندسة البيداغوجية لقطب اللغات في المنهاج الجديد هو جعل اللغة العربية متعايشة مع ثلاث لغات للتدريس، مما يجعل سؤال المشروعية البيداغوجية  للتعدد اللغوي الذي اقر حضوره   البرنامج الجديد  المعمول به  في القسم الابتدائي والمسمى بالمنقح  يأخذ موقعه الواسع في النقاش الدائر اليوم  بين المتدخلين في الشأن البيداغوجي والتعليمي ، وهو نقاش اتسم  بالحدة والتباين ،لما يطرحه  هذا الإشكال من علامات استفهام واسعة   حول   أبعاد ومشروعية هذا الاعتراف الصريح والعلني للمنهاج الجديد  بالتعدد اللغوي     التعليم الابتدائي  ،رغم ضعف المتعلم المغربي في قطب اللغات..



[1]-اللسانيات النسبية وتعليم اللغة العربية لمحمد الاوراغي:9-إصدار دار اختلاف الجزائر:2013.
[2]--مفهوم اللغة ومفهوم الهوية بحث الأستاذ محمد نافع.مجلة عالم الفكر العدد:-4-مجلد:43-  السنة:2015..
[3] -الفجوة الرقمية لنبيل علي ص:165.عالم المعرفة-رقم السلسلة:318.
[4]-الثقافة العربية وعصر المعلومات لنبيل علي :345-سلسة عالم المعرفة الكويت  رقم العدد :265
[5]-اللغة والتواصل لادم شاف :بالفرنسية:2003
[6]-تمثل الطفل في المجتمع المغربي للدكتور احمد إوزي:111.ضمن ندوة :علم النفس وقضايا المجتمع عمل مشترك من منشورات كلية الآداب الرباط العدد:25 السنة:1993..
[7] -تكوين العقل العربي لمحمد عابد الجابري:80-المركز الثقافي العربي بيروت:1986.
[8]--مفهوم اللغة ومفهوم الهوية بحث الأستاذ محمد نافع.مجلة عالم الفكر العدد:-4-مجلد:43-  السنة:2015..
[9] -الفجوة الرقمية لنبيل علي ص:165.عالم المعرفة-رقم السلسلة:318.
[10]-الثقافة العربية وعصر المعلومات لنبيل علي :345-سلسة عالم المعرفة الكويت  رقم العدد :265
[11]-اللغة والتواصل لادم شاف :بالفرنسية:2003

شارك المقال لتنفع به غيرك

Kommentar veröffentlichen

0 Kommentare


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/?hl=de