اللسانيات التعليمية :دورها البيداغوجي في تعليم اللغة العربية

الإدارة ديسمبر 31, 2018 ديسمبر 31, 2018
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

   اللسانيات التعليمية :دورها البيداغوجي في تعليم اللغة العربية

   اللسانيات التعليمية :دورها البيداغوجي في تعليم اللغة العربية


محمد بنعمر
تقديم
إن اللغة بصفة عامة شكلت شاغلا من شواغل الحقول المعرفية المختلفة، واحتلت في المنظومة الفكرية الحديثة موقعا متميزا ومكانا  خاصة .

 كما ارتبط الاهتمام بتعليم وتعلم اللغة العربية في سياق خاص، يتحدد هذا السياق في الاتساع المتزايد والاهتمام البالغ باللغة العربية بحثا وتدريسا ومتابعة....
بحيث تجلت للدارسين والمشتغلين والمهتمين بتدريسية اللغة العربية ، بان هناك رغبة أكيدة من أبنائها ،والناطقين بها من آن تكون اللغة العربية لغة عالمية في المستقبل ، وان تتصدّر المكانة  المهمة التي تليق بها ضمن اللغات العالميّة الحيّة من اجل  ان تنافس  اللغة العربية اللغات القوية اليوم ،والمنتشرة  في  جميع ارجاء  واقطار العالم .....
 وهو الحافز والداعي  الذي كان من وراء العناية الفائقة والاهتمام البالغ  بطرائق تدريس اللغة العربية ،و اشكال  تعلمها وتعليمها للناطقين بها ، أو لغير الناطقين بها بصفة عامة...
 -اهمية اللغة
تعد اللغة الوعاء الحافظ للثقافة والمعرفة والناقل لمكوناتها ،فهي من  ابرز ادوات الاتصال والتواصل.
وعليه فإن تدريس اللغات يكتسي أهمية كبيرة ، وبالغة في جميع المستويات  والأصعدة، لان اللغة هي الأداة الصانعة والمركبة  للمعالم النفسية لشخصية الطفل والمتعلم على حد سواء ،خاصة في المراحل العمرية الأولى لهذا المتعلم ...
 فاللغة من ابرز وظائفها التواصل في إبلاغ رسائل و حاجيات المتخاطبين الى المتلقين للخطاب. فهي  تقوم بوظيفة التواصل والتبليغ والإخبار من خلال إيصال مراد المتكلم إلى المخاطب من أفراد العشيرة اللغوية التي ينتمي إليها ذلك المخاطب وفق  التعاقد والسند  التخاطبي الجامع  بين  المخاطب والسامع...[1] .
ومن ثم نقول ان التواصل يعد  من ابرز خصائص  ووظائف اللغات  بصفة عامة، بحيث لا يمكن إسقاط ، أو إبعاد وظيفة التواصل ضمن الوظائف الكبرى ، والأساسية التي تؤديها  اللغة في المجتمع الإنساني ،وهذا الموضوع ظل محل اتفاق بين عدد كبير من اللغويين واللسانيين.[2]
 وهو الفعل الذي  أدى بكثير من اللسانيين إلى أن  يعرفوا اللغة بأنها أداة للتواصل، وقناة للتخاطب ،ووسيلة من وسائل الاتصال، والتفاهم بين الشعوب ،وبين مختلف الأجيال...
وعليه فان اللغة بوصفها نسقا من العلامات، فهي تمنح القدرة للمتكلم من أن يتواصل مع غيره. ولعل هذا البعد التواصلي للغة مشعر بالبعد التواصلي  للإنسان ،من حيث إن اللغة من  مركبات   شخصية الإنسان ،بل هناك من ذهب إلى ابعد من هذا عندما صرح بأن الاتصال والتواصل من  ابرز شروط بقاء الإنسان ،وهو من الأوصاف والمستلزمات الداعمة لاستمرارية هذا  الإنسان، ومن المقومات المؤكدة لديمومته  في هذا الوجود....[3] .
 وهو ما يعني  من جهة اخرى  أن التواصل يعد من ابرز طبائع الإنسان ومن  أهم خصائصه التي تجعله كائنا  متميزا ، ومتفردا  عن غيره من الكائنات الحية [4].
كما أن  للغة لها مهام أخرى غير المهام المذكورة سابقا،فهي تؤثر في طريقة أهلها ومستخدميها  في تفكيرهم، وفي رؤيتهم للوجود والعالم ،وفي تمثلهم للعالم المحيط بهم ،بل تؤثر حتى  في طريقة إنتاجهم   للمعرفة ،لان اللغة   تحمل رؤية  العالم  بالنسبة لمستعملي تلك للغة ، ولمستخدمي أنساقها وأنظمتها  في التفكير والتواصل والإبلاغ . وهذا المعطى مؤشر واضح على أن اللغة تعكس قيم المجتمع،و تحمل هويته  ، و  تحافظ على  ذاكرته  الفردية والجماعية[5].
-اللغة بمقاربات متعددة
إن اللغة بصفة عامة شكلت شاغلا من شواغل الحقول المعرفية المختلفة، واحتلت في المنظومة الفكرية الحديثة  موقعا متميزا ومكانا  خاصة .
وفي الفترة المعاصرة توسع الاهتمام باللغة العربية ،وتعددت الحقول المعرفية  التي قاربت اللغة العربية في مستوياتها المتعددة  وابعادها المختلفة ، ومن هذه العلوم المعاصرة :  علم اللسانيات   وعلم الاجتماع وعلم النفس وعلم التدريس البيداغوجيا-....


 كما ارتبط الاهتمام بتعليم وتعلم اللغة العربية في سياق خاص، يتحدد هذا السياق في الاتساع المتزايد والاهتمام البالغ باللغة العربية بحثا وتدريسا ومتابعة....
بحيث تجلت للدارسين والمشتغلين  والمهتمين بتدريسية اللغة العربية ، بان هناك رغبة أكيدة من أبنائها ،والناطقين بها من آن تكون اللغة العربية لغة عالمية في المستقبل ، وان تتصدّر المكانة  المهمة  التي تليق بها ضمن اللغات العالميّة الحيّة من اجل  ان تنافس  اللغة العربية اللغات القوية اليوم ،والمنتشرة  في  جميع ارجاء  واقطار العالم .....
 وهو الحافز الذي كان من وراء العناية الفائقة والاهتمام البالغ  بطرائق تدريس اللغة العربية ،و اشكال  تعلمها وتعليمها   للناطقين بها ، أو لغير الناطقين بها بصفة عامة...
وقد اتجهت هذه العناية  خاصة الى محور التدريس والديداكتيك والطرائق السهلة والفاعلة في تعليم اللغة العربية  ، فظهر علم جديد  يشتغل على تعليمية اللغة العربية ،و هذا العلم هو المسمى بعلم  اللغة التطبيقي- او اللسانيات التعليمية او البيداغوجيا اللسانية....
-اللسانيات التعليمية البيداغوجية
 من ابرز الحقول المعرفية  الجديدة ظهورا في الفترة المعاصرة اللسانيات التعليمية هي علم موضوعه هو تعليم اللغات سواء أكانت أُمًّا أم أجنبية.
اضافة الى هذا فهو علم تجريبي  يحمل توجُّها علميا إجرائيا  يتجه الى التخصص في تعليم اللغة العربية  وهو حديث نسبيا في التعامل التعليمي مع  اللغات البشرية او اللغات المختلفة في جميع المراحل المختلفة ،وهي المراحل التي  تنقسم إلى فرعين قطبي تعليميات تدريس اللغات أم أو ثانية وتعليمات التحصيل الدراسي للغات المختلفة في المراحل المختلفة.
 ان هذا العلم    يشتغل على   طرائق  وتقنيات تدريس اللغات عامة واللغة العربية  خاصة سواء  تعلق الامر بالبعد المتعلق بتقديم المعارف والموارد لمتعلم هذه اللغة ، او  تعلق  الامر بدعم التعثرات والصعوبات  التي قد تعترض وتواجه   المتعلم في  اكتسابه وتحصيله للمعارف ذات الصلة باللغة ...
ومما يميز هذا العلم الجديد انفتاحه على عدد من الحقول العلمية والمعرفية ،و على مختلف القضايا اللغوية والتواصلية فهو  حقل معرفي متداخل التخصصات (Interdisciplinaire.
بدءا من الأقسام الولية و الابتدائية...
و من ابرز المدارس اللسانية الجديدة  اشتغالا على تعليمية اللغة  بصفة عامة  اللّسانيّات العرفانيّة التي ارتبط ظهورها  بأعمال عددٍ من اللّسانيين الانجليز  الّذين اهتمّوا بالبحث في علاقة اللّغة بالذّهن وعدلوا عن الاتّجاه السّائد  الذي ساد خلال سبعينيّات في القرن الماضي في مواقفه  واختياراته من تعليم اللغات  .

 .
 ومن ابرز المحاور الذي اشتغلت عليها اللسانيات التعليمية اثر الازدواجية اللغوية على  متعلمي اللغة العربية في الأقسام الابتدائية .
رغم أن هذا الموضوع يعرف اتساعا ملحوظا و عناية متزايدة ونقاشا علميا واسعا وأحيانا حادا بين الباحثين  والمتدخلين في العملية التعليمية من حيث البحث  في السند والمرجع  التي تتأسس عليه المشروعية في ترسيم التعدد اللغوي في المناهج التعليمية في الاقسام الاولية  الابتدائية  في البرامج التعليمية الجديدة التي بدا الاشتغال بها مع بداية السنة الدراسية 2018..
مع توسيع النقاش حول التعدد اللغوي ومدى تأثيره على متعلمي اللغة العربية بصفة خاصة.....
-خاتمة
رغم اهمية هذا العلم  على المستوى البيداغوجي والديداكتيكي  في تعليم اللغة العربية ،فانه مازال غائبا ومنسيا ومبعدا  عن عدة التكوين الخاصة بتكوينه وتأهيل اساتذة التعليم الاولي والابتدائي  واساتذة اللغة العربية.
 فلابد من اعادة الاعتبار لذا العلم الجديد ، وادراجه ضمن مواد  عدة التكوين  الخاصة بتكوين  وتأهيل اساتذة التعليم الاولي والابتدائي  واساتذة اللغة العربية. وجعله فضاء بحثيا لبحوث الطلبة والاساتذة  .
من جانب اخر يجب  التعرّفِ على اهم النّظريّات اللسانيّة الجديدة  التي تشتغل على تدريس اللغة العربية  مع  إتاحة الفرصة للباحثين في اللّغة العربيّة لاستكشاف هذه النظريات الجديدة..




[1]-اللسانيات النسبية وتعليم اللغة العربية لمحمد الاوراغي:9-إصدار دار اختلاف الجزائر:2013.
[2]--مفهوم اللغة ومفهوم الهوية بحث الأستاذ محمد نافع.مجلة عالم الفكر العدد:-4-مجلد:43-  السنة:2015..
[3] -الفجوة الرقمية لنبيل علي ص:165.عالم المعرفة-رقم السلسلة:318.
[4]-الثقافة العربية وعصر المعلومات لنبيل علي :345-سلسة عالم المعرفة الكويت  رقم العدد :265
[5]-اللغة والتواصل لادم شاف :بالفرنسية:2003

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/?m=0