واقع المستجدات التربوية في المناهج الجديدة بالتعليم الابتدائي المغربي: منهاج اللغة العربية

الإدارة ديسمبر 22, 2018 مايو 10, 2023
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

واقع المستجدات التربوية في  المناهج الجديدة بالتعليم الابتدائي المغربي: منهاج اللغة العربية 




محمد بنعمر
المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين جهة الشرق

تقديم


ان اكبر منعطف عرفته المنظومة التعليمية المغربية هو الشروع في تنزيل التدابير ذات الاولوية التي جاءت في سياق خاص ، يتحدد  هذا السياق على ما جاء من  نتائج  صادمة حملتها التقويمات الوطنية والدولية والبحوث التدخلية التي كشفت عن التدني الواضح  ،والتراجع الكبير  الحاضر  في المكتسبات الدراسية للمتعلمين  ، واعزت هذا التراجع  الى   عدم ملاءة البرامج والطرائق البيداغوجية في التدريس مع  الحاجيات التربوية للمتعلمين. . 
و بناء على التشخيص الاولي   الكاشف للواقع المتعثر  للمنظومة التعليمية في المغرب التي تعرف تراجعا ملحوظا في التعلمات الاساسية، حملت التدابير ذات الاولوية في موادها ونصوصها  دعوة صريحة ، و خطابا عاجلا  على  ضرورة مراجعة البرامج والمناهج التعليمية ، وبالتالي  وضعت هذه التدابير  من رهاناتها ومقدماتها   واولوياتها  الأساسية،  تحسين المنهاج الدراسي للسنوات الاربع من التعليم الابتدائي  قصد  الرفع  من اداء المتعلم   ،لان الرفع من الاداء من شانه ان ييسر على  تنمية  الكفايات الاساسية  في القراءة والكتابة والرياضيات والتفتح ... .
مع التوجه نحو العمل على  تصحيح التعثرات والصعوبات  التي يعيشها المتعلم  وفق برنامج   تدريجي ، و متسلسل تراعى  فيه حاجيات وامكانيات وقدرات  المتعلم  ... 
مما جعل هذه التدابير تدعو بشكل  علني ومستعجل الى  تغيير البرامج التعليمية بدءا من  السنوات الاولى  من التعليم الابتدائي. وهو ما تحقق فعلا من خلال تجريب المنهاج المنقح ابتداء من سنة 2015.

بحيث تم تنظيم مضامين المنهاج الجديد وفق هندسة جديدة بحيث ادرج هذا المنهاج  في ثلاثة اقطاب معرفية كبرى  ،وهي :قطب اللغات-قطب الرياضيات والعلوم – قطب التنشئة الاجتماعية والتفتح...
وقطب  اللغات  يضم  :  اللغة العربية - اللغة الأمازيغية  -اللغة الفرنسية.
-قطب العلوم ويضم : مجال الرياضيات
والعلوم- -النشاط العلمي.
-قطب التنشئة
الاجتماعية والتفتح.

-أقطاب المنهاج الدراسي الجديد للتعليم الابتدائي  لسنة2018 .


-قطب اللغات في المنهاج الجديد

ان من ابرز المكونات التي شملها التغير والتجديد نذكر  مكون اللغة العربية الذي جاء بمواصفات بيداعوجية جديدة  ، وبهندسة ديداكتيكية مغايرة للهندسة السابقة  التي كانت  سائدة  ومعمولا بها  في المنهاج السابق . 
بحيث غير واضعو هذا البرنامج كثيرا من المكونات المركبة لمنهاج اللغة العربية. إذ ادخلت مكونات جديدة لم تكن في المنهاج السابق  .
اخذا بهذا الاعتبار هو ضرورة تجديد درس اللغة العربية وتقومية استعمالها وتداولها في المدرسة المغربية.
وبالتالي نقول ان المنهاج الجديد للغة العربية يحمل هندسة جديدة في مداخله وفي وحداته ومجالاته.
وجاء استجابة الى هذا الاختيار  الاختيار البيداغوجي    الذي  جاء منصوصا  عليه  في إحدى الدعامات المركبة للرؤية الاستراتيجية لا سيما  الدعامة -23- التي نصت   بشكل صريح على  ضرورة تمكن   المتعلم  من اللغات وتنويع لغات التدريس عامة واللغة العربية خاصة  "فمن اجل النهوض   بالبحوث في تحقيق الاندماج ،فان الرؤية الإستراتيجية تجعل من اللغة العربية رافعة قائمة بذاتها مع استحضار ارتباطها العضوي بالنموذج البيداغوجي المعمول به.... .

- قطب اللغات في المنهاج الجديد

- قطب اللغات في المنهاج الجديد

-منطق المراجعة في المنهاج الجديد

كان المنطلق في مراجعة مكون اللغة العربية في قطب اللغات  هو هذا الاعتبارالبيداغوجي  الذي  ينطلق من أن تعليم اللغات اليوم  يمثل خيارا استراتيجيا  يفرضه مجتمع المعرفة اليوم ،بحكم الاتساع المتزايد لنفوذ اللغة العربية في العالم ،وتنامي الاشتغال بعلومها ، وارتفاع الطلب على  تعلمها وتعليمها  ودراستها ، وتحولها إلى لغة حمالة للمعرفة والعلم والتكنلوجي  قادرة على الاستيعاب والإنتاج العلمي بتداخلها وتواصلها وارتباطها مع عدد من فروع وحقول المعرفة الإنسانية  .
كما ان المنطلق  البيداغوجي في تدريس اللغات هو الاخذ بالسياقات و مراعاة الخصوصيات اللسانية  والمعجمية ومحيط المتعلم   و  الوقوف عند الاطار اللغوي والمؤسسي  والسياقي لكل لغة مدرسة ... .
ولدفع بالدرس اللغوي في المدرسة المغربية  وبحلول الموسم الدراسي :2018-2019 شرع في تعميم  العمل  بالمنهاج الدراسي الجديد بالتعليم الابتدائي المغربي بعد مرحلة التجريب التي انطلقت من سنة :2015.  .
وكان من ابرز  اهداف  المنهاج الجديد  التخفيف من البرامج الدراسية ،وتعزيز الانسجام والتكامل بين وحدات وفقرات المواد التعليمية من خلال اعتماد منطق المنهاج الدراسي بدل  منطق المادة الدراسية ،واختيار الأقطاب بدل  من اختيار المواد والتدرج في بناية كفايات التعلم . مع جعل   المتعلم متحكما  في قدرات  الاستماع  والتواصل الشفهي والكتابي والقراءة بجميع اشكالها وانواعها ...

 - اللغة العربية في  برامج الإصلاح 

ان من ابرز ما راهنت عليه برامج الإصلاح التي تعاقبت على المنظومة التعليمية  هو دعوتها إلى تعزيز مكانة اللغة العربية في النظام التربوي الجديد ،من خلال جعل  هذا الدرس   يحتل موقعا خاصا و مكانا متميزا في المنهاج التعليمي الجديد  بدءا من التعليم الأولي والابتدائي  سواء  من حيث  المواضيع والمكونات  او الوحدات ،او من حيث  الحصيص بحيث تم الرفع من الحصيص الزمني المخصص لوحدات  اللغة العربية   ،ومنحه المزيد من العناية والاهتمام  البيداغوجي بين المواد التعليمية  المعتمدة في المنهاج الجديد في التعليم الابتدائي .
 و قد مس هذا الإصلاح بشكل مباشر المكونات و المجالات والوحدات المركبة للمنهاج التعليمي، كما مس الأهداف والكفايات المسطرة فيه.  .
ما  يعني ويدل  بأن سياق درس اللغة العربية في المدرسة المغربية يعرف تحولات كبيرة و نقلة عميقة بفضل مشاريع الإصلاح  المتعاقبة التي  راهنت وأعادت الاعتبار لجزء كبير و أساسي من مكونات هذا الدرس في جميع مستوياته .
من جهة اخرى حرص المنهاج التعليمي  الجديد على تأهيل اللغة العربية في التعليم بجميع أنواعه وشعبه وأسلاكه ومسالكه، لتصبح اللغة العربية تدريجيا لغة التدريس، ولغة البحث العلمي والتكنلوجي ،واحد رهانات و رافعات التنمية  في المستقبل.
بحيث وقع الاعتراف الصريح في هذه المشاريع الاصلاحية  بان اللغة هي أداة فاعلة في  التربية ،وصانعة للتنشئة الاجتماعية ، فهي بإمكانها أن تساهم   بأدواتها  و ان تساعد على دمج الفرد في المجتمع ،وعلى غرس القيم الايجابية  والنبيلة في نفوس الناشئة لإعدادها للحياة والمستقبل  ... . 
من جهة اخرى حرص  هذا  المنهاج التعليمي  الجديد على تأهيل اللغة العربية في التعليم بجميع أنواعه وشعبه وأسلاكه ومسالكه، لتصبح اللغة العربية تدريجيا لغة التدريس، ولغة البحث العلمي والتكنلوجي ،واحد رهانات رافعات التنمية  في المستقبل.
و حتى يستطيع   المتعلم استعمال اللغة العربية الفصيحة في التواصل المدرسي  وفي جميع الانشطة التعليمية الصفية او خارج الصفية  تمت  برمجمة  انشطة تواصلية  هدفها  اكتساب  المتعلم ملكة التعبير والكلام بيسر وسهولة ،ما يمنح المتعلم  القدرة على التواصل الوظيفي بلغة عربية سليمة. 
-التوصيف البيداغوجي و  ديداكتيكية   في  درس اللغة العربية بالقسم الابتدائي "المنهاج الجديد"
للرفع من أداء اللغة العربية  في المدرسة المغربية تم استحضار مجموعة من الاعتبارات والمبادئ العامة المؤطرة لديداكتيك  ومنهجية وحدة اللغة العربية  في التعليم الابتدائي ، والتي  فرضتها خصوصيات متعلم هذه المرحلة وطبيعة المادة  المدرسة ومكوناتها.

ومن ابرز مكونات هذا التوصيف المتعلق بدرس اللغة العربية :

1- الاخذ  بالوحدات  بحيث يتجزأ برنامج كل سنة من السنوات الست إلى ست وحدات تناول ست مجلات دراسية يستغرق تنفيذ الوحدة منها خمسة اسابيع بحيث تخصص الاسابيع الاربع الاولى للمعارف ، ومتابعة  المتعلمين يوميا ،والخامس  لأنشطة التقويم والدعم  المتعلقة بالوحدة التي درست  من اجل تحسين الاداء والمردوية للمتعلم.  
 2-التكامل" الداخلي بين مكونات مادة اللغة العربية، ويأخذ هذا التكامل مستويين أساسيين هما: مستوى البناء الهيكلي لحصص مختلف مكونات المادة . ومستوى المجال الذي تتمحور حوله مختلف دروس الوحدة.
 -استثمار المقاربات اللسانية والبيداغوجية الجديدة في تعليم اللغة العربية ،مع الانفتاح على البرامج الجديدة في تعليم اللغات  .
جعل المتعلم يكتسب ملكة التعبير والكلام عن طريق برمجة  وتغليب الانشطة التواصلية .
- اختيار  التداول المضمر لقواعد اللغة العربية في السنوات الاولى من التعليم الابتدائي، وعدم التصريح بها الا في السنوات الثلاث الموالية .    
-اعتماد  الكتاب المدرسي المتعدد بدل الكتاب المدرسي الواحد مع ايلائه  ما يستحق من أهمية وعناية على المستوى التربوي والبيداغوجي والديداكتيكي.
-استثمار التكنولوجيات والرقميات والوسائط  الجديدة في تدريس اللغة العربية وتعليمها في جميع الأسلاك التعليمية.
-الاعتماد على الوحدات والمجالات في عملية التدريس بحيث ثم توزيع برامج اللغة العربية إلى وحدات ومجلات لصيقة ببيئة المتعلم وبالمجال الذي يعيش فيه.  
-إدراج اللسانيات التعليمية والبيداغوجية في عدة التكوين الخاصة بتأهيل أساتذة التعليم الابتدائي.
-الاستعانة  بالدراسات الحديثة في مجال تعليمية اللغات والانفتاح على الحقول المعرفية التي تشتغل على موضوع تعليمية اللغات مع الحرص على تعليمية  اللغة العربية .
-الاعتماد على المقاربة التواصلية في تعليم اللغات قصد جعل المتعلم قادرا على التواصل بهذه اللغة،مع إكسابه ومنحه  القدرة التواصلية التي يحتاج إليها تبعا للسياق التعليمي الذي يتواجد فيه   .
-الاعتماد على وضعيات تعليمية مساعدة على التعلم الذاتي، ومحفزة على بناء  المعرفة  اعتمادا على  قدرات وخبرات المتعلم.
-تجديد تعليم اللغة العربية بالاستفادة من الطرائق والمناهج المعتمدة والجديدة  في  التدريس والتعليم.

-خاتمة
ان هذه  الاعتبارات التربوية  السالفة الذكر ، تكشف ان مشاريع   الإصلاح المتعاقبة في المنظومة التعليمية  اقدمت على إعطاء درس اللغة العربية ما يستحق من العناية، و على منحه المزيد من الاهتمام والرعاية .
فالجامع والمشترك  في مشاريع الاصلاح  هو   تطوير اليات تعليم اللغة العربية ،وتحسين تعلمها واستثمار الطرائق الجديدة والفعالة  في تعليمها.
لكن  رغم هذه الجهود الكبيرة و المبذولة في درس اللغة العربية في القسم الابتدائي بالمدرسة المغربية .    
فان هذا الدرس مازال هذا الدرس يمر بعدد من المشاكل الديداكتيكية، و يعيش مجموعة من الاكراهات التربوية على مستوى التنزيل والتطبيق، مما جعل هذا الدرس يحمل تأثيرات متعددة  وعديدة على  جميع اطراف العملية التعليمية خاصة  المعلم والمتعلم على حد سواء.





شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/