بسم الله الرحمن
الرحيم
مقال تربوي بعنوان :
" المرأة الأم والمربية
، المكانة والدور الهام في التنشئة الصالحة لأجيال المجتمع "
للطالبة سلمى لعوامير
تعد المرأة جزءا لا
ينفصل بأي حال من الأحوال عن كيان المجتمع الكلي، كما أنها تعتبر أهم مكوناته، لذا
يعد دورها في المجتمع ذا أثر بالغ الوضوح، مما يجعل المهام التي تمارسها فيه لا
يمكن الاستهانة بها أو التقليل من شأنها.
والجدير بالذكر أن أهمية المرأة في المجتمع
تتجلى في العديد من الجوانب، وخصوصا بعد انخراطها في مجالات جديدة، ولكن أهمها هو
دورها في الأسرة، وتربيتها لأولادها الذين سيشكلون رجال ونساء المجتمع في المستقبل.
ولهذا ، ما هو دور المرأة في
البيت داخل الأسرة ؟ وما أهميته في التربية مما ينعكس على المجتمع ؟ وما المعيقات
التي قد تواجهها في أداء هذه المهمة ؟
أهمية المرأة (ربة
البيت) داخل الأسرة:
تعتبر المرأة
المسؤولة عن رعاية الصغار والكبار داخل الأسرة، وتلعب دورا مهما في تيسير أو إعـاقـــة
التغيرات في الحياة الأسرية، فهي من تحمل زمام المبادرة في إدارة شؤون البيت
الداخلية ونــظــــامـــه، فتصبح المسؤولة الأولى عن خدمة البيت وتحضير الطعام،
وغسل المــلابــــس وغيرها من الأدوار التي تساهم في الحفاظ على توازن الأسرة
وبيئتها.
أما اهتمامها
بالأبناء فيبدأ مشوارها فيه منذ حمل الأم بطفلها، حيث أن كل ما يحـيـط بها يـــؤثـــر
فيه كما أثبتت الدراسات العلمية. ونجد دورها كذلك في الاهتمام بمشاكل أفراد
الأسرة، فتمنحهم الدعم الـعــاطـفي والنفسي في أوقات الشدائد بتثبيتهم واحتوائهم
وتوفير العطف والحنان لهم .
- المرأة المربية وتأثيرها على
المجتمع:
مما هو معروف
بالبداهة، أن الأدوار التربوية هي لب العمل الوظيفي الفطري الذي يجب أن تتصدى له
المرأة، وبالتالي تعتبر الأم أو المرأة المربية بشكل عام هي صاحبة الدور الأعمق في
بناء جيل الــغـــد ، فمن الطفل تتكون الأمة في المستقبل ، ومن هنا ندرك أنه سيمر
عبر مدرسة الأم أفراد الأمة كـــلـــهــم ، ولهذا يقول الشاعر:
المرأة مدرسة إن
أعددتها === أعددت شعبا طيب الأعراق
فمن الأمور التي اجتمع عليها المربون، إقرارهم بأهمية التربية بوصفها
عاملا رئيسا في توجـيــه الأفراد نحو أهداف المجتمعات، وخاصة التربية المنزلية
باعتبارها قاعدة أساسية في إعداد الفرد، لأن السـنـوات الأولى التي يقضيها الطفل
في منزله مع أمه تعد من أكبر المؤثرات المسؤولة عن تشكيله في المستـقـبـل، فالأم
تعتبر المعلم الأول لطفلها، وبالتالي فإن وظيفتها التربوية تعتبر ذات أثر عميق في
نفسه، وكذلك لما لها من دور في تنمية وعيه بذاته، وثقته في نفسه، وتكوين شخصيته
وتهيئتها، فقد ورد في مجلة "عـلــوم التربية " العدد 50 :" أنه ما
قبل المدرسة، يشكل الإطار المرجعي للطفل، حيث يتمثل من خلالها معـايير المجتمع
وتقاليده "، ومن هنا تتضح مسؤولية ما تقوم به المرأة.
كما أقر علماء التربية أن
ممارسة الأم باعتبارها الطرف الأكثر قربا من الأبناء، لوظيفتها في الـتـنـشـئـة
الاجتماعية وتفعيل كل الوظائف التربوية، أهم عامل في تطوير المجتمعات وازدهـــارهــا.
ولا يجب أن نهمل أن تعاضد المرأة والرجل في بذر
السلوك الحسن في الأبناء من أنجع الأمور للوصول إلى نـتــائــج سريعـة ومثمرة، مصداقا
لقوله صلى الله عليه وسلم:( كلكم راع وكلكم مســئــول عن رعـــيــتــــه
) رواه البخاري.
- المعيقات التي قد تؤثر على دور
المرأة في التربية الصحيحة :
إنه لمن الضروري أن
تقوم المرأة بهذا الدور على أحسن وجه ، فإن لم يتحقق ذلك ، يتم انــهـــيـــار تلك
المنظومة التي تنتمي إليها ، أو على أقل تقدير ســيــحــدث خللا في بناء تلك
الأسرة ، وهذا قد يؤدي إلى جيل منحرف التفكير ، فاسد السلوك ، ضعيف الهمم . وكمثال
على ذلك ، فقد كشـفــت دراسة نشرت في مجلة Archives of
Disease in childhood الطبيبة :"
أن غياب
اهتمام وتربية الوالدين بشكل عام ، والأم خاصة ، أثناء فترة الطفولة المبكرة ،
مرتبط في الغالب بانحراف الأطفال و لجوئهم إلى التدخــيــن حتى قبل و صولهم لسن
المراهقة "، وما إلى ذلك من
الانحرافات الأخرى..
ومن المعيقات التي قد تؤدي إلى هذه النتائج ، اعتماد
( الأم ) الوالدة على شخصيات بديلة تمارس دور الأم ، كالمربية الخارجية أو
الخادمة ، فيقول في هذا الصدد الدكتور وين دنيس : " إن ذكاء الطفل ينمـو، وقدرته
على الكلام تقوى إذا نشأ بين أبويه ، ولم يترك للمربيات والشغالات والمدرسات
" .
وذلك بسبب انشغالها
بأمور ثانوية ، مما يؤدي إلى الاعتماد السلبي ، حيث تعتقد الأم أن التربية مــجـــرد
عبء لا ناتج له ، ومعطل لقدراتها فحسب ، فتقدم انشغالاتها الأخرى أو عملها على
واجب الــتــربــيــــة لأبنائها. وكذلك قلة وعي المرأة لأهمية دورها التربوي ،
وأهمية ناتجها على المجتمع ، ولهذا يتحتم على المرأة العاملة أن توازن بين عملها ومسؤولياتها
داخل المنزل، لأن سوء قيامها بأدوارها داخله ســيــؤدي إلى دمار المجتمع و انحطاطه
.
وفي الختام ، ندعوكم أنتم أيها
الآباء عامة، والأمهات خاصة ، بالاهتمام بأبنائكن وتربيتهـم تــــربـــيــــة
صالحة، وذلك من خلال توفير القدوة الصالحة لهم من خلالكن، والتعـامــل معهم بالرفق
واللين والحوار، والاعتماد على المرجع الإسلامي في التربية وكيفية التعامل مع
الأبناء، فتطور المجـتــمــع نحو الأمام أو رجوعه إلى الوراء رهين بقيامكن بهاته
الأدوار.
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.