التكوين المستمر: نحو منظومة جديدة للتكوين المستمر
يشكل تكوين وتأهيل الرأس مال البشري بالإدارة العمومية، ضرورة آنية لضمان انخراطه السريع، كقوة مؤثرة، في حركية الإصلاحات ودينامية تحديث الإدارة، ومطلبا ملحا لكسب رهانات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ذلك أن صعوبة التوظيف والتضخم الوظيفي وندرة الوظائف والأوضاع المالية الحالية كلها مبررات لإعادة النظر في الأساليب المعتمدة في مجال الإدارة من خلال منظومة تنطلق من التفكير الإبداعي. وتجعل من القدرة على التخطيط للموارد البشرية، ضرورة ملحة لتلبية حاجيات الحاضر والمستقبل.
ولا بد من التأكيد على أن الإدارة المغربية بدلت جهودا لتطوير قدرات ومهارات الموارد البشرية العاملة بها حيث تبنت الحكومة ضمن برنامجها آليات تنظيمية ومؤسساتية حديثة لتنسيق الجهود في مجال التكوين وكسب رهانات الحداثة والعصرنة.
ومن الأكيد انه بهدف الاستثمار الأمثل في الرأس مال البشري، أصبح من الضروري جعل التكوين المستمر حقا للعاملين بالإدارة العمومية وواجبا على كل مزاول لوظيفة من وظائفها، بما يمكن من ربط التكوين المستمر بآليات التدبير التوقعي للوظائف والكفاءات.
وتجدر الإشارة إلى أن المنظومة الحالية للتكوين المستمر على الرغم من الإصلاحات العميقة التي عرفتها، ولاسيما من خلال المرسوم رقم 2.05.1366 الصادر في 2 دجنبر 2005 المتعلق بالتكوين المستمر لفائدة موظفي وأعوان الدولة والإستراتيجية الوطنية المرتبطة به، لم تتمكن الادارة من تجاوز العديد من الصعوبات التي افرزتها الممارسة والتطبيق الفعلي للمنظومة الحالية.
ولتجاوز هذه الوضعية، وفي اطار المراجعة الشاملة للنظام الاساسي العام للوظيفة العمومية الذي تنكب عليه الوزارة حاليا، عملت الوزارة على وضع منظومة جديدة للتكوين المستمر بمشاركة جميع القطاعات الوزارية والادارات العمومية، غايتها تعزيز المكتسبات التي راكمها النظام الحالي للتكوين عبر مختلف الإصلاحات التي تحققت من جهة، والسعي لأن تكون أكثر شمولية وأوسع استيعابا لمختلف الفئات ، و ليكون التكوين أكثر جودة في التكوينات الملقنة وأكثر نجاعة علاقة مع متطلبات محيط الإدارة ومستلزماته.
0 Kommentare
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.