-البحث التدخلي تعريفه –طبيعته -قضاياه.

-البحث التدخلي تعريفه –طبيعته -قضاياه

محمد بنعمر

باحث في علوم التربية

إن البحث التدخلي هو ذلك البحث الذي يسعى إلى إيجاد حلول أنية وعاجلة  للمشاكل التربوية والديداكتيكية التي تعترض العملية التعليمية في احد أطرافها وعناصرها  المشكلة لها.[1]

وبعبارة اخرى  نقول :إن البحث التدخلي هو منهج تطبيقي اجراءي  في البحث يتجه إلى عينة معينة محددة ،يختارها الباحث قصد الحصول على نتائج وحلول  أنية وقريبة تخص ، وتفيد تلك العينة في عملها اليومي او في اشتغالها الصفي  [2].

 اضافة الى هذا فان البحث التدخلي هو منهج او طريقة   تستهدف  حل المشاكل المهنية والتربوية التي تمر منها العملية التعليمية..

مما يعني أن البحث التدخلي أو البحث الإجرائي او البحث التطبيقي ، هو منهج يكتسي أهمية بالغة وخاصة  للباحث و للمشتغل على القضايا التربوية والديداكتيكية ،فقيمته التربوية والبحثية تتحدد في وظيفته الاجرائية التشاركية والاقتراحية التي تتصل  مباشرة بإكراهات وتحديات وصعوبات العملية التعليمية .فهو نوع من البحث له طبيعة خاصة متميزة ، فهو يسعى إلى تصحيح وتعديل وتقويم سلوك المتعلمين واعانة المعلمين فيما يخص مارساتهم الصفية ، وعلاج تعثراتهم في المواقف التربوية الصعبة التي يمرون بها  ،أوفي  تلك المواقف  العملية التي تواجههم في  اشتغالهم وممارستهم للأنشطة الصفية  في المواد التعليمية[3].ان ا يميز البحث التدخلي   هو قيامه  على البعد التشاركي  بين الباحث والظاهرة المدرسة......

-البحث التدخلي :خصائصه–طبيعته- قضاياه

ان هذا النوع من البحوث يختلف عن البحوث النظرية  التي تهدف الى الكشف عن القوانين والنظريات ،فهو يركز على  العمل والاجراء  والممارسة  والتطبيق بخلاف البحوث الاخرى التي تركز على التنظير...

وبعبارة اخرى ان البحث التربوي هو ذلك البحث  الذي يدرس الظواهر التربوية والقضايا الديداكتيكتية  ، مع اقتراح حلول انية للتخفيف من حدة تلك الظاهرة التربوية والديداكتيكية.

ومن ابرز ما يتصف به هذه النوع من البحوث هو كونه بحثا تتبعيا و تشاركيا  واقتراحيا ،يقدم الحلول والاقتراحات بشكل عاجل  للباحث والمتدخل في العملية التعليمية مباشرة .

كما يسعى في نفس الوقت الى تطوير المهارات  والكفايات المهنية للمتدخل في العملية التعليمية بحل المشاكل اليومية التي تمر منها العملية التعليمية في تفاعل مكوناتها و تواصل عناصرها.. .

كما يساهم البحث التدخلي من جهة اخرى الى  تطوير ورفع  الاداء التعلمي للأساتذة المبتدئين، لا نه بحث  غايته التدخل الاني لتقديم الحلول والاقتراحات العاجلة للأستاذ المبتدئ... .

فهو يركز على الكفايات المهنية للمعلمين المبتدئين. وتتجه هذه الخدمة في  تقديم  الحلول لاهم  القضايا التربوية والبيداغوجية ، الغرض منها تعديل وعلاج وتقويم  اداء المعلمين الجدد، قصد الرفع  من مهاراتهم  وكفاياتهم في مختلف المجلات والانشطة  التعليمية التعليمية ..[4].

سياق البحث التخالي

جاءت البحوث التدخلية في سياق خاص يتحدد هذا السياق في التحولات الكبيرة التي  يشهدها العالم اليوم ، والتي ادت الى انتقال المعرفة من جانبها النظري الى الجانب  التطبيقي النفعي لا سيما ما تعلق بالقضايا التربوية والتعليمية التي تشهد تغيرا مستمرا ويوميا في جميع مجالات الحياة .

فالتحولات التي شهدها العالم في مختلف الاصعدة  على المدرسة  باعتبار ان المجتمع باكراهاته ومشاكله يؤثرعلى المدرسة ...

-جهات البحث التدخلي التربوي

ان من ابرز الجهات والقطاعات التي توجه إليها البحث التدخلي جهة الصعوبات والتعثرات التي يتلقاها المتعلم في تعلم اللغات عامة واللغة العربية خاصة [5].

ذلك ان تعلم اللغات اخذ  يطرح مجموعة من المشاكل والبيداغوجية  الديداكتيكية للمتعلم في جميع المستويات..

وعلى العموم فان البحث التدخلي يستهدف تحقيق مجموعة من الأهداف والغايات التي يمكن تلخيصها في الآتي :

ü    تحسين التعلم وفاعليته وذلك انطلاقا من خلال السهر على  تتبع سلوكات المدرس كعنصر فاعل  ومتدخل مباشر في العملية التعليمية-التعلمية ، وبالتالي الحرص على  تجويد نتائج المتعلمين والتنويع في الطرق و الوسائل التربوية.

ü    التركيز على فهم العمل وتدبير الانشطة الصفية  داخل الفصل.

ü     إحداث تغيير داخل المجموعة المدروسة قصد الفهم والاستيعاب.

ü     اكتشاف واقتراح  الحلول الملائمة للمشكلات المطروحة.

ü     تطوير الممارسة والأداء المهني  للمعلمين المبتدئين.

-خلاصة

ان البحث التدخلي التطبيقي يكتسي اهمية بالغة  بالنسبة للمتدخلين في العملية التعليمية التعلمية ،فهو بحث يسعى الى ايجاد الحلول الانية والعاجلة  للمشاكل واكراهات التي تمر منها العملية التعليمية التعلمية ، بحث يقوم به المدرسون والطلبة المتدبون بهدف تطوير ادائهم وممارساتهم التعليمية  والمهنية لحل مشاكل الممارسات  التعليمية  التي تواجهم في فصولهم الدراسية ، من تحقيق  هذا الهدف  وهو   احداث التغيير المنشود في مكونات العملية التعليمية....

**********مثل للبحث التدخلي

الوضعية:

من خلال الزيارات الصفية التي قمت بها إلى المدارس التطبيقية، لاحظت ان  عددا من المشاكل الديداكتيكية التي لها صلة مباشرة بالعملية التعليمية/ التعلمية. وقد اخترت إجراء بحث تدخلي في الموضوع لتقديم حلول تربوية إجرائية.

 قدم توصيفا أوليا لبحثك التدخلي من خلال التعليمات التالية:

أهمية الحث	ـ ـ
إشكالية البحث	ـ ـ ـ
فرضيات البحث	ـ ـ ـ
المنهجية المختارة في البحث	ـ ـ ـ
حدود البحث المكانية والزمانية	ـ ـ
العناصر الأساسية للمشكلة	ـ ـ ـ ـ

-قدم اقتراحا يحمل حلولا تربوية للمشكل الذي اخترت البحث فيه..........

-مثال -2- للبحث التدخلي:

تعثر المتعلم في مادة الانشاء

السنة:-6-ابتدائي بمدرسة احمد بوكماخ انموذجا.

-درس الانشاء في السنة السادسة ابتدائي توصيف ديداكتيكي.

صعوبة القراءة عند متعلمي   السنة-1 -ابتدائي مدرسة سيدي لحسن انموذجا الموسم:2017-2018...

مثال -3- للبحث التدخلي:

-استثمار الرقميات في دعم تعثر المتعلم في مادة الرياضيات

السنة:-3-اعدادي انموذجا

 -تقديم

إن البحث التدخلي الذي اخترنا الاشتغال عليه في هذه السنة ،ارتأينا أن يكون موضوعه هو دور المعلوميات والوسائط الجديدة في  دعم تعثرات المتعلمين لا سيما متعلمي  السنة:-3-اعدادي ...

ويأتي هذا البحث في هذا السياق المعرفي والبيداغوجي الخاص، هو تزايد الاهتمام بالرقميات  والوسائط الجديدة  من خلال ادماجها في التربية والتعليم واستثمارها في عمليتي التقويم والدعم .

علما أن اكبر ثورة عرفتها الإنسانية اليوم هي الثورة الرقمية التي عملت على انتقال الإنسان من التواصل بالكلمة إلى التواصل بالصورة ،مما جعل البعض ينعت هذا العصر ويصفه بعصر  الصورة .

 وهذا المفهوم  يعني ان العصر الذي نعيشه فيه هو عصر يطغى عليه التواصل  بالصورة بشتى أصنافها وأنواعها واشكالها.  ما يعني ان الاستغناء عن هذه الوسائط  الجديدة امر متعذرا إن لم نقل مستحيلا.[6]

وقد تسللت هذه التقنيات الى الفضاء المدرسي بشكل كبير واصبحت جزءا من المنطومة التعيمية وهو ما شكل احد الدعامان الاساسية في الاصلاح الاخير الذي شدته منظمة التربية والتعليم...

--كتاب للمساعدة

البحث التربوي :مناهجه وتقنياته.

لدكتور جميل حمداوي

دار الكتب العلمية بيروت

---

[1] -لمزيد من التفصيل في طبيعة البحث التدخلي  يراجع:

-ملف خاص لمجلة البيداغوجي :-البحث التربوي التدخلي العدد:-1-السنة:2013.إصدار المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة طنجة الحسيمة.

-البحث التربوي العلمي في المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين ندوة بإشراف الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق ا-11-2014.

-الدورة التكوينية الأولى:البحث التدخلي  العلمي للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق :ابريل2017.

[2] --منهج البحث التربوي العلمي في علوم التربية والعلوم الإنسانية عبد الكريم غريب منشورات عالم التربية مطبعة النجاح الدار البيضاء 2012.

[3]- البحث التربوي :مقدماته ومكوناته التي نظمها مختبر ابن خلدون للبحث التربوي ،التابع للمركز الجهوي لمهن التربية والتعليم فرع الناضور.يوم:14-11-2012.لفائدة الأساتذة المتدربين.

[4] -البحث التربوي في المغرب مناهج ومجالات ندوة مشتركة من إصدار جامعة محمد الخامس السنة 1982.

- تقييم البحث العلمي، الرهانات والمنهجيات والأدوات ندوة لمجلس الأعلى للتربية و التكوين و البحث العلمي:06/12/2017.

[5] - محور لغة التدريس مجلة مدارات العدد:-1-يناير سنة:2015 إصدار للمركز الجهوي لمهن التربية والتعليم لجهة الشرق السنة 2015..  

[6] -عصر الصورة لشاكر عبد الحميد:12