قنديل ناجم

الإدارة Februar 14, 2019 Februar 14, 2019
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

قنديل ناجم

قنديل ناجم

نص سدري،،،المهدي قنديل،،،

على مياه الأبيض المتوسط تمر المراكب الصغيرة والكبيرة محملة بالشيوخ والحسناوات، تندفع أجسادهم نحو مرسى المدينة،،، تحضن مدينة المضيق  خسارة محشوة بداخلي، عندما فقدت حبيبة اعتذرت لأحلام وكتبت قصة:

"...ربما ستعود الليلة على أجنحة غراب من الأطلسي...". ما بال السيدة تركتتني أنظم الشعر في شخصية فرجينيا التي رحلت يوم مجيء عمتي من الديار الفرنسية،، أخبرني مدرس الفلسفة "صابر" أنها رحلت حزينة، بعدما منعها  الشيخ من كتابة رواية، وأرسلها إلى سيدي مبارك، هناك موطن العقلاء الذين انتهى بهم الزمن رعاة للأغنام والأبقار، لماذا قررت هجر هذه الإمارة عوض أن تكتب...
خرجت مونيا من حدود القرية التي تعمرها وهي تلف مشاعرها في حقيبة كلها أمل واستطلاع،،،تستدرج اللحظات التي توقفها لتتذكرني وأنا أقول في أذنها: "قليل منك كالكثير من كل شيء". ما ورثته من درويش أصوبه رصاصة في جوانحك. نظراتها تصل إلى شلال الحياةمن بوابة الأستذة الدائمة،،،تلميذة في المنزل وباحثة في شوارع المضيق. لا تريد أن تلعب الحياة برؤوسنا وأجسادنا،،،تتكلف بترتيبها ترتيبا تستهويه المشاعر،، تخطط له صاحبه الشعر الأسود والقلب الأبيض،،،تقابل بواخر الصيادين وتعتلي حبلا لتطل على أصحاب القامات الطويلة لتناديهم بالرحيل.
تحرس الأضواء المدينة ليلا، ولا تترك للنساء فرصة ليحرصن أو يراقبن أزواجهن. لا يأخذن بنصائح الكاتب الأورغوياني هوراسيو كيروغا: "أمسك بأيدي شخصياتك بحزم، وكن قائدهم للنهاية.
أنا أنتظر بقايا الأضواء البعيدة المعلقة في سقف السماء،،، سأطلب من مونيا أن تتركني الليلة أنام بجانب شاطئ الريفيين، وأنتظر خروج لالة عائشة إذا كانت موجودة لتخاطبني: "اش جاب العايل هنا". فأرد عليها ساخرا: "جابني صوت العايلة الكبيرة".
مسالك أشجار من الجنوب تأتيني بروائح لها عبق خاص، عطور سيدة كنت قد تعرفت عليها في ميرامار شتاء هذا العام رفقة الصديق "باسور". رائحة الصدور التي تلتقي أقدامها بواقعها في فراغ جمعة فوكو،،،
ما بال هذه المرأة التي تردد: "دارها الكافر بالله. مشى،،،!!!.
ركب السارد قاربا مع عدد من الرؤوس، أجسادهم تتمايل يمينا وشمالا، صرخاتهم تعتلي أسوار المدينة، رعتهم الأعين حتى وصلوا، نقطة التقاء السماء بالماء، وعندما تدلى الليل نحو الفجر، عاد القارب بلا ركابه،،،
في اليوم الموالي، أكثر أصحاب مكبري الصوت من المناداة على اسم زوج مونيا. الكل يراقب شوارع المدينة كما لو أنهم يراقبون هلال السنة الهجرية أو رمضان. السارد يطل من جزيرة سبتة المحتلة، وحسناء تضيء الأمواج بعينين عسليتين. وقف القارب في مرأبه،،،وقف السارد يشاهد دموع زوجته تنزل من عيون يتخاصم فيها الفرح والحزن. قفز قفزة لمعانقتها، ابتلعته خشبة القارب حتى نزل لقاع ضحل.

شارك المقال لتنفع به غيرك

Kommentar veröffentlichen

0 Kommentare


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/?hl=de