مباراة "الصحافيون الشباب من أجل البيئة" نسخة 2019: " الزراعة المستدامة" صنف الربورتاج
رغم آثار التغير المناخي بأيت باها أودرار.. تم إرساء زراعة مستدامة أساسها شجر
الزيتون
في
بلاد "أركَان"، الشجرة المستحاتة،
دّا إبراهيم، أحد معمري القرية بدوار
"تالمست" يحكي بحسرة عن
سنوات الستينات بمنطقة أيت باها أودرار،
يقول" ترون أمامكم هذه المدرجات المهملة، من سفوح هذه الجبال
إلى قممها، كانت
كلها تزرع ويتم ترميمها كل سنة. كانت الأمطار في مواسمها. وفي المدرجات كنا نحصل
على
الشعير الذي نحضر منه الخبز وبعض الخضر التي نحتاج. ابتداء من الثمانينات جاءت
سنوات الجفاف وهاجر
الشباب وتركت المدرجات".
فهل من إمكانية لزراعة مستدامة في هذه الظروف تعيد
الحياة للمدرجات وتكون صديقة للبيئة وتعود بالنفع على
الساكنة؟
أيت
باها وآثار تغير المناخ
أيت باها
أودرار" أو ايت باها الجبلية أو " بوابة الاطلس الصغير" منطقة
جبلية مكونة من جماعة حضرية محاطة بعشر جماعات ترابية ذات مجال جغرافي واسع.
ابتداء من ثمانينيات القرن الماضي أصبحت تدريجيا عرضة لتغيرات المناخ، سنوات جفاف
طويلة ومواسم فيضانات، كالتي شهدتها في 2010 و2014. وفي المواسم الممطرة تراوح
التساقطات بالمنطقة أقل من 200 ملمتر.1
مشروع
"المدار السقوي لسد أهل سوس" نموذج للزراعة المستدامة
ليس ببعيد عن مركز مدينة أيت باها، يتواجد مشروع عصري متكامل، يتعلق بزراعة
شجر الزيتون. وحسب ما صرح به لنا رئيس جماعة أيت باها، محمد اليربوعي، فإن المدار
السقوي مشروع يمتد على مساحة تصل إلى 280 هكتار مشترك بين تلاث جماعات: جماعة أيت
باها وجماعة أيت مزال وجماعة أيت وادريم.
وسمي بـ
"المدار السقوي لسد أهل سوس" لاستفادته من نسبة 30 في المئة من حقينة
"سد أهل سوس"، عبر قنوات مائية تمتد لأزيد من 3 كيلومترات بين السد
والمدار. يتميز بكونه مشروعا عصريا متكاملا في أرض طبيعية لم يسبق لها التعرض
للمبيدات، حسب مكتب الدراسات الفلاحية. وهو مجهز بشبكات من قنوات السقي بالتنقيط.
وقد تم تسييجه بالكامل حماية من الرعاة الرحل. كما يشار إلى أن أحواض الأشجار
استغلت لزراعة مجموعة من الخضراوات والفواكه الصيفية كالبطيخ.
يوفر
المدار فرصا للشغل ويزيد من التنوع البيولوجي
يشغل المشروع
ستة عمال بشكل دائم، إضافة إلى إمكانية تشغيل العشرات خلال فترات جني الثمار.
وستقدر مداخله السنوية بـ 1.6 مليون درهم لكل موسم جني. وتغطي مساحة المشروع أزيد من أربعين ألف شجرة
زيتون من نوعي الحوزية والمنارة، مما سيساهم بشكل كبير في التنوع البيولوجي
بالمنطقة، نظرا لارتباط العديد من الحشرات بأشجار الزيتون، خصوصا النحل الذي أخذ
في التراجع عالميا.2
وزارة
الفلاحة واكبت مشروع
"المدار السقوي لسد أهل سوس
وفي مقابلة لنا
مع مدير مركز الاستشارة الفلاحية بأيت باها، "مولاي الحسن"، صرح لنا بأن
المشروع يدخل في إطار استراتيجية مخطط “المغرب الأخضر”، وتمت
دراسته من طرف المديرية الإقليمية للفلاحة سنة 2012، وتم إنزاله على أرض الواقع
سنة 2014.
وبالإضافة الى مشروع "المدارالسقوي لسد
أهل سوس" هناك مشروعين إضافيين في كل من جماعة "سيدي عبد الله البشواري
" والجماعة الترابية "تنالت" يقدر كل منهما ب 200 هكتار إضافة.
وحسب مدير مركز الاستشارة الفلاحية بأيت باها، فإن المركز ينطم دورات تكوينية
متعددة ورحلات ميدانية إضافة إلى الاستشارة وتقديم الحلول للمشاكل المطروحة. وفي
انتظار تثمين زيتون المدار الذي رافقته تعثرات في الإنتاج3، اتجهنا صوب "تالمست" حيث تثمين
الزيتون.
صافية
لعظم رئيسة تعاونية تثمن الزيتون بطرق عصرية تحافظ على البيئة
اتجهنا إلى
"تالمست"، على بعد ثمانين كيلومترا من الثانوية التي ندرس بها. دوار "تالمست" ينتمي للجماعة القروية
"تنالت". هناك زرنا " تعاونية "توف إثري" وأجرينا مقابلة
مع رئيستها "صافية لعظم"، حاملة مشروع "وحدة تثمين وعصر منتوج
الزيتون بإقليم اشتوكة أيت باها". صرحت لنا بأن المشروع ممول من طرف مخطط
المغرب الأخضر بشراكة مع المديرية الإقليمية للفلاحة والبنك الدولي، وتم افتتاحه
في 13 دجنبر 2018، ومزود بتجهيزات تقنية من إيطاليا حديثة.
ومن الناحية
الاقتصادية والاجتماعية، فإن الوحدة في ظرف شهرين فقط بعد الافتتاح تمكنت من إجراء
212 عملية، تم فيها عصر ما يزيد عن 40 طنا من الزيتون بعائد 1000 درهم للطن
الواحد. إضافة إلى شراء زيتون تم عصره وبيعه باسم التعاونية بقيمة 50 درهم للتر
الواحد.
وتساهم هذه
العمليات في توفير فرص شغل لفائدة 12 عنصرا من الساكنة بعين المكان ذكورا وإناثا.
إضافة الى الاستعانة بتقنيين متخصصين في هذا المجال. كما تستقبل الوحدة زبناء من مختلف المناطق
كتزنيت وتافراوت وأيت ميلك، لكون التعاونية معروفة على الصعيد الاقليمي ولكونها
تقوم بتوعيتهم وإرشادهم بكيفية العمل.
الزيتون
بتالمست.. تشجير بتأهيل المدرجات وتثمين يعالج "الفيتور"
وبالإضافة إلى وجود أشجار زيتون قديمة بالمنطقة، فهناك مشروع آخر لزراعته
بالمدرجات وسقيه انطلاقا من "مطفيات" بتقنية التقطير، ويستهدف المشروع
حماية التربة من الانجراف والاقتصاد في استعمال الماء والحفاظ عل التنوع البيولوجي
كما خلق مورد للدخل وتسيره جمعية محلية.
كما أن
"المرجان" يبخر في أحواض، حيث يعتبر من أخطر النفايات الناتجة عن عملية
عصر الزيتون، كونه يؤثر سلبا على جودة وخصوبة التربة وعلى الفرشة المائية4. أما "الفيتور " فيتم تجفيفه من طرف الوحدة وتخليطه مع
روث الماعز للحصول على سماد طبيعي وفعال سيتم بيعه لمركز البحث الزراعي بأكادير
لاستعماله في الضيعات التجريبية بمنطقة "بلفاع"، كما تخطط الوحدة
للاستعانة بالطاقة الشمسية الى جانب.
نعم توجد
إمكانية لزراعة مستدامة في ظروف التغير المناخي
عبر استطلاعنا لتجربتي زراعة الزيتون بـ "أيت
باها" وتثمينه بـ "تالمست" وقفنا على إمكانية إرساء زراعة مستدامة
بالمنطقة تتكيف مع التغير المناخي وتحافظ على التنوع البيولوجي والتربة وتشكل مورد
رزق للأسر.
-
مراجع:
2.
https://sciencepost.fr/2016/10/abeilles-officiellement-reconnues-espece-voie-de-disparition/?fbclid=IwAR06OdA-h33SaIqwatSl86rUK57ae8KCEFUX6WQjQQWJFnR8m7abiInz76Q.
4.
https://www.maghress.com/attajdid/71613
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.