التعليم بين العقدة والتعاقد
بقلم نظيرة الكيحل
ان سألت عن سر تقدم دولة ما في التاريخ القديم والحديث فستجد التعليم سرا من أهم الأسرار. فبالتعليم ترتقي الامم وتبني حضاراتها. لذلك تولي كل الدول المتقدمة أهمية قصوى له وتخصص له الميزانيات الكبرى.
في المغرب تعاقبت الحكومات وتوالت السياسات التعليمية من فرنسة الى مغربة. فتم تكوين اساتذة مغاربة لتعليم أبناء المغاربة بعد الاستقلال. فكان لأستاذ رمزيته ومكانته في المدرسة والشارع.
دخلت المدارس الخاصة وأصبحت تنافس المدارس العمومية وتوظف نسبة مهمة من حاملي الشهادات المعطلين فأصبحوا اساتذة بالعقدة. هذه الشريحة المهمة ممن تشملهم تسمية " استاذ " لم تشملهم الدولة بسياستها فلم تسن لهم قوانين تلزم بها اصحاب المؤسسات كي تحفظ لهم كرامتهم وتضمن استقرارهم النفسي والمادي.
استمرت الدولة في سياساتها الرامية لضرب مجانية التعليم وخوصصته وتفويضه كباقي القطاعات. فكان اخر إبداعاتها ما يسمى بالتعاقد. فبين العقدة والتعاقد ثلاثة حروف مشتركة ع -ق- د . اما حرف التاء فهو مختلف فيه .ففي الاولى مربوطة وفِي الثانية مبسوطة.و في الاولى أتى متأخرا وفِي الثانية أتى متقدما. وفِي ذلك دلالات كبيرة ومعاني عميقة.
لكن ما يهمني هنا هو المشترك الأكبر بينهم وهو ضرب رمزية الاستاذ وقيمته المجتمعية.
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.