-العملية التعليمية: النسقية و البناء والمكونات

الإدارة أبريل 29, 2019 أبريل 29, 2019
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

-العملية التعليمية: النسقية و البناء والمكونات


-العملية التعليمية: النسقية و البناء والمكونات

محمد بنعمر
باحث في علوم التربية
***تمهيد

إن العملية  التعليمية مهما كانت طبيعتها، من حيث المرجعيات الحاكمة لها، والنسق الببداغوجي المؤسس لها ،  فهي  لا يمكن أن تحقق أهدافها،  أو أن تصل إلى غاياتها الكبرى ما لم يتم  مراعاة واستحضار مكوناتها وأطرافها الأساسية  التي منها تتركب العملية  التعليمية وهي: -المعلم–المتعلم- المادة الدراسية الحاملة للمعارف،و الفضاء المدرسي  الذي تقدم   فيها  تلك المعارف    ...".[1].
أطراف العملية التعليمية

إن الأطراف والمكونات المشكلة للعملية التعليمية تعمل بشكل نسقي متداخل ومتفاعل، بحيث لا يمكن أن تعمل منفردة ،أو مستقلة  أو معزولة  عن بعضها البعض ، لان من شان هذا الاستقلال أن يفضي إلى وقوع الخلل  في احد  أطرافها أو في عناصرها المشكلة لها  ....[2].
فهذه العناصر والأطراف المشكلة للعملية التعليمية تشكل بناء نسقيا متفاعلا، ومتكاملا ومتداخلا ومركبا غير قابل للتجزئة أو للتقطيع....
إذ يصعب أن نتصور العملية التعليمية، بدون استحضار هذه الأطراف ، وإلا   سيقع الخلل  في  التصور أو في تصور المكونات المشكلة  للعملية التعليمية[3]..
من هنا فان السائد بين المشتغلين بالتربية والتكوين أن العملية التعليمية تتشكل من هذه المكونات وهي أولا المنهاج متعدد المواد الدراسية.ثانيا مدرس متفاوت الكفاية المعرفية والمهارية المهنية.ثالثا متعلم متباين في حاجياته وإمكاناته اتجاه النظام التعليمي""وهذه العناصر الثلاث لها دخل مباشر في تشكيل النظام التعليمي برمته.."[4].
*** تأثير المعطيات الاجتماعية في العملية التعليمية
إن هذه النسقية المشكلة للعملية التعليمية تتداخل فيها عدة اعتبارات، وتتأثر بعدة معطيات، منها المعطيات السيكولوجية، والمكونات السيسيولوجية، والتوجهات والاختيارات البيداغوجية  والتدابير الديداكتيكية التي لها الوقع والأثر الفعلي والمباشر على مكونات و أطراف العملية التعليمية.
لان من العادة  أن ترتبط الأنظمة التربوية بما هو اجتماعي،لان التربية عادة ما توصف وتنعت بأنها ظاهرة اجتماعية،سواء في بنائها و في وظيفتها..[5]
وبدون شك فان مراعاة هذه العناصر، و الأخذ بهذه المرجعيات  والاستناد إلى تلك  المعطيات  الفاعلة مباشرة  في العملية التعليمية من شانه أن يوصل إلى تجويد التعلمات ،و  يرفع و يحسن من  الأداء التعليمي .
إضافة إلى التأثير في إعداد وصياغة البرامج التعليمية والتي تشكل ديداكتيكية أو تعليمية المواد التعليمية، [6]ومناهج تدريسها  احد عناصرها الأساسية ،وهي المنعوتة في  مفاهيم علوم  التربية  بتعليمية  أو تدريسية المواد، و هي من ضمن الأجزاء الأساسية  المكونة  للمنهاج الدراسي ...[7].
وبعبارة اخرى إن هذه العملية التعليمية  تتأثر بكل ما له علاقة و صلة بعلم التدريس ،وبكل ما له قرابة  بالممارسات الصفية داخل القسم.
فأطرافها  وعناصرها  تعمل  مشتركة في الرفع من التعلمات الأساس ،و تعمل على تأهيل المتعلم لإدماجه في الحياة.
***الخطاب التربوي الجديد
إن الخطاب التربوي الجديد المنفتح على العلوم الإنسانية  يدعو علنا إلى ضرورة جعل المتعلم في قطب العملية التعليمية، وبجعل جميع الدعامات و المكونات الأخرى خادمة له، وبعبارة الباحث محمد الدريج  ينبغي للمتعلم  أن  يشيد تعلماته ،وان  يعرف أن لا احد يعوضه في هذه العملية التي يجب أن يباشرها   هو بذاته  و بمفرده...[8].
من هنا  فإن تجويد العملية التعليمية من  مخرجاتها الأساسية المراهنة على المتعلم في بناء تعلماته،والعمل على تعويده على التعلم الذاتي من خلال البحث عن  فضاءات خارجية اخرى تمارس فيها الأنشطة الصفية.
-خاتمة
فمن شان هذا الاختيار والتوجه ان   يصبح هذا المتعلم قادرا على مواجهة كل ما هو جديد في عالم المعرفة ، والتكيف مع المتغيرات و التحولات السريعة التي تعرفها الحياة اليوم  ....

مع الدكتور عبد الواحد أولاد الفقيهي بوجدة في محاضرة:الذكاءات المتعددة وأثرها على التحصيل الدراسي.


[1]-علم النفس التربوي : قضايا ومواقف للدكتور احمد اوزي :8.كتاب من منشورات مجلة علوم التربية السنة:2000.
[2] -تحليل العملية التعليمية لمحمد الدريج:26
[3] -تحليل العملية التعليمية لمحمد الدريج:52
[4] -اللسانيات النسبية وتعليم اللغة العربية لمحمد الاروغاي:22
[5] -رأسمالية المدرسة في عالم متغير لعلي اسعد:42منشورات اتحاد كتاب العرب بدمشق:2011.
[6]-التعليمية أو التعليميات وهذا الأخير هو المصطلح الصحيح لغويا ، تعليميات لفظ مفرد يدل على علم التعليم.أما التعليمية فهو نسبة مصدرية لعملية التعليم ....

[7] - المرجعيات النفسية والاجتماعية في تدريسية المواد التعليمية.:نص البحث الذي شاركنا به في الملتقى الدولي:العلاقة التعليمية معلم -متعلم والإصلاح التربوي. الذي نظمه مختبر المعالجة الآلية   للغة العربية  بجامعة أبي بكر بلقايد بتلمسان الجزائر يوم :26-27 ماي 2015....

[8] -المتعلم وصورته في الخطاب التربوي الجديد لمحمد الدريج. محلة دفاتر التربية واتكوين العدد:-10-السنة:2015.

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/?m=0