سؤال: هل ألتزم بأسابيع التقويم كما هي مثبتة في الكتاب المدرسي؟؟
سعيد الشقروني
من باب التذكير يجب التمييز هنا بين:
أ- التوزيع السنوي بوصفه توليفة بين وحدة الزمن والوحدات المعرفية المراد تدريسها، والغرض منه تتبع وتقويم مستوى التقدم في إنجاز المناهج ومدى توافق المضامين المعرفية وحجم الساعات المخصص لها، ومدى احترام الأستاذ لوتيرة تدريس كل وحدة.
ب- التدرج السنوي للتعلمات باعتباره إحدى صيغ التوزيع السنوي، الهدف منه ايجاد أحسن السبل والأساليبلتنفيذ المنهاج والتعامل المعقول مع الزمن والوقائع الميدانية (مستوى المتعلم، الوقت، المكتسبات القبلية، الخصوصيات الطبيعية والنفسية والثقافية للمتعلمين، والأهداف المراد تحقيقها والكفايات المنتظرة..)
وجوابا عن السؤال-العنوان أقول: إن الالتزام بأسابيع/أسبوع التقويم مرتبط أولا بطبيعة السلك الدراسي، وعليه يكون التقيد به ضروريا بالتعليم الابتدائي لأن الدخول المدرسي، بما هو قدوم وتواجد معظم المتعلمين بالقسم، يتحقق فعليا على العموم منذ الانطلاق الرسمي، لهذا يكون الأمر ضروريا ومتاحا بحكم عامل الزمن -مع استحضاري لبعض الإكراهات- لتشخيص مستوى المتعلمين وتفييئهم ودعمهم.
أما فيما يخص التعليم الثانوي بشقيه الإعدادي والتأهيلي، فالأمر مختلف نسبيا، على اعتبار أن الأمر أشبه بثقافة متداولة لدى التلاميذ، حيثيكون التحاق المتعلم بفضاء القسم في الغالب متأخرا ومتفاوتا بين مؤسسة وأخرى حسب طبيعةهذه الأخيرة والمجال والتدبير..، مثلما نعاين استمرارعملية تسجيل المتعلمين في كثير من المؤسسات حتى بعض موعد الانطلاق الفعلي.. وعليه يفترض من الأستاذ أن يستحضر هذا التأخر عند تخطيطه أو وضعه للتوزيع السنوي (وواقع الحال يكشف عموماعدم وجود هذه الوثيقة بين الوثائق الرسمية للأستاذ) لأن مفردات برنامج مادة ما في الكتاب المدرسي موضوعة وَفق تقدير زمن الانطلاق الفعلي، وهذا ما لا يتحقق على أرض الواقع.. بمعنى على الأستاذ أن يستثمر تكوينه التربوي في التخطيط والتدبير والتقويم، ويتذكر وجودأسابيع مخصصة للتقويم، وأن هناك توقفات اضطرارية لظرف من الظروف، منها ما هو شخصي (رخصة مرض، حادث ما، حدث عائلي..) ومنها ما هو موضوعي (اضرابات- مواسم ثقافية- مواسم فلاحية- فيضانات..)يفترض أن يتم تعويضها،لهذا لا من بد الاجتهاد العاقل في حدود ما يسمح به الإطار القانوني والبيداغوجي شريطة تغطية كل مجالات أو وحدات أومجزوءات الكتاب المدرسي خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمستويات الإشهادية،مثلما يجب استثمار الرصيد الجامعي والخبرة البيداغوجية والديداكتيكية لجعل الكتاب المدرسي وسيلة لبناء المهارات الأساسية لدى المتعلم عبر تمرينه على الملاحظة والفهم والتحليل في أفق أن يعيشهاويستثمرهافي وضعيات مغايرة داخل المدرسة وخارجها..
وتلك سدرة المنتهى..
والله ولي التوفيق..
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.