درس شامل لكل محاور مفهوم الغير دروس الفلسفة المستوى الثانية بكالوريا
تقديم عام :
الإنسان باعتباره شخصا ليس فردا معزولا وإنما وجوده رهين بوجود الغير الذي هو ذات أخرى تشبهه وتختلف عنه.ذات لها إرادة ووعي وحرية وتواجد الذات مع بعضها البعض تفرضه الغايات المشتركة للوجود الإنساني بصفة. فمفهوم الغير اتخذ في التمثل الشائع معنى تنحصر دلالته في الآخر المتميز عن الأنا الفردية أو الجماعية (النحن). ولعل أسباب هذا التميز إما مادية جسمية، وإما عرقية أو حضارية، أو فروقا اجتماعية أو طبقية. ومن هذا المنطلق، ندرك أن مفهوم الغير في الاصطلاح الشائع يتحدد بالسلب، لأنه يشير إلى ذلك الغير الذي يختلف عن الأنا ويتميز عنها، ومن ثمة يمكن أن تتخذ منه الذات مواقف، بعضها إيجابي كالتآخي، والصداقة وما إلى ذلك، وأخرى سلبية كاللامبالاة، والعداء... وهكذا، يتضح أن معنى الغير والآخر واحد في التمثل الشائع. فيطرح الغير إشكالات فلسفية اختلفت إجابات الفلاسفة فيها من أهم هذه الإشكاليات : هل وجود الغير ايجابي بالنسبة للانا أم هو سلبي في ذاته ؟ وماهي طبيعة العلاقة بين الأنا والغير ؟
المفاهيم :1-الغير : هو آنا أخر يشبهني في كونه ذاتا واعية وفي نفس الوقت يختلف عني.
2-البنذاتية : هي علاقة تفاعل بين ذاتين باعتبارهما وعيين يوجدان داخل إدراك مشترك ومتساوي يجعل كل ذات غيرا بالنسبة للأخرى.
3-الأنا : حقيقة الإنسان الثابتة والحاملة لكل الحالات النفسية والفكرية كما يدل اللفظ على الجانب الواعي في شخصية الإنسان.
4-الغيرية : ميل نحو الغير وتضحية بالمصلحة الشخصية في سبيل الأخر ويقابل هذا الفعل الأنانية.
5- الصداقة هي علاقة اجتماعية بين شخصين أو أكثر على أساس المودة والتعاون بينهم, ويمكن تمييزها بثلاثة خصائص هي:1- الاعتمادية المتبادلة : التي تبرز من خلال تأثير كل طرف على مشاعر ومعتقدات وسلوك الطرف الآخر2- الميل إلى المشاركة في نشاطات واهتمامات متنوعة مقارنة بالعلاقات السطحية التي تتركز في أغلب الأحوال حول موضوع أو نشاط واحد
3 - قدرة :كل طرف من أطراف العلاقة على استثارة انفعالات قوية في الطرف الآخر وهي خاصية مترتبة على الإتمادية, إذ تعد الصداقة مصدرا لكثير من المشاعر الإيجابية السارة أو غير السارة .
- المحور الأول : وجود الغير-
إن تحليلا أوليا لمشاعر الإنسان المختلفة يقودنا إلى اكتشاف أن الأنا لا يستطيع أن يعيش منعزلا عن الأنا الأخر، فهذا الأخير هو الأساس في إحداث هذه المشاعر وتركيبها النفسي لدى الفرد، بل بإمكاننا أن نذهب أبعد من هذا فنقول أن وجود الأنا رهين بوجود الغير، فأفكارنا وممارساتنا بل وحتى لغتنا لاتأخد دلالتها ولا تؤدي وظائفها الرمزية إلا من خلال انخراطنا في علاقات متعددة ومتشعبة مع الأخرين. إن الغير اذن هو ضرورة انطولوجية ومعرفية...، لكن مع ذلك قد يتحول هذا الأخير في بعض الأحيان إلى مشكلة حقيقية تهدد وجود الأنا وتقيد حريته من هنا لابد من إخضاع هذه العلاقة المركبة الى فحص فلسفي لعلنا نستطيع الكشف عن بعض جوانبها . فلم يظهر اشكال الغير كانا متميزة عن الانا الفردية الا مع مع الفلسفة الحديثة وبالتحديد في فلسفة ديكارت وهيغل فانشئت اثرها معضلة تتعلق باضرب العلاقة الممكنة بين وجود الانا والغير هذه العلاقة التي تتحدد من خلال التساؤلات التالية : مثل اوجود الغير مشروط بوجود الغير ? ام ان الذات لا تحقق وجودها ووعيها بذاتها الا بغياب هذا الغير ? اووجود الغير اذن ضروري لوجود الانا ام انه تهديد له ?
الطرح الإشكالي : إذا كان الأنا يتميز عن باقي الكائنات والأشياء بصفة الوعي، فأن وعيه هذا يتخذ عدة أشكال؛ كالوعي السيكولوجي والوعي المعرفي والوعي الأخلاقي. فمن الناحية السيكولوجية تصدر عن الأنا انفعالات مثل الحب والكراهية، كما تصدر عنه من الناحية المعرفية عمليات فكرية مختلفة مثل الشك والتخيل، ومن الناحية الأخلاقية يتميز بصفات مثل الشجاعة والكرم. ولذلك نتساءل؛ هل يمكن أن يمارس الأنا هذه الأفعال والعمليات دون حضور الغير كطرف فيها؟ فإذا لم يكن هناك وجود للغير في عالم الأنا، فمن سيحب هذا الأخير ومن سيكره؟ وهل يمكنه أن يفكر في قضايا سياسية واجتماعية وغيرها دون حضور الغير كطرف أساسي مولد لهذه القضايا؟ ثم كيف للأنا أن يعرف أنه شجاع أو كريم دون وجود الغير؟ وعلى العموم هل وجود الغير ضروري لوجود الأنا أم أنه مجرد وجود جائز ومحتمل؟
فالغير هو الأخر البشري المخالف فهو انا اخر مختلف عني، والغير يتحدد بالقياس الى طرف مقابل له هو الانا. فالغير مختلف واخر بالنسبة للأنا وفي هذا الصدد يقول "سارتر ": " الغير هو الأنا الذي ليس أنا " ويعني أنه أنا أخر مخالف لي، ولكن هذا غير كاف لتحديد هذا المفهوم لأن الغير إذا كان أخر بالنسبة لي فانه كذلك شبيهي ونظيري في نفس الوقت، من هنا نتساءل : هل الغير أنا أخر؟ وهل وجوده ضروري لوجود الأنا ؟ هل معرفة الغير ممكنة أم مستحيلة؟ هل العلاقة مع الغير هي علاقة تكامل، صداقة أم صراع وتنافر؟
1-الموقف الأول : مارتن هيدغر : فيلسوف ألماني، موقفه : يبرز معنى الوجود مع الآخرين، فيخلص إلى أن الذات تفقد تميزها وهويتها كاختلاف عندما تدخل في حياة مشتركة مع الغير. هكذا يتميز الوجود مع الغير بخاصية التباعد الذي قد يعني غياب تفاهم وتعاطف بين الأنا والغير.فالأنا في علاقته مع الغير يوجد تحت قبضته وسيطرته، بحيث يقوم هذا الأخير بإفراغ الأنا من إمكانياته ومميزاته الفردية ويجعله تابعا له.إن الغير يمارس على "الموجود هنا" هيمنة خفية، خصوصا وأن مفهوم الغير غير محدد بدقة بحيث أن الذات هي الأخرى جزء منه، وبانتمائها له تزيد من هيمنته وسلطته عليها. ويتجلى هذا الانتماء في وجود روابط عرفية وقانونية مشتركة بين الأنا والغير، وهي التي يستثمرها هذا الأخير من أجل بسط هيمنته على الذات وإحكام قبضته عليها. ويؤكد هايدغر على خاصية التشابه أو اللاتمييز التي توجد بين الأنا والغير، بحيث تذوب الذات في الغير وتفقد تميزها وتفردها الخاص. هكذا يعمل الآخرون على خلق ذوات متشابهة، ويساهمون في اختفاء هوية الفرد وذوبانه في حياة الجماعة.
+جون بول سارتر : فيلسوف و كاتب و روائي و مسرحي فرنساوي. موقفه : يبرز فيه أن وجود الغير ضروري من أجل وجود الأنا ومعرفته لذاته، وذلك واضح في قوله: "الغير هو الوسيط الضروري بين الأنا وذاته". من هنا فالغير هو عنصر مكون للأنا ولا غنى له عنه في وجوده. غير أن العلاقة الموجودة بينهما هي علاقة تشييئية، خارجية وانفصالية ينعدم فيها التواصل مادام يعامل بعضهما البعض كشيء وليس كأنا آخر. هكذا فالتعامل مع الغير كموضوع مثله مثل الموضوعات والأشياء يؤدي إلى إفراغه من مقومات الوعي والحرية والإرادة. ويقدم سارتر هنا مثال النظرة المتبادلة بين الأنا والغير؛ فحين يكون إنسان ما وحده يتصرف بعفوية وحرية، وما إن ينتبه إلى أن أحدا آخر يراقبه وينظر إليه حتى تتجمد حركاته وأفعاله وتفقد عفويتها وتلقائيتها. هكذا يصبح الغير جحيما، وهو ما تعبر عنه قولة سارتر الشهيرة:"الجحيم هم الآخرون". إن نظرة الغير إلي تشلني من إمكانياتي ومقوماتي كأنا، فتعمل على تجميد حركاتي وتسلبني إرادتي وحريتي. إن نظرة الغير إلي تقلقني لأنها مصحوبة بتقديرات لا يمكن معرفتها، خصوصا التقديرات المرتبطة بأحكام القيمة. كذا يتحدد وجود الغير مع الأنا من خلال عمليات الصراع والتشييء والاستلاب. لكن مع ذالك يعتبر سارتر أن وجود الغير شرط ضروري لوجود الأنا و وعيه بذاته بوصفه ذاتا حرة ومتعالية.
(يعارضهما إدموند هوسرل ).
- المحور الثاني : معرفة الغير -
إن علاقة الأنا بالغير تظل خارجية و لهذا تبدو معرفته في جوهره أمرا مستحيلا لكن هذا النفوذ إلى باطن الغير ضروري لاستجلاء أسراره، أليس الأنا الآخر شبيها بالأنا و مماثل له في طبيعته و جوهره، ألا يكفي أن يستبطن الأنا ذاته و يقيس أفعال الغير و سلوكاته و تعابيره على ما هو مماثل بالنسبة له، فإذا دلت الابتسامة عندي على الفرح فلماذا لا تدل على هذه المشاعر عند الغير، غير أن الافتراض القائم على إمكانية معرفة الغير عن طريق الاستدلال بالمماثلة ينطوي على مفارقة جوهرية ألا و هي: عندما أشاهد حركات التعبير الصادرة عني فأنا ألتقي من جديد بذاتي "أنا" و ليس بأنا الغير، و لذلك فحينما ينتهي حكم المماثلة إلى إثبات أنا مختلف عن أناي فإنه يقرر نتيجة خاطئة ثم إن المعرفة القائمة على المماثلة و التي تتخذ الأنا كمرجع لمعرفة الغير ليست يسيرة خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار مفهوم اللاشعور كما أسسه التحليل النفسي فنحن نحمل في أعماقنا حياة نفسية لاشعورية لا يصلها وعينا و يكون الغير المحلل النفسي وسيطا ضروريا لبلوغها . حينما نتحدث عن معرفة الغير، فإن الأمر لا يتعلق بمعرفته كجسم أو كعضوية بيولوجية بل معرفته كروح وكذات تحمل أفكارا ومشاعرا. وإذا كانت عملية المعرفة تفترض ذاتا عارفة وموضوعا للمعرفة ومنهجا تعتمده الذات لتحقيق معرفة بالموضوع، فإن الصعوبات المطروحة هنا هو أننا إزاء ذات تريد أن تعرف ذاتا أخرى؛ فموضوع المعرفة الذي هو الغير هو أيضا ذات واعية وتمتلك جهازا سيكولوجيا مثلها مثل الأنا، أي الذات الأولى التي تريد أن تعرفها. هكذا فالمعرفة المتعلقة بالغير كذات أو أنا آخر، تختلف ولا شك عن المعرفة المتعلقة بالموضوعات الطبيعية أو الأشياء المادية. فإذا كانت معرفة هذه الأخيرة ممكنة إلى حد كبير حينما تتوفر الوسائل العلمية، فهل معرفة الغير ممكنة؟ وما الذي يحول بيني وبين معرفته؟ وما هي السبل الكفيلة بأن تجعلنا نحقق معرفة بالعالم الداخلي للغير؟
1 الموقف الأول : إدموند هوسرل : فيلسوف ألماني. موقفه : يؤكد على امكانية معرفة الغير عبر التوحد الحدسي به وبناء عالم مشترك ذلك ان الغير لايتجسد كموضوع او ذات فهو وحدة كلية أي هناك ترابط بين مستويين مما يجعل العلاقة مع الغير ليست معرفة ذات الطبيعة شيئية بل تنطلق من الفهم من الداخل الذي جعلنا في علاقة مشاركة وجدانية وعاطفية مع الغير.ان هدف الموقف ينظر الى الغير كشخص لديه احساسات وعواطف لذلك فان اساس معرفة الغير هي البنذاتية ويقصد بها علاقة تفاعل بين ذاتين باعتبارهما وعيين يوجدان داخل مجال ادراكي مشترك ومتساوي يجعل كل ذات غيرا بالنسبة للاخرى.
#- 2- موقف غاستون بيرجي:هو فيلسوف و صناعي فرنسي .موقفه : يجسد موقفا يرى من خلاله أن معرفة الغير غير ممكنة، لأن بينه وبين الأنا جدارا سميكا لا يمكن تجاوزه. هكذا فتجربة الأنا الذاتية معزولة وغير قابلة أن تدرك من طرف الغير. فالأنا يعيش تجربة حميمية مع الذات تحول دون تحقيق أي تواصل بينه وبين الغير. فلا يمكن للآخرين اختراق وعيي، كما لايمكنني نقل تجربتي الداخلية لهم حتى ولو تمنيت ذلك، لأنني أشعر بالعزلة وأعيش في قلعة منيعة يستعصى على الغير اقتحامها. وهذه العزلة متبادلة بين الأنا والغير؛ فمثلما أن أبواب عالمي موصدة أمامه، فكذلك أبواب عالمه موصدة أمامي. ويتبين هذا من خلال تجربة الألم مثلا؛ فعندما يتألم الغير ويبكي أواسيه وأشاطره المعاناة، غير أنني لا يمكنني أبدا أن أعيش بنفس الكيفية تجربة بكائه الذاتية، لأنها تجربة شخصية خاصة به وحده دون غيره من الناس. هكذا فبالرغم من سعي الإنسان الدؤوب نحو تحقيق التواصل مع الغير، كحاجة ملحة داخله، فإن الغير يظل سجينا في آلامه ومنعزلا في ذاته ووحيدا في موته.
خلاصة للمحور : نتعرف على الغير لابوصفه موضوعا او بوصفه ذاتا باستقلال عن الانا فهو ذات تشبهني وتختلف عن وهو يوجد كما اوجد في العالم وعن طريق التوحد الحدسي بتجربته يصبح هو انا وانا هو فهذا العالم الذي نشترك في بناءه هو عالم البينذاتية وهو اساس المعرفة الموضوعية.
- المحور الثالث : العلاقة مع الغير -
ان العلاقة مع الغير اعقد من ان تختزل في مجرد علاقة معرفية لان الانا لا يوجد الا بوجود الغير ولا يعي ذاته الا من خلاله وبالتالي فان العلاقة المعرفية ليست سوى بعد من ابعاد العلاقة مع الغير وتختلف باختيار الاغيار فتنشا به علاقة نصفها بالايجابية وتتمثل في الصداقة والود والاحترام او علاقة نصفها بالسلبية يسودها الاستيلاب والعداء والتهميش .فإن العلاقة مع الغير لا ترتد إلى مجرد علاقة معرفية، بل هي أيضا علاقة سيكولوجية وأخلاقية. ولذلك سنتساءل في هذا المحور عن نوع المشاعر التي يجب أن نكنها للغير، كما سنتساءل عن طبيعة المبادئ الأخلاقية التي يجب أن تحكم علاقتي بالغير. وإذا طبقنا هذين التساؤلين عن الصداقة والغرابة، كوجهين أساسيين من وجوه العلاقة مع الغير، فسيصبح الإشكال على النحو التالي: ما هو أساس الصداقة؟ وعلى ماذا يجب أن تنبني علاقتي بالصديق؟ وإذا كان الغير يتخذ شكل الغريب أيضا، فما هو الغريب على وجه التحديد؟ وما هي نوع المشاعر والمبادئ الأخلاقية التي يجب أن تحكم علاقتي به؟
الموقف الأول : إيمانويل كانط فيلسوف ألماني، موقفه : يؤسس العلاقة بين الأنا والغير على مبادئ أخلاقية وعقلية كونية. ويتجلى ذلك من خلال حديثه عن الصداقة باعتبارها علاقة تقوم على مشاعر الحب والاحترام المتبادلة بين شخصين. وغاية الصداقة، في صورتها المثلى، هي غاية أخلاقية طيبة، تتمثل في تحقيق الخير للصديقين معا. وقد اعتبر كانط الصداقة واجبا عقليا يجب على الإنسان السعي نحو تحقيقه، وإن كان يتعذر تحقيقها في صورتها المثلى على أرض الواقع. كما تتطلب العلاقة مع الغير مراعاة المساواة بين عناصر الواجب الأخلاقي؛ بين مشاعر الحب من جهة، باعتبارها قوة جذب وتجاذب بين الصديقين، ومشاعر الاحترام من جهة أخرى، باعتبارها قوة دفع وتباعد بينهما.لذلك يجب أن تكون مشاعر الصداقة متبادلة بين الصديقين، ومبنية على أساس أخلاقي خالص، وليس على أي منافع آنية ومباشرة.
#-2-أوغست كونت : هو فيلسوف فرنسي . موقفه : إذا كان كانط قد أسس العلاقة بين الأنا والغير على أسس نظرية، مثالية وميتافيزيقية تنبني على ما ينبغي أن يكون وليس على ما هو كائن، فإن أوغست كونت على العكس من ذلك بنى أسس هذه العلاقة على استقراءات واقعية تترصد ما يحدث على مستوى الواقع الاجتماعي الفعلي. هكذا اعتبر كونت أن هناك واقعة يتعذر تجاوزها، وهي أن الإنسان يحيى بفضل الغير؛ بحيث لا يمكن للفرد مهما أوتي من قوة ومهارة أن يرد ولو جزءا بسيطا للإنسانية مقابل ما تلقاه منها. ويترتب عن هذه الواقعة أنه يجب على الإنسان أن يحيى من أجل الغير، عن طريق نكران الذات والتضحية من أجل الآخرين، من أجل ترسيخ قيم التعاطف والتضامن سعيا وراء تطوير الوجود البشري.هكذا تعمل الغيرية على تهذيب الغريزة البشرية وتسييجها؛ فتطهر الفرد من أنانيته الهمجية وتكبح ميولاته المصلحية الضيقة، كما تعمل هذه الغيرية على الارتقاء بالأخلاق الإنسانية إلى مستوى من الفهم يتجاوز كل المقاربات اللاهوتية والميتافيزيقية.
0 Comments
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.