الإسلام وطن لكل القلوب

الإدارة April 28, 2020 April 28, 2020
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

الإسلام وطن لكل القلوب 

ذ. فريد المطوشي

ذ. فريد المطوشي

( ترجيست )

تتوق النفس الإنسانية أن تلفي لها وطنا يؤويها من كل التقلبات لتحضى بالسكينة والاطمئنان الروحي ... وتتخلص من كل نزع قد يحيد بها عن سكة الاستقرار والأمان. فتراها بفطرتها تهفو لتتخذ من الإسلام وطنا ومن شرعه دستورا تهتدي ببنوده وتوجيهاته الربانية الموصلة إلى عوالم الارتقاء الخلقي والروحي والجمالي .

ففي رحلة الانسان من الذات إلى الذات تراه يكابد تقلبات القلب ويقاوم انكسارات الروح و يبحث عن حياة يجد فيها خلاصه تحت ظلال منهاج إلهي يحرره من كل وزر لايطاق وإصر لايحتمل ، وشرعة تلامس كل جوانب حياته ومناحيها . أوليس الإنسان هو هذا المخلوق الضعيف الذي ينال منه الخوف والوهن ما يناله عند أصغر اللمم ؟ أليس يفتقر إلى رب رحيم يلوذ إلى كرمه وعفوه وقدرته ؟
ينجلي كل توجس وتزول كل حيرة بالقرب من الله ، وفي ظلال دين الإسلام تسمو النفس بالقيم والمحامد وتتطهر من المثالب التي تشينها ، فترتقي إلى مقامات الحب والصفاء والطهر الروحي والانتشاء والسكينة.
فالحياة جنان متع ونعم تهفو إليها الخواطر وتتسابق نحوها الكائنات ، إغراءاتها تترصد ضعفك أيها الإنسان فتستميلك نحو الأوزار وتستدرجك نحو الخطايا . فتراك تستهويها وتخضع لسلطانها وتسير بين دروب تحملك الى دياجير لم تألف حلكتها ولن تتحمل الخوض فيها ومواصلة المسير إلى المجهول. فتدرك ألا ملاذ لك للتحرر من ذاتك إلا أن تجد لك نبعا ترتوي من يقينه ونبراسا تهتدي به من كل التقلبات وظلا ظليلا يريحك من كل وعثاء ومكابدة ويقيك حر الأوزار والمثالب.
فالإسلام يحرر النفوس من كل حيرة تفسد عليها أمرها ، ومن كل عناد يكسر مرقاتها لبلوغ مقام السمو الخلقي والارتقاء الروحي ، فبادر ايها الإنسان قبل أن تنضب ذخيرتك ، ويقل زادك وتتساقط أوراق عمرك تباعا على أديم السراب.
استمسك بنور اليقين ودعه ينفذ إلى دخائل نفسك ويلامس شغاف قلبك ، واعتصم بحبل الله الممدود في الآفاق ، ستدرك حينئذ بل ستستيقن أنك لحقت بجحافل من عرف واهتدى .
سيصير لقلبك أيها الإنسان وطن تربطك به وشائج الانتماء وأواصر الاعتزاز ، ستلزم نفسك بخدمته بالروح قبل الجسد ، إنه وطن الإسلام الشاسعة آفاقه ، وطن الإنسانية جمعاء ، بعقيدته الفيحاء وشريعته السمحاء . وطن يسع كل الناس باختلاف أعراقهم وألوانهم ، يوحدهم تحت ظلاله الوارفة ، ويؤلف بين قلوبهم بالحب والإيمان واليقين. فما أعظم دين الإسلام وطنا لكل القلوب .



شارك المقال لتنفع به غيرك

Kommentar veröffentlichen

0 Kommentare


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/?hl=de