حكاياتي 2 : حكايتي مع مقابلتي الشفوي لمباراة الدخول لمركز المفتشين

الإدارة ديسمبر 08, 2020 ديسمبر 08, 2020
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

حكاياتي 2 : حكايتي مع مقابلتي الشفوي لمباراة الدخول لمركز المفتشين

   محمد فصيح مفتش تربوي
 بعد حكايتي الأولى مع البذلة وربطة العنق وبعد إلحاح البعض في بعض التعليقات على سرد حكايتي مع المقابلة الشفوية لدخول مركز المفتشين خصوصا وأننا على أبواب هذه المقابلات والكل يستفسر عن طريقة سيرها.
   هذه حكايتي، بالمناسبة حكايتين أولى فاشلة سنة 2016 رغم أني أعتبرها غير ذلك لأنني تمكنت من إدراك مجموعة الأشياء فالمقابلة آن ذاك تجربة إيجابية. ثانية ناجحة سنة 2018.
   قبل الدخول في سرد المحاولتين لابد أن أقول أن اختلاف لجان المباراة الشفوي تجعل الأمر غير عادل بالمرة بالنسبة للابتدائي، وأقول بأن المباراة الشفوية للثانوي أكثر مصداقية لوجود لجنة واحدة وذلك يوفر نوعا ما من العدل (على عكس تعدد اللجان بالنسبة للابتدائي).
   في سنة 2016، دخلنا قاعة القرعة ونحن ندري طبيعة اللجان (حيث ليس هناك تغيير في المساء)، كانت اللجنة 6 الأصعب حسب مخرجات الفترة الصباحية، اللجنة 5 لجنة العلوم الطبيعية بالفرنسية، اللجنة 2 لجنة النجاح ... أخذت ورقة القرعة وإذا بي وقعت في اللجنة 6 الرقم 1 أي أول من سيدخل عند اللجنة، فعلا وقع الصدمة موجود لكن حاولت أن أخفيه خصوصا وأنا أتسلح بموضوع بحث جديد "نحو مقاربة جديدة لتدريس الحساب الذهني باستعمال المعداد الياباني" ذهبت للقاعة ثم طلب مني أحد أعضاء اللجنة أن أحضر في ورقة ،مدها لي ، منهجيات المواد وقلت مستفسرا بكل براءة : أية مواد؟ وانهالت علي المواد من الأستاذ رافعا صوته حسبته كذلك "أنت أستاذ التعليم الابتدائي، ألا تعلم المواد التي يدرسها أستاذ التعليم الابتدائي؟" 
طأطأت رأسي وذهبت ولا أعرف أين أذهب، لم أطلب منه أين سأحضر ...
 وإذا بي أنزل من الدرج راجعا لقاعة القرعة ناداني صوت أن التحضير في قاعة في الأسفل وأن لدي 20 دقيقة للعودة للجنة.
   ماذا سأحضر؟ المواد كلها 
مرت 20 دقيقة كالبرق لم أحس بمرورها إلا مع مناد ينادي اللجنة رقم 6 فقفزت من الكرسي وتوجهت للقاعة، دخلت وسلمت على الجميع بالمناسبة لم يكن في اللجنة إلا شخصان.
   طلبوا مني تقديم نفسي باللغتين العربية والفرنسية، فعلا قدمت، بعدها طلب مني العضو الذي كونت صورة سلبية له في داخلي جراء لقائي الأول غير الآمن معه تقديم الخطوط العريضة لمشروع البحث، فبدأ حماسي واندفاعي وجلبت من محفظتي معدادين وقدمت واحدا للجنة والآخر بدأت أستعرض عضلاتي على أعضاء اللجنة.
   أوقفني نفس الشخص وبدأ يسألني عن المقاربة والمقصود بها في عنوان البحث ومميزاتها وعلاقتها بمفاهيم أخرى.
   كيف لي أن أنسى تحضير هذه المصطلحات التي يحملها العنوان، حاولت البحث في ذهني لكن الحظ لم يسعفني، فقد بدا لي الذهن سوادا لا كلمة فيه.
   ارتحت لما سمعت نفس الصوت يقول استرسل في موضوع البحث، فعلا بدأت بالاسترسال لكن نفس الصوت مجددا يأتي بجملة بالدارجة نزلت علي كالصاعقة "أوا كاع ما لقينا باش نشريو المقلمة تزيد لينا المعداد حتا هو" وتعني "لم نجد ثمن المقلمة وأنت زدت علينا المعداد" سمعت وكأنه قالها بتهكم هذا ما بدا لي حينها.
   وأخيرا أسمع صوتا ثانيا يستفسرني عن مناهج النشاط العلمي، خانتني ذاكرتي في ذلك الوقت حيث سادها السواد اللحظي وأعتقد أنني أجبت على منهجين التجريبي والتقصي فتوالت أسئلة حول التقصي حيث كان منهجا جديدا وقتها أجبت عن بعضها وقلت لا أعرف في الأخرى.
   عاد الصوت الأول من جديد وتمنيت لو صمت،  عاد ليسألني عن إعراب "أكل أحمد الموز" أعربتها ولم أعد أتذكر حينها أنهم طرحوا علي سؤالا آخر ولم أدرك نفس إلا بعد أن خلعت البذلة بربطة العنق التي لبستها رغما عني داخل سيارة صديقي وأخي هشام، استفسرني صديقي هشام وعماد الذين أبوا إلا أن يآزرا مترشحي اشتوكة أيت بها والذين حضروا بقوة تلك السنة، فأجبته ربما السنة المقبلة حيث كنت متأكدا بعدم ولوج المركز تلك السنة.
   لكن خرجت من هذه التجربة الأولى بضرورة الإحاطة بمفاهيم مشروع البحث أولا ثم أخذت عهدا إذا مررت مرة أخرى للمباراة الشفوية سأهجر الحساب الذهني باستعمال المعداد الياباني وأبحث عن موضوع آخر لكي أدخل في حوار إيجابي مع أعضاء اللجنة، أما إذا كان الموضوع بعيدا عن المألوف سيجد المترشح صعوبة في تحقيق التفاعل والتواصل مع أعضاء اللجنة وهذا ما خرجت به من هذه التجربة .
   

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/?m=0