أ.د.سمير عبدالرحمن الشميري(أستاذ علم الاجتماع-جامعة عدن)
(الإخفاق في انتخاب شريك الحياة )
الطلاق يؤدي إلى تفكك صواميل الأسرة ويرفع درجة الكره بين الزوجين ويحطم حياة ونفسيات الأطفال ويشكل طاقة خطر على التساكن الاجتماعي .
ولا نضيف جديدا إن قلنا ، أن عسر الحياة المعيشية، و الفروق الاقتصادية والعمريةوالثقافية والتعليمية والجمالية والتذوقية، العنف الأسري، العقم، الكراهية، فقدان الأمن العاطفي،العسف والطغيان، انعدام وضعف التناغم النفسي والروحي، التحجر العاطفي ، تعدد الزوجات، الخيانة، المرض ......... من الأسباب المؤدية للطلاق .
ومن أسباب انفراط عقد الزواج الفقر والتفاوت الاقتصادي الذي يجعل الأسرة تعيش على شيء من القلة والشظف ولا تستطيع الأسرة توفير مقومات العيش الكريمة لأفراد الأسرة فتشخص المشاحنات الغليظة وقد تؤدي هذه الخلافات إلى الطلاق .
ولا أتردد في القول ، أن الإخفاق في اختيار شريك الحياة الزوجية نقطة ساخنة في طقوس الحياة الزوجية تؤدي إلى التشرذم الأسري وإلى حياة زوجية قلقة خالية من النعيم والمحبة والوداد والاحترام المتبادل ومشحونة بالاضطراب والتقلب الذي يزلزل دعائم الأسرة .
في رواية " أنا كارينينا" للروائي العالمي ليف تولستوي(1910-1828)، أخطأت الفتاة في انتخاب شريك حياتها الزوجية ، وبعد زواجها شعرت بشيء من التصحر الروحي، وفقدان الأمن العاطفي ، وبجفاف في الحياة الزوجية، فتملكتها نوبة من الكمد النفسي، وانخرطت في سلوك غير ملائم عندما قذفت بزوجها وأطفالها وهربت مع خليلها إلى منطقة قصية عسى أن تجد لذة الحياة والألفة والسكينة الروحية وتشبع نهمها العاطفي والجنسي والروحي .
بعد حين من الزمن غدر بها خليلها ولفظها كما تلفظ نواة حبة تمر في قارعة الطريق .
حاولت الرجوع إلى زوجها وأطفالها فلم تفلح بالرجوع ولم تجد طريقا آخرا سوى الانتحار .
بعض الشباب يهتمون بالشكل ويهملون المضمون، الأمر الذي يؤثر بشكل قوي على حياتهم الزوجية عندما يكتشفون فيما بعد الخروم والفروق العمرية والقيمية والأخلاقية والثقافية والعاطفية والتعليمية والسلوكية والاجتماعية مما يفضي إلى الطلاق .
فصفاء السريرة والعلاقات الزوجية والإنسانية النظيفة المبنية على الصدق والصراحة والخالية من اللؤم والدسيسة والمصالح الضيقة والمراوغات الخبيثة، واحترام العقل والرأي وعزة وكرامة الزوجة والزوج من المسائل المهمة في استمرار الحياة الزوجية السليمة التي تكون بعيدة عن المشاكل العويصة التي تحول حياة الأسرة إلى حلبة للصراع بالسيوف البتارة والرماح المسنونة.
فالتركيز المفرط على شكل شريكة الحياة وإهمال عقلها ونقاء سريرتها وأخلاقها وإنسانيتها يؤدي إلى تشققات وتبرعمات لاتصب في خانة خير الأسرة :
كم جميل لو بقينا أصدقاء
أما أنا لامرأة أحتاج إلى كف صديق
كن صديقي
هواياتي صغيرة
واهتماماتي صغيرة
وطموحي أن أمشي ساعات النهار
تحت المطر
عندما يسكنني الحزن
ويبكيني الوتر
فلماذا تهتم بشكلي
ولا تدرك عقلي
كن صديقي
أنا محتاجة لميناء سلام
أنا متعبة من قصص العشق
وأخبار الغرام
فتكلم..تكلم
لماذا تنسى حين تلقاني
نصف الكلام
ولماذا تهتم بشكلي ولا تدرك عقلي
كن صديقي
ليس في الأمر انتقاص للرجولات
غير أن شرقيا
لا يرضى بدور غير أدوار البطولات
* كلمات الشاعرة/سعاد الصباح وغناء الفنانة/ ماجدة الرومي .
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.