من الإسماعيلية إلى الغماري..
عبد الحميد سرسار
لا شك أن تسمية مؤسسات وإدارات عمومية يجب أن يبنى على معايير دقيقة، خصوصا حين يراد إسناد اسم أحد الأعلام أو الشخصيات ذات التأثير أو الثقل الثقافي أو العلمي أو التاريخي..
إن ما أود طرحه قد يثير حفيظة البعض، وقد يمطر علي وابلا من لعنات ذوي الفكر المربوط، والعقل المخبوط، غير أن الحقيقة تكون أحيانا قاسية.. وأود أن أطرح وجهة نظري لنقاش العقلاء فقط.. وقبل كل شيء، أترحم على الصحافي الغماري، وأدعو له بالرحمة والمغفرة..
إن تسمية مؤسسة تربوية باسم الغماري خطأ واضح لكل من يغلب التعقل على الحماسة، والتريث على الاندفاع..
المؤسسة تتوفر على اسم عريق، له جلالة تاريخية، تشير لفترة حكم واحد من أعظم السلاطين الذين حكموا المغرب،، واتخذوا مكناس عاصمة لهم، بما يحمل ذلك من إنجازات وانتصارات لا ينكرها العدو قبل الصديق، وإن تغيير اسم له كل هذه الدلالة والرمزية والثقل لا يتم إلا من طرف من يريد طمس تاريخ معين، أو تحريفه أو تهريبه، وهو ما نا لا تتوفر شروطه في حالتنا هاته، ما يعني أن أصحاب هذه الفكرة ارتكبوا خطيئة كبرى.. فلو أن التسمية تمت على مؤسسة جديدة لكان الأمر مختلفا..
صلاح الدين الغماري صحافي عادي، برز نجمه خلال فترة كورونا، قدم وصلات وبرامج واكبت تلك المرحلة.. وما كان المرحوم علما من الأعلام أو مفكرا خلد مؤلفات أو عالما ابتكر وصنع معجزات.. رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان..
بالمقابل، فالبلاد تعج بالعلماء والمفكرين...
أتساءل أمام كل من فكر ودبر: حين تدرس الأجيال القادمة بمدرسة صلاح الدين الغماري، ويطلبون أساتذتهم تعريفهم بصاحب التسمية، ويلجأون لليوتوب ليجدوا مقاطع فيديو تطالب الناس بارتداء الكمامة والتباعد وغسل اليدين بالصابون. هل سيقتنعون بشيء، أم ستعميهم المفاجأة وتصيبهم الصدمة؟
ارتقوا من فضلكم.. فالغماري يمكن تكريمه بطرق عديدة، والأجيال القادمة تستحق تاريخا يتغنى بالأمجاد والعلماء..
0 Comments
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.