ضاية... بين الحياة والموت.
للتحري عن المكان ولنلتمس واقع هذه الضاية، قررنا
نحن الصحفيون الشباب ان نقوم بزيارة هذا الفضاء الايكولوجي الواقع بحي الفردوس
التابع لعمالة الحي الحسني، اذ لوحظ انه يمتد على مساحة شاسعة تصل الى 9 هكتارات ويصل عمقها الى 2,8 أمتار.
التجول
على ضفاف هذه البحيرة مكن الفريق من استكشاف التنوع البيولوجي الذي تزخر به، اذ
يتواجد بها العديد من أصناف الطيور التي قدرت بحوالي 40 نوعا، مثل البلوش الأبيض والملك الرمادي
الحزين كما تتواجد أصناف نباتية مختلفة أبرزها النخيل، زهور الاذريون وغيرها، بالإضافة
إلى ثروات نباتية وحيوانية أخرى، كل هذا
جعلت منها وجهة للنزهة والترفيه، يلجأ إليها سكان المنطقة رغبة في الاستجمام، ولم
تقتصر هذه الضاية على ذلك، فقد كان لها دور مهم في تدبير المياه الشتوية وحماية
المنطقة من الفياضات ...
لكن كل هذه الاوصاف والنعم أصبحت ضاية شيندر تفقدها شيئا
فشيئا، اذ تعرضت الى اهمال كبير، وبعد ان كانت فضاء يقصده الناس للتمتع بجماليته
أصبحت مكان يقصدونه لرمي نفاياتهم، وتفاقم الوضع فأصبح الاسمنت يطفو على النبات
والثلوث يضع رحيله في المكان، اذ ازدادت التربة انجرافا والماء تعكرا، و اصبح المكان
يعاني من خراب لا مفر منه و بات المنظر
يوحي الى وكر للمتشردين والمنحرفين، فتغير اسم الفضاء من بحيرة الى” حفرة“.!
فور
رؤيتنا للمنظر
تساءلنا، أو لم يكن هناك اي محاولات لإنقاذ هذ الكنز الطبيعي؟
فبعد عدة شكاوى من طرف
سكان المنطقة ; قامت شركة ليديك بتنظيفها واعادة الحياة لها وإعطاءها أملا تتمسك
به كمن كان يعيش في ظلمات وبعت له ضوءا خافتا وتمسك به.
فأطلقت شركة ليدك مشروع إعادة تأهيل البحيرة، ترأسه السيد كريم اليونسي، هو مشروع قدرت تكلفته بحوالي 300 مليون سنتيم، هدف بالأساس إلى تحسين جودة مياه البحيرة، فتم إزالة
أكثر من 20 طن من النفايات الصلبة ;اذ تم وضع 12 وحدة لتهوية المياه
موزعة على كل مساحة البحيرة، حيث تقوم هذه الوحدات على ضخ الأكسجين فيها لتحسين
جودة المياه، وذلك عبر أربع مضخات هوائية موزعة على جنبات البحيرة، مع المحافظة
على نمو النباتات و الحيوانات المحلية، و دامت مدة هذه الاشغال عاما
كاملا ابتداء من 10 يناير 2019 ,كل هذه الجهود ساعدت في استرجاع
الطابع الايكولوجي للبحيرة.
ولكن للأسف كان الامر اشبه بمن يسكب الماء على الرمل ;
فها هي الان لو تراها تقول ان تنظيفها كان مجرد كذبة ووهم لا صحة له وذلك
بسبب قلة مسؤولية السكان، أجل نفس السكان الذين كانوا يصرخون ويطالبون بتنظيفها
انه التناقض العظيم.
وهاهي هذه الضاية الان تصارع لوحدها من اجل البقاء, بعد أن تم اعطاءها الامل و نزعه منها مجددا, فقد كان املا مؤقتا و لكنها لازالت تريد الصراع من اجل نفسها ,رغم انها تموت ببطيء كل يوم كمريض سرطان متمسك بالحياة، لكن لم يفت الاوان بعد لإنقاذ هذا المكان المميز، فحاولنا نحن الصحافيين الشباب وضع بصمتنا الايكولوجية و اخدنا أكياس من البلاستيك و ساعدنا في تنظيف المكان, و لكي نكون كلنا فاعلين قمنا بحملة صغيرة لتوعية ساكنة المنطقة بأهمية البحيرة و دعوتهم للحد من الثلوث تحت شعار حافظوا على ضاية الالفة و علي تنوعها البيولوجي ,حتى و ان لم يكن الامر يعنيك و ان لم يكن لأجلك فقم به من اجل الاجيال المستقبلية .
مسابقة الصحافيين الشباب من اجل البيئة
الموضوع لنحافظ على التنوع البيولوجي
الصنف الربورتاج
المؤسسة ثانوية ابي شعيب الدكالي التاهيلية
فريق العمل
دعاء فلوح
يسرى البحراوي
رشيدة اطرموح
اشراق الدكالي
تاطير
الأستاذة رجاء حمدي
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.