بعد عشر سنين عجاف... المراكز الجهوية مـعـتـقـلات للتربية والتكوين والبحث العلمي
مع اقتراب المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين من استكمال عقدها الأول،
منذ صدور المرسوم 2.11.672 في شأن إحداثها وتنظيمها بتاريخ 23 ديسمبر 2011، وفي
سياق متابعة المخاض المتعسر، والانتكاسات المتعاقبة التي تتجرعها هذه المؤسسات، جمّع
المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية
والتكوين لجهة الشرق، الحصيلة الكئيبة من بيانات الجموع العامة العديدة، والنداءات
المتكررة التي ما فتئ الأساتذة العاملون بالمركز يطلقونها في صحراء التيه وانعدام
المسؤولية. وبعد تقويم إجمالي للعشرية الأولى من عمر المراكز الجهوية، وبعد نقاش حزين
لمتتاليات الإخفاق المركب، خلص المكتب المحلي إلى نشر الغسيل الأسود، ليراه العميان
فضلا عن المبصرين، فإليكم حصيلة سياستكم خلال عقد بئيس:
· نسجل بكل
استياء واستهجان، الإخفاق الذريع والفشل الواضح، الذي طبع سياسة الوزارة الوصية في
احتضان المراكز الجهوية، والنهوض بها بحسبانها مدخلا أساسيا لإصلاح المنظومة
التربوية، واستمرارها في بلقنة مؤسسات البحث والتكوين في المجال التربوي.
والمفارقة العجيبة مراهنة الوزارة في المسالك التربوية على ما هو في حكم المفقود،
مع إهمالها لما هو موجود.
· نعبّر عن
انزعاجنا البالغ من العوز الشديد في مفاهيم الحكامة والتدبير الراشد، الذي ليس
أوله الاستفراد بالقرارات الاستعجالية غير المحسوبة العواقب (كإصدار مرسوم فصل
التوظيف عن التكوين، أو نظام التعاقد، أو التخبط في تدبير المباريات...)، وليس
آخره تسيير المراكز بمذكرات لا تستند إلى مرجعية قانونية صحيحة (كمذكرة السنة
التكوينية الثانية المخالفة للأنظمة الأساسية، والقرار القاضي بجعل سلطة التعيين
في مناصب المسؤولية الإدارية من مديرين مساعدين وكتاب عامين للأكاديميات الجهوية،
في مخالفة صريحة للمادة 9 من مرسوم إحداث المراكز...)
· ندين الإساءة
المتكررة والمستمرة التي لحقت ولا تزال، ليس الأستاذات والأساتذة فقط، بل والبحث
العلمي والتربية والتكوين والضمير والحس المهني...، عبر عشر سنوات عجاف بئيسة، من خلال:
- إهدار زمن
التكوين وتقليص مدته بما ينافي مطلب
الجودة، وإلغاء نظام الإرشاد والتداريب المنتظمة...
- التخبط في إعداد
عُدد التكوين ثم التراجع عنها في كل مرة، وإضافة سنة تكوينية كاملة لسلك الإدارة
دون برنامج محدد...
- تهريب
اختصاصات المراكز إلى جهات غير مخولة، وتعطيل المهام السبعة المنوطة بها حسب مرسوم
إحداثها...
- تحويل
المراكز إلى مؤسسات للمناولة، فاقدة للاستقلالية المالية والإدارية والبيداغوجية وللهوية
القانونية...
- تحويل المراكز
إلى معتقلات لمئات الأساتذة المكونين والباحثين، من خلال:
§ حرمانهم من مهامهم في التدريس بأسلاك الإجازة والماستر والتأطير والإشراف
على الدكتوراه؛
§ تعطيل هياكل البحث العلمي والتربوي، والتضييق عليهم في المشاركات العلمية
داخليا وخارجيا؛
§
إلجاؤهم إلى مسالك هي
أقرب إلى التسوّل والاستجداء للحصول على أبسط حقوقهم كمناقشة التأهيل الجامعي أو
المشاركة في مختبرات البحث بالجامعات أو الاستفادة من عروض البحث الوطنية...
· نستغرب من
حالة التطبيع مع الفساد والتغطية على ملفاته الصادمة وعلى المتسببين فيها
والمنتفعين منها، سواء على المستوى المركزي،
أو في مركز جهة الشرق في ظل تسيير الإدارة الغابرة. فهل بقي لشعار "ربط
المسؤولية بالمحاسبة" من معنى؟!
وختاما، فإن الأستاذات والأساتذة مناضلات ومناضلو النقابة الوطنية للتعليم
العالي، وهم يلقون نظرة خاطفة على مرحلة ليست باليسيرة انصرمت هدرا من عمر مؤسسات
وطنية كبرى، يفترض فيها أن تكون رافعة للإصلاح وتجويد منظومة التربية والتكوين،
ينادون بالصوت العالي في وجه الأوصياء على هذا القطاع الحيوي، إن بقي فيه من يعقل
لغة العقل والمصلحة العامة:
كفى
من قتل الأمل! كفى من زرع الشوك!
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.