بدأت رحلتنا مع التعليم خارج الصندوق يوم قلنا إن المعلم في حاجة ماسة دائمةً إلى الإبداع ولعب دورٍ يفوق التصور يمكنه من تحقيق رسالته في أي زمانٍ ومكانٍ. وقلنا بعدها إن المعلم المبدع قيمة عظيمة ومنزلة كريمة وعطاؤه لا يقدر بثمن.
اليوم نصل إلى محطتنا الأخيرة وفيها نتحدث عن عالمٍ لا حد له. هذا العالم مفتوح ويقبل التجديد والابتكار طالما كان الهدف نبيلًا والمشروع قيمًا والأساليب تعليمية تنويرية تربوية وتحفيزية. إنه عالم التغذية العقلية والروحية والجسمانية. كيف ذلك؟ هيا نرى.
التحفيز المناسب في الوقت المناسب
إنما الطلاب نوعان؛ نوع يهتمّ بالتعليم، لكنه يحتاج في بعض الأحيان إلى تحفيز خارجي للمواصلة، ونوع لا يبالي بالمدرسة ولا يلتزم بالتعليمات. بالنسبة إلى النوع الأول يجب أن نعمد إلى بعض التغيير ونكسر الروتين حتى نساعدهم على قهر الملل والروتين الرتيب. فمثلاً بدل من أن نعطي الطلاب امتحانًا مفاجئًا؛ يمكننا أن نطلب منهم وضع أسئلة امتحان مناسب. هذه مسألة ستثير حماستهم وتجذب انتباههم. هذا تحفيزٌ معنويٌ فائق الأثر.
أيضًا، يمكننا التفكير في وسائل التحفيز وطرائقه ودروبه وتبدع فيها. وهنا أقول للمعلم: "اجعل من صفّك حقل تجارب في الخير. لكن، إياك أن تنسى مكافأة السلوك القويم، ولا يلزم أن تكون المكافأة ماديّة، لكن المهم أن تغرس في الطلاب الإيمان بقدرتهم على النجاح. لا تتجاهل توصيل رسالة التميز إلى الآباء فهذا شيءٌ عظيم هائل لا يمكن تجاهله. لماذا؟ لأن الآباء هم أفضل ما في عالم الأبناء وتقديرهم لأبنائهم سيغذيهم وجدانيًا وعقليًا وعاطفيًا لا ريب.
الغذاء وأهميته في العملية التعليمية
هل للغذاء دورٌ في العملية التعليمية؟ بالطبع، يلعب الغذاء دوره العظيم في إنجاح العملية التعليمية وتحسينها. لماذا؟ لأن العملية التعليمية تعتمد على العقل والغذاء وقود العقل. لذلك، يجب أن نعلم أن سوء التغذية يؤثر سلبًا في وظائف العقل، ويحرم المتعلم من الجاهزية لاستقبال المعلومة. وطبعًا لا أقصد بالنظام الغذائي السليم التركيز على الكم، إنما يكون التركيز على نوع ما نأكله. وهنا لابد من تناول الخضروات والفاكهة بمقاديرٍ كافية والبعد كل البعد عن المقرمشات المصنعة والزيوت المهدرجة والوجبات السريعة. هنا يجب ألا نغفل أيضًا دور دور الرياضة في تقوية الجسم وتحسين استعداده للتعلم.
التعليم خارج الصندوق (5/5) Teaching Outside the Box التغذية العقلية والروحية والجسمانية
تلك كانت محطاتنا للتعليم خارج الصندوق. وختامًا أقول إن الدول المتقدمة تحرص على الاستثمار في التعليم والابتكار فيها. فلا تجعلوا التعليم جامدًا عندنا. فكروا في الإبداع لأن الملل قاتل لكل شيءٍ والثبات على طرق التعليم ومناهجه وأساليبه لا يتناسب مع التغير الحاصل في الأرض ومن عليها.
إنما التعليم يتطور حسب تطور الإنسان والمكان والزمان ومن ثم وجب علينا أن نخرج من صندوق التقليد إلى صندوق التجديد. فيها نعمل على ترغيب المتعلمين في التعلم باستخدام كل الإستراتيجيات النشطة التي تشجعهم على الفهم وتجعل منهم جيلًا قويًا قادرًا على مواكبة التطورات، ومواجهة التحديات، واغتنام الفرص.
تحياتي
0 Comments
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.