دروس الفلسفة الثانية بكالوريا مجزوءة المعرفة درس النظرية والتجربة
تقديم عام :
من الصعب التمييز عمليا، بين النشاط العلمي والمعرفي الذي يخص التجربة العلمية الخالصة، والنشاط العلمي المعرفي الذي يخص النظرية المحضة، نظرا لعمق التداخل بينهما في تكوين المعرفة العلمية، لذلك فإن العلاقة بين النظرية والتجربة في المعرفة العلمية هي علاقة إشكالية. وقبل أن ننتقل إلى عناصرها، سنقف عند دلالة كل من النظرية والتجربة ومل يحيل عليه كل مفهوم؛ فالنظرية في دلالتها الفلسفية تشير إلى "البناء الفكري التأملي، الذي يأخذ نسق من المبادئ والقوانين التي يتم بها تفسير الظواهر التي تمثل موضوع بحث ما"، أما التجربة في دلالتها العلمية تعني "القيام بإعادة إحداث ظاهرة ما، تمت ملاحظاتها في شروط محددة بهدف دراستها والوصول إلى بناء علاقة حولها"، من هنا نستنتج أن النظرية لها بعد تجريدي يحيل على الفكر، أما التجربة فلها بعد ملموس يحيل على الواقع. هذا التناقض الصريح بين ما تحيل عليه دلالة النظرية (الفكر) ودلالة التجربة (الواقع) هو ما يفضي بنا إلى المفارقات الإشكالية التالية :
- ما دلالة التمايز بين التجربة والتجريب ؟
- ما خصائص العقلانية العلمية؟ وما هي حدودها ؟
- ما هي معايير علمية النظريات العلمية؟ وما هي مقاييس صلاحيتها ؟
المحور الأول : التجربة والتجريب / المحور الثاني : العقلانية العلمية
(ملاحظة : جدير بالذكر أن هناك تداخل معرفي وإشكالي بين محور التجربة والتجريب، ومحور العقلانية العلمية، إذ أنهما يطرحان قضية أسس بناء المعرفة العلمية)
دلالة التمايز بين التجربة والتجريب
لا بد من التمييز بداية بين التجربة في دلالتها العادية من حيث هي "مجموعة من الخبرات الحسية التي يراكمها الإنسان في مجال حياتي ما" Expérience ، والتجربة في دلالتها العلمية من حيث هي "العملية التي يقوم من خلالها العالم بإعادة إحداث ظاهرة ما، تمت ملاحظتها، في ظروف وشروط مختبرية صارمة ومضبوطة، قصد الوصول التي نتيجة تمكن من تفسير تلك الظاهرة والتنبؤ بها". Expérimentation (التجريب العلمي).
النظرية هي "تركيب عقلي مؤلف من تصورات منسقة تهدف إلى ربط المبادئ بالنتائج"، وهي في مجال العلم "نسق من المبادئ والقوانين يمكن من خلالها تفسير الظاهرة التي تشكل موضوع بحث علمي". فالتجربة إذن تحيل على مجال الواقع الحسي، بينما النظرية تحليل على التصور العقلي المجرد الذي يكون المعرفة العلمية.
تأطير إشكالي
لقد شكل موضوع "بناء النظرية العلمية، ودور كل من التجربة والعقل في ذلك" واحدا من القضايا الكبرى التي استرعت اهتمام الفلاسفة والعلماء. والتي تحمل نقاشا ابستيمولوجيا عميقا تؤطره مجزوءة المعرفة كمجال عام، ومفهوم النظرية والتجربة كمجال خاص، ويطرحنا هذا النقاش أمام مفارقة مفتوحة على عدة أبعاد؛ بعد أول يعطي للتجربة دورا أساسيا وحاسما في بناء النظرية العلمية، وبعد ثان يعطي للعقل الدور الأساسي والجوهري في بناء النظرية العلمية، وبعد ثالث يعتبر أن بناء النظرية العلمية هو بناء جدلي، وهذا من يمكن أن نعبّر عليه من خلال التساؤلات الإشكالية التالية: ما دور كل من التجربة والعقل في بناء النظرية العلمية ؟ هل تلعب التجربة دورا حاسما أم أن العقل هو أساس بناء النظرية العلمية ؟ بأي معنى يمكن اعتبار أن بناء النظرية العلمية هو بناء جدلي ؟ أين يكمن جوهر الاختلاف بين دور التجربة ودور العقل ؟
1) المنظور التجريبي (نموذج المنهج التجريبي الكلاسيكي) كلود برنار C. Bernard
"للتجربة التي تستمد أسسها من الواقع، دور حاسما في بناء النظرية العلمية، بمعنى أن النظرية العلمية تبنى بناء تجريبيا واقعيا" وهنا لابد من الاستناد إلى المنهج التجريبي الكلاسيكي الذي تأسس وتطور على يد مجموعة من العلماء (فرانسيس بيكون/غاليليو/ ونيوتن)، أما مع كلود برنار C. Bernard فإن هذا المنهج سيأخذ صيغة صارمة ومضبوطة حصرها في أربعة خطوات ومجموعة من الشروط التي لا يمكن تجاوزها، وهي:
الملاحظة أي لحظة اللقاء الأولى بين العالم والظاهرة المدروسة، بحيث يقوم بمعاينتها بحياد وموضوعية تامين، فعلى العالم أن لا يتدخل في التأثير على مجريات الظاهرة وأن يسجل ما يلاحظه بعيدا عن كل إسقاط لميولاته ورغباته.
الفرضية أي الفكرة الأولية التي يقترحها العالم كتفسير للظاهرة، وهي نقطة الانطلاق الأساسية لكل استدلال تجريبي، أي بدونها لا يمكن الحصول على أية معرفة، وكل ما يمكن الحصول عليه هو ركام من الملاحظات العقيمة، وهناك شرطان يجب توفرهما في كل فرضية علمية، وهما: أن يكون لها سند واقعي مستوحاة من طبيعة الظاهرة المدروسة، وأن تكون قابلة للتحقق التجريبي.
التجربة أي العملية التي يقوم من خلالها العالم بإعادة إحداث الظاهرة المدروسة في شروط مختبرية صارمة ومضبوطة، بحيث يكون العالم هو من يُحدث الظاهرة ويتحكم في عواملها ومتغيراتها، بهدف التحقق من الفرضية والوصول إلى نتيجة، ويجب أن تكون التجربة قابلة للتكرار وإلا فإنها ستفقد علميتها.
القانون وهو الاستنتاج النهائي الذي يتوصل إليه العالم بعد تجاربه المتكررة، ويمكن التعبير عنه من خلال مجموعة من الرموز (أرقام، حروف...) تبيّن العلاقات الثابتة بين عناصر الظاهرة، ويجب أن يكون القانون خاضعا لمبدأ الحتمية وإلا فإنه سيفقد علميته، إذ أن الحتمية هي روح العلم. يقول كلود برنار : "إن صادف العالم خلال أبحاثه ظاهرة لا تقبل الحتمية، فإن عليه أن يبعدها من طريقه" (يمكن الاستدلال على كل خطوة بمثال تجربة الأرانب).
هكذا إذن، تلعب التجربة دورا حاسما في بناء النظرية العلمية والوصول إلى الحقائق العلمية.
2) منظور العقلانية الرياضية المعاصرة ـ ألبرت آينشتين A. Einstein (نقد ومجاوزة المنهج التجريبي الكلاسيكي)
لقد ارتكز المنهج التجريبي في صيغته الكلاسيكية على مفاهيم وقوانين مرتبطة بالواقع الحسي القابل للإدراك والملاحظة. لكن التطور العلمي كشف عن بعض الظواهر الدقيقة والمعقدة انفلتت منه مما حتّم مراجعة تلك القوانين والمفاهيم التي ارتكزت عليها التجربة، واستبدالها بما هو قادر على استيعاب هذه الظواهر الجديدة، فما الدور الذي يمكن أن يكون للعقل الرياضي في بناء النظرية العلمية ؟
هنا لابد من استحضار أطروحة ألبرت آينشتين A. Einstein الذي يعد من أبرز المعبرين عن العقلانية العلمية المعاصرة، ويعتبِر أن بناء النظرية العلمية يتوقف على دور العقل. فالمعرفة العلمية تتكون من مفاهيم وقوانين ينشئها العقل بما يملكه من قدرات لا محدودة، وبالتالي فما تتوصل إليه التجربة يجب أن يكون بالضرورة تابعا للعقل ومنسجما مع مبادئه.
لقد أحدث ألبرت آينشتين ثورة كبرى في مجال العلم بعدما قلب نظرة الناس إلى بعض المفاهيم والمسلمات؛ ومعه انتقلنا من الثابت إلى المتغير ومن المطلق إلى النسبي (الزمان نسبي ومتغير، المكان نسبي ومتغير، الكتلة نسبية ومتغيرة)، وهذا الانتقال كان بفضل العقل وما له من قدرات وخصائص خلاقة ومبدعة، وليس بفضل التجربة التي هي محدودة وعاجزة. إن بناء النظرية العلمية وفهم الموضوعات والظواهر، مهما كانت دقتها ودرجة تعقيدها، لا يمكن أن يتم إلا من خلال الاعتماد على العقل ومبادئه الرياضية، لأنه يتميز بمجموعة من الخصائص تجعل منه عقلا حرا وخلاقا، وبالتالي فان النظرية العلمية هي معرفة عقلانية تبني بناء رياضيا خالصا.
3) المنظور الجدلي أو العقلانية المنفتحة غاستون باشلار G. Bachelard
بالنسبة للابستيمولوجي الفرنسي غاستون باشلار G. Bachelard أحد رواد العقلانية المنفتحة أو المطبقة، فهو يعتبر أن النظرية العلمية تبنى بناء جدليا، أي قائم على حوار وتكافؤ العقل النظري (الرياضي) والتجريب المطبق (الواقعي)، من حيث أن الجدل هو علاقة تكامل بين التجريب العلمي والعقلانية العلمية، بمعنى أن النظرية والتجربة ليسا نقيضين في الممارسة العلمية، وإنما متكاملين ومتكافئين، ولأن المعرفة العلمية لا يمكن أن تقوم إلا ضمن تكامل هذين العنصرين، لا ضمن تضادهما، يقول باشلار: "ما أن نفكر في الممارسة العلمية حتى ندرك أن العقلانية والتجريبية يتبادلان النصائح بدون توقف"؛ فالعقلانية لوحدها تكون "منغلقة" و"فارغة"، والتجريبية لوحدها تكون "ساذجة" و"عمياء". وهكذا فإن عالِم الفيزياء يحتاج إلى يقين أن النظرية العلمية تبنى بناء مزدوجا، لأن كل منهما (العقل والتجربة) يكون أقدر من الآخر في بعض الأحيان على إلقاء الضوء على الاكتشافات العلمية الجديدة، وهذه هي العقلانية المنفتحة أو المطبقة كما يسميها باشلار.
خلاصة تركيبية
الملاحظ إذن، بعد تحليلنا ومناقشنا لهذا الموضوع، أن الاختلاف والتعدد هما السمة الغالبة على هذا النقاش الفلسفي الابستيمولوجي، فإذا كان هناك من اعتبر أن النظرية العلمية تبنى بناء تجريبيا مؤكدا على أهمية الواقع والتطبيق في الممارسة العلمية (كلود برنار)، فإن هناك من اعتبر أن النظرية العلمية تبنى بناء نظريا مجردا يكون فيه للعقل الرياضي الدور الأساسي (ألبرت آينشتين)، وبين هذا الموقف وذاك وجدنا من يقول أن النظرية العلمية تتأسس على يقين مزدوج، يتكامل فيه ما هو عقلي نظري، مع ما هو تجريبي تطبيقي (غاستون باشلار). وهكذا نجد أنفسنا أمام رهان ابستيمولوجي يعكس حجم النقاش العلمي التي عرفته الفلسفة عبر مراحل تطور المعرفة الإنسانية، فغاية المعرفة هي أن تفسر لنا نحن البشر كيف نفهم صميم العالم الذي نحيى فيه ونعيشه بحسنا المشترك، دون إخلال بتوازنات الطبيعة، وهو منطلق وجوهر وجودنا العاقل في هذا الكون.
المحور الثالث : معايير علمية النظريات العلمية
تأطير إشكالي
إن ما حققته المعرفة البشرية عامة والعلمية خاصة من تطور مذهل لهو أمر يدعو إلى الانبهار بقدرة الإنسان الجبارة على التفاعل مع عالمه، فتشكلت المعرفة العلمية ضمن أنساق من المبادئ والمفاهيم والقوانين التي يمكن من خلالها فهم وتفسير الظواهر التي تشكل موضوع بحث ما، وبالتالي فإن كل معرفة ليست بالضرورة علمية، لأن التفكير في المعرفة العلمية هو بالضرورة تفكير في معايير علميتها. هكذا نجد أن قضية "معايير علمية النظريات العلمية" تشكل واحدة من أبرز القضايا الابستيمولوجية التي عالجتها فلسفة العلوم.
من خلال طرح قضية معايير علمية النظريات العلمية ضمن أبعادها الإشكالية والفلسفية، ندرك المفارقات الناتجة عن تعدد المرجعيات والمذاهب؛ معيار القابلية للتحقق التجريبي، معيار البناء العقلي الرياضي، معيار القابلية للتزييف. وعلى هذا الأساس يمكننا صياغة الإشكال من خلال التساؤلات التالية : ما هو معيار علمية النظريات العلمية ؟ هل هو معيار القابلية للتحقق التجريبي أم معيار البناء العقلي الرياضي أم معيار القابلية للتزييف ؟ كيف تتحدد أوجه الاختلاف بين هذه المعايير المتعددة ؟ وهل من شأن هذا التعدد أن يعطي قيمة مضافة للمعرفة العلمية ؟
1) معيار القابلية للتحقق التجريبي بيير دوهيم P. Duhem
إن المعيار الذي يجعل من نظرية ما، نظرية علمية هو قابليتها للتحقق التجريبي أي مدى تطابقها مع الواقع التجريبي، وبهذا المعنى تكون التجربة عاملا حاسما في الحكم على صدق وصلاحية المعرفة العلمية. لقد تبنى هذا الموقف رواد النزعة التجريبية والمذهب الوضعي ومن بينهم بيير دويم P. Duhem الذي اعتبر أن النظرية العلمية لا تكون مستقلة بذاتها إلا إذا اعتمدت على مبادئ مستمدة من التجربة، واقتصرت في تركيبها على القوانين المستخلصة من التجربة، فالنظرية الفيزيائية باعتبارها نظرية علمية، تكون صحيحة لأنها تقدم تفسيرا للظاهرة الحسية مطابقا للواقع، ولأنها تعبر بكيفية مرضية عن مجموع القوانين التجريبية. وبالمقابل تكون خاطئة إذا ما اعتمدت على افتراضات لا أساس لها من الواقع، ولا تتوافق مع القوانين التجريبية. إن النظرية الفيزيائية لا تستحق صفة العلمية إلا إذا كانت مبنية على القوانين التجريبية، والمعيار الوحيد الذي يجب أن يقاس به خطأ أو صدق هذه النظرية هو التجربة؛ فهي صحيحة عندما تتوافق مع القوانين التجريبية، وهي خاطئة عندما لا تتوافق مع القوانين التجريبية.
2) معيار البناء العقلي الرياضي ألبرت آينشتين A.Einstein
إن "معيار صدق وصلاحية النظرية العلمية يكمن في تماسكها المنطقي الرياضي وانسجامها مع مبادئ العقل"، هذا ما يتبناه العالم ألبرت آينشتين A.Einstein الذي يؤسس موقفه على فكرتين متكاملتين:
الفكرة الأولى أنه وجه نقدا لكل من اعتبر التجربة معيارا وحيدا لصدق النظرية العلمية، بحيث تساءل بصيغة استنكارية عن إهمال وتهميش دور العقل (ما لذي تبقى للعقل إذا كانت التجربة هي بداية فهم الواقع ونهايته؟)، وهنا لابد من الإشارة إلى أن آينشتين لم يقصي ويلغي التجربة من الممارسة العلمية، بل جعل لها دورا ثانويا، لأنها لم تستطع مواكبة ما عرفه العلم من تطور وما كشفه من موضوعات دقيقة ومعقدة، وهذا ما لا يجعلها،أي التجربة، تصلح كمعيار لصدق وصلاحية النظرية العلمية.
الفكرة الثانية أنه أكد على القدرات اللامحدودة التي يتمتع بها العقل الرياضي والتي تجعل منه "عقلا حرا، خلاقا ومبدعا" يستطيع خلق مفاهيم وقوانين جديدة تمكنه من فهم الظواهر العلمية مهما كانت درجة تعقيدها وشدة دقتها، وهذا ما يؤهل العقل الرياضي ليكون المعيار الأصلح لصدق النظرية العلمية.
معيار القابلية للتكذيب
3)معيار القابلية للتكذيب او التزييف كارل بوبر K. Popper
يذهب كارل بوبر K. Popper إلى تبني أطروحة تختلف تماما عن تقابل النزعة التجريبية والنزعة الرياضية، وتضع معيارا متميزا وفريدا لإثبات صدق وصلاحية النظرية العلمية، وهي أن "صدق وصلاحية النظرية العلمية يكمن في قابليتها للتزييف". إن المبدأ الذي ينطلق منه كارل بوبر هو أن النظرية العلمية ليست دعوى لامتلاك الحقيقة المطلقة والنهائية، بل هي محاولات تأملية لتحليل سمات العالم الطبيعي. فعوض أن يكرّس العالم مجهوده ويتجه بتجاربه واستدلالاته نحو التأكيد على ما يجعل النظرية صحيحة، فعليه أن يكرّس هذا المجهود بالاتجاه نحو ما يثبت زيفها. مثلا، إذا كانت هناك نظرية تقول بأن كل البجع أبيض، فالذي يضمن علمية هذه النظرية هو المجهود الذي يكرسه العالم للبحث عن بجعة واحدة لها لون آخر، حتى يدحض هذه النظرية ويثبت زيفها. إن العالِم يكون فاعلا حينما يحاول تكذيب النظريات العلمية، وليس إثبات أنها صحيحة. ويتم التخلص أو على الأقل مراجعة كل نظرية تم إثبات زيفها وعدم صدقها. وهذا ما يضمن للعلم التقدم نحو اكتشافات جديدة. إن ما يثبت وجهة النظر هذه التي يتبناه كارل بوبر هو التقدم الذي يشهده العلم وما يعرفه من قطائع يفند ويزيف اللاحق منها السابق .
خلاصة تركيبية
يتضح إذن من خلال مجمل هذه المواقف، الذي حاولنا فيه أن نحيط قدر المستطاع بإشكال معايير علمية النظريات العلمية، بأن استحضرنا بعض النماذج التي تعالجه من وجهات نظر مختلفة ومتباينة؛ المقاربة التجريبية مع بيير دويم، المقاربة الرياضية مع ألبرت آينشتين، القابلية للتزييف مع كارل بوبر، أن الرهان الأساسي لهذا الإشكال هو الكشف عن طبيعة النقاش الإبستيمولوجي الذي شهد على تطور المعارف وتقدم العلم. والذي عرف لحظات "ثورية" كبرى قلبت نظرة الإنسان إلى ذاته وإلى العالم (الثورة الكوبيرنيكية / نظرية التطور / النظرية النسبية / نظرية الكوانتم..)، ومع ذلك فإن بعض النتائج العلمية لم تكن أبدا في صالح الإنسان، وهو ما يدعونا إلى إعادة صياغة الإشكالات العلمية في قالب أخلاقي . يساءل نتائج العلم، ويدعو إلى تخليق الممارسة العلمية.
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.