الشغف الأول والثاني للقادة في عالم الإبداع The first and second Passions of Leaders in the world of creativity.
الشغف الأول: إتاحة الفرصة للمتميزين
إن الحفاظ على تميز فريق العمل المبدع مهمة صعبة طبعًا وربما كانت أكثر صعوبةً من تكوينه. لماذا؟ لأن القائد يجب أن يظل عاكفًا على إظهار فكره ومبادئه في جميع مراحل العمل دون تفريط أو تقصير. يجب أن يكون قدوة بحرصه على ضمان حرية الابتكار، وتكافؤ الفرص، وضمان حقوق أفراد الفريق في التصرف على سجيتهم، وتقدير سعيهم لتحقيق أحلامهم؛ حتى لا يكون سببًا في تركهم العمل والسعي إلى إدراك مقاصدهم في مكانٍ آخر.
إنما ينجح القائد في تشكيل فريق عملٍ قادرٍ على تقديم أعلى مستوى من الأداء، عندما يكون قادرًا على انتقاء الشغوفين والمبدعين. أولئك المبدعون الذين لا تقتصر إنجازاتهم على الشهادات العلمية والأكاديمية. وفهم السمات الشخصية للأفراد، والتفكير خارج الحدود التقليدية. لذلك، ترى القائد حتى بعد اختيار فريقه حريصًا على إتاحة الموارد، والأدوات، والوسائل اللازمة للمتميزين والمبدعين. لماذا يفعل ذلك؟ إنه يفعل ذلك ليعينهم على تحقيق تطلعاتهم وتطلعات الشركة، ويتمكنوا من تجسيد الأفكار، وتطبيقها على أرض الواقع، وتحقيق النتائج المنشودة والأهداف المرجوة.
الشغف الثاني: غرس القيم المعززة للإبداع
ذلك شغفٌ عسير على القادة المزيفين. فمن الصعب على الإنسان أن يقهر أنانيته لو كان هشًا ويعلم غيره ويغرس فيهم القيم المعززة للأبداع. على الرغم من ذلك، يجب أن نعلم أن القيم التي يتبناها القائد تسهم في تحصين أي مؤسسة من التصدع والشقاق، وانطلاقًا من حرصه على تأمين مسيرة العمل، وتوفير المناخ الصحي المساعد على الإبداع والابتكار، يحرص القائد على مناقشة القيم والمبادئ مع أفراد فريقه لضمان تقبلهم وتجسيدهم لها في كل وقتٍ وحين.
كذلك، يعتبر الاحترام، سواء كان احترام الأفراد لبعضهم البعض أو احترام التنوع الفكري والثقافي، أساس هذه القيم. وبموجب هذا الاحترام، تسود المرونة وتكتمل دعائم القوة في المؤسسة وفي ميادين العمل. لأجل ذلك، يحرص القادة الناجحون على مواءمة مناهج الإدارة مع سمات المبدعين في فريق عملهم بحكمةٍ وتجرد، فلا يحرمهم من حقوقهم في الترفيه والاستجمام. إنهم يوظفون تلك السمات لإحداث مزيدٍ من التقارب والانسجام، دون إغفالٍ لحتمية الحزم عندما يجد تقصيرًا أو إخلالًا يهدد صفاء الأجواء ويعكر أمزجة المبدعين.
أيضًا، يساعد التعاون على الإبداع، وهو لا يتعارض مع فكرة الاستقلالية، وفيه اعتراف بالدور القوي والمؤثر الذي يلعبه كل فردٍ من أفراد الفريق في نجاح المؤسسة، ولذلك، يحرص القائد على حشد طاقات القادرين على إدارة وتحفيز أنفسهم للعمل الجماعي، وتفعيل مبدأ التكافل، وتحفيز الجميع على الإنجاز وتحقيق الأهداف.
وختامًا، يدرك القائد أنه لا يمكنه استثمار الأفكار وتعزيز روح الإبداع بدون شفافية، ونزاهة، ووفاء بالعهود والتزام بالوعود، فيسعى بكل قوته إلى رعاية كل هذه الأمور من خلال عمله، وتواصله مع الآخرين، وتقديمه التوصيات والتوجيهات التي تزيد من طاقة العاملين وشغفهم، ليجعلهم يحبون أعمالهم، ويجدون متعةً في أدائها ويستشعرون صدق القيادة ومصداقيتها في تعزيز الإبداع ورعايته.
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.