ألبانيا دولة ألزمت نفسها بماذا؟

الأندلسي محمد يوسف المحمودي فبراير 24, 2022 فبراير 24, 2022
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

 ألبانيا دولة ألزمت نفسها بالمعمار والفنون. لذلك قال أحد فلاسفتها يومًا، "إذا كان الفن والألوان يلهمان البشر للتفكير بشكلٍ أكثر إبداعاً ويفتخروا بمجتمعهم، فإن هذا يعني أنهم ستكون لهم الغلبة والمنعة في بناء مدينة قوية. إن هذا هو ما حدث في في تيرانا حقًا."

استعادة التألق المعماري

ألبانيا دولة ألزمت نفسها بالمعمار والفنون


مع تمسك الدول الاشتراكية المجاورة بتراثها وماضيها وإنشائها مؤسسات تجلب السائحين المحبين للسحر والجمال، أدارت تيرانا ظهرها لماضيها وسعت إلى إعادة تأسيس نفسها بطريقة حديثة وحرة. ومن ثم كانت المظاهر والمشاهد المستقبلية لتيرانا. يرجع ذلك إلى حدٍ كبيرٍ بسبب عدم احتواء تيرانا على تراث معماري كبير بالتماشي مع الرغبة التراث الإسلامي والحداثة الأوروبية.

تريد أن تكون مثل دبي

تتمتع المدينة بسجل نظيف تعتمد عليه في إعادة رسم مستقبلها وبناء المدينة وفق مقاييس ومعايير حديثة أكثر شبهاً بدبي من العواصم الأوروبية الأخرى. ومع النمو الاقتصادي، ووجود مغتربين نشطين وفاعلين، يمضي إعادة اكتشاف أفق المدينة على طراز دبي المصغر. لذلك، نقول ألبانيا دولة ألزمت نفسها بالمعمار.

لذلك، يتحسر بعض أبناء الشعب الألباني على تبديد الفيلات الإيطالية والأحياء منخفضة الارتفاع، لكن دون أي موروث تراثي واضح أو مهم، ومن قم تعتبر تيرانا لوحات فارغة تقتضي أن نخط عليها درجة تصميم ألبانية جديدة تقوم بتجديد المدينة وإعادة اكتشافها. ولا توجد في أي عاصمة أوروبية أخرى نفس القدرة لدفع خطوة بناء مباني حديثة معاصرة ومتقدمة في الأفق دون إثارة خلافات كبيرة أو جدلٍ كبير. لا يمكنكم فهم تيرانا دون فهم الألوان ومرحلة ما بعد الحداثة. وفي الدولة المسلمة إلى حدٍ كبير، يسعى سكان العاصمة إلى تأمين تحصيلهم مستقبل لا يدير ظهره للاشتراكية الصارمة وفوضى الماضي القريب فحسب، وإنما يتحدونه بإعادة بناء فضاء مرئي جديد.

تحويل حلم تيرانا المعماري إلى واقع

ما ساعد في تحويل حلم تيرانا المعماري الجديد إلى واقع هو حرص قيادتها المفاجئ على إدراج وضم شركات التصميم والمعمار الكبرى (الشركات التي نراها مشغولة هذه الأيام في الخليج العربي). وبالفعل كانت مؤسسة بوليس بلاس ويلسون القائمة في برلين فاعلة ونشطة لبعض الوقت، في تحويل المناظر والشكل العام للعاصمة تيرانا، مع قدرتها الفريدة على التواصل عبر المعمار.

بالإضافة إلى ذلك، نجحت شركات التصميم والهندسة المعمارية في تجميل تيرانا، وكان أول عمل لها فيها هو بناء مجمع سكني في منطقة إسماعيلي قمالي ومنطقة 4 شكروتي إعادة تأسيس للبنية القائمة. وبالنسبة لهذا المبنى، فقد قاموا باستخدام تصميم للمحاكاة وبث المرح والبهجة في وحدات مكيفات الهواء وأطباق الأقمار الصناعية التي كانت تقوم تيرانا المؤسسة حديثاً بضمها وتثبيتها في أي مساحة حرة وخالية على مباني الشقق السكنية. ويستخدم عملها على برج بولي كرونيك، أعلى مباني تيرانا، شاشات الوسائط المتعددة الموجودة جميعها حول المبنى مصحوبةً بخطوط ملونة لتلخيص المشاهد والمناظر الطبيعية المرئية بالمدينة.

خطط بناء جديدة من دولة ألزمت نفسها

كذلك، قام مركز مدينة تيرانا بالتصديق مؤخراً على خطط بناء قددمتها شركة 51 إن 4 إي المعمارية التي تتخذ مقراً لها في بلجيكا لإعادة تصميم المركز التاريخي لمدينتها، ميدان سكاندربيرج. كما تركت كل فترة من فترات الحكم المتعاقبة التي مرت بها البلاد – الحكم الإيطالي، الشيوعي والديمقراطي حالياً – بصمتها على هذا الميدان. وستقوم هذه الحكومة ببناء مجموعة من المباني الحديثة والأنيقة المصممة للتحفيز على السيولة والحركة. وباعتباره المركز التاريخي للمدينة الذي تنبثق منه كل المحاور والطرقات، ستمنح هذه المباني السائلة النسق والبنية المتميزة للمدينة المتنامية بشكلٍ سريع.

التصميم الشيوعي

يحدثنا الأكاديميون والمصمون عن أن التصميم الشيوعي في ألبانيا لم يكن يراعي الحيز الاجتماعي في البناء والإنشاء، باستخدام تجمعات وتكتلات هندسية بزوايا قائمة. ربما كان هذا حصاد سنوات الفوضى التي أعقبت انهيار الشيوعية بفترة وجيزة، التي كان البناء فيها يجري دون تخطيط أو مراعاة للنسق العام.

على الرغم من ذلك، تميزت تيرانا التي منحها الله هبات طبيعية جميلة زادت من تألق المدينة بتراثها وتقاليدها القديمة القوية. لذلك، يتمسك المهندسون الجدد بمرحلة ما بعد الحداثة مع تكيفهم مع نمط تيرانا الذي صارت فيه المساحات الفارغة حاجة وضرورة ملحة للتواصل والتفاعل الاجتماعي.

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/?m=0