مسابقة الصحافيين الشباب من أجل البيئة الدورة 20 بثانوية ابي شعيب الدكالي التاهيلية مديرية ابن امسيك-صنف الربورتاج

مسابقة الصحافيين الشباب من أجل البيئة بثانوية ابي شعيب الدكالي التاهيلية -صنف الربورتاج

مسابقة الصحافيين الشباب من اجل البيئة

الصنف الربورتاج الصحفي

المؤسسة ثانوية ابي شعيب الدكالي التاهيلية

المدرية ابن امسيك

فريق العمل 

يونس الدويب         اميمة بن حمامة

امينة مجدي             فدوى منوال 

تأطير

الأستاذة رجاء حمدي 

تثمين زراعة الفلفل الحار.............رافعة أساسية لاستدامة.

أضحت الأوساط البيئية خلال العصر الحالي تعيش اختلالات عظمى بسبب التغيرات المناخية ، مما  جعل دول  العالم تواجه تحديات قوية  تمثلت في كيفية خلق توازن بين استدامة الموارد وبين الحفاظ على البيئة،  وقد كان المغرب سباقا لخوض هذا  الغمار والبحث عن حلول وذلك من خلال مشاركته في قمة الأرض بالبرازيل و بالضبط بريو دي جانيرو سنة1992 ،وترتب عن هذه المشاركة اعتماد مجموعة من الآليات كان أبرزها  الزراعة البيولوجية كزراعة الفلفل  الأحمر الحار الزناتي  بمنطقة سيدي موسى المجذوب , فكيف يمكن أن يساهم  الفلفل الأحمر في استدامة الأراضي الزراعية؟

 

بغية الغوص في أعماق المحيط الايكولوجي واستكشافه عن قرب ;توجه فريق عمل الصحافيين الشباب الى زيارة منطقة سيدي موسى المجدوب ضواحي المحمدية، حيث تقع تعاونية "النساء الحرات".

 

تلال منطقة سيدي موسى بن علي

ترأس هذه التعاونية السيدة زهرة امغار التي اختارت أن تكون ربانا لرحلتنا الاستكشافية، فقدمت لنا مجموعة من التفاصيل الدقيقة حول منتوجات التعاونية، في مقابلة قد نسميها صحفية، وكان أبرز ما جاء على لسانها 'أن منتوجات التعاونية تنمو وتعقم بطريقة طبيعية دون استخدام أي مادة كيميائية'، إذ أخدت على عاتقها رفق ساكنة المنطقة ضرورة الحفاظ على خصوبة الأراضي الزراعية وضمان استدامتها، وذلك باعتماد انتاج بيولوجي يقوم بالأساس على تقنيات تحيي الأرض وتراعي حرمات الطبيعة، و التي تمثلت في تثمين زراعة الفلفل الحار الزناتي، وفي هذا الصدد ارتأينا أن نطرح تساؤلا مهما  ألا وهو" لماذا تم الاعتماد على زراعة الفلفل الأحمر؟"، وفي معرض جوابها أشارت السيدة امغار إلى تأقلم هذا المورد الطبيعي مع ملوحة تربة المنطقة  ، بالإضافة الى  دوره الأساسي في تعقيم الأراضي الزراعية المستعملة التي تتراوح مساحتها 25  هكتار ؛ و ذلك راجع لحموضة الفلفل التي تصل إلى 6.

 

 

يد عاملة في جني محصول الفلفل الاحمر  

 ومن جهة أخرى أكدت رئيسية التعاونية الى ضرورة اليد العاملة بغية تحقيق مردودية فعالة حيث تضم هذه التعاونية خمسين مستخدما بين نساء ورجال، تلقوا تكوينات في مختلف مراحل الإنتاج من عملية الحصاد الى عملية التخزين، وذلك تحت اشراف السيدة زهرة التي بدورها تلقت تكوينا دام أربع سنوات على يد خبراء ألمانيين، كلها جهود مكنت من انتاج كميات مهمة و بطريقة بيولوجية، اذ تتراوح هذه الكمية  بين  25 طن  الى 50 طن  سنويا من الفلفل الحار الذي يجنى خلال شهري شتنبر وأكتوبر، ليمر الفلفل  بعد مرحلة الجني لعملية التنقية و  الغسل ، تعقبها  مرحلة الطحن وتحويله بواسطة آليات حديثة لمادة "الهريسة" التي تخزن في ظروف مناسبة.

كما أن الشيء الذي زاد إعجابنا بنمط زراعة الفلفل الزناتي، هو احترامها للنظام الإيكولوجي وحسن استغلالها للموارد الطبيعية، وذلك باعتمادها لتقنية التناوب التي تريح الأرض وتقضي على الحشرات الضارة، مما يساعد في زراعة وتثمين منتوجات أخرى محلية كالحمص الزعتر ..... وغيرها، ليتم تسويق هذه المنتجات بعد ذلك على الصعيد الوطني والدولي.

منتوجات التعاونية

وبهذا تكون عملية انتاج الفلفل الحار قد اتاحت مناصب شغل طورت من مداخيل ساكنة المنطقة خاصة المرأة المحلية، و سدت ثغرة من الثغرات التي تقع فيها مجتمعاتنا، ومن هنا نكون قد فتحنا بابا من الأبواب السبعة عشر بمساهمتنا في القضاء على الفقر، وفي إطار ذلك استفادت التعاونية من دعم من وزارة الفلاحة والصيد البحري ضمن استراتيجية مخطط المغرب الأخضر الذي من   خلاله تقوم الدولة بدورها لتحاول ما أمكن

 التصدي للحواجز التي تقف أمام سير المشاريع المستدامة. التي  تضمن سلامة الأجيال القادمة، بمراعاة لما تستلزمه من أهداف التنمية المستدامة. ومع كل هذه التوضيحات، بدأت تتضح الفكرة، وأصبحنا نرى الأمل الذي تحمله الزراعة البيولوجية  كزراعة الفلفل الأحمر في  استدامة الأراضي و انقداها من اثار التغيرات المناخية، فتظل  هذه الزراعة  رهينة بالمناخ والتقلبات الجوية، رغم استعمالها لأساليب حديثة، ولكن ليست بالضارة ولا الملوثة  ، اذ تساعد على التحسين من الظروف وتحارب كل  ما يحارب استقرار المناخ و بالتالي استقرار الأوساط البيئية. و منه نجزم يقينا بأن  الزراعة المستدامة من أكثر العمليات عبقرية؛ لكن هل هذا هو السلوك الايجابي الوحيد لاستدامة الاوساط البيئية؟ ألا توجد أساليب أخرى  أكثر تطورا من سلاحنا الحالي؟ خاصة بعد ان خلصت اليه مشاورات مؤتمر المناخ Cop 26 الرامية بقرار تسريع من مكافحة الاحتباس الحراري وجعله في سقف 1.5 درجة مئوية!!!