بسبب السقوط في الدعاية التجارية الرخيصة، أكاديميون وأساتذة جامعيون وباحثون يتطوعون ل "رمي الجمرات" على المركز الثقافي العربي
ــ
نورالدين الطويليع ـ
بعد أن أجهز
المركز الثقافي العربي على حلم عائلة المرحوم محمد الواجيدي، مترجم كتاب
"استقلال المغرب" بالتشطيب على اسمه من غلاف الكتاب، ودسه في صفحاته
الداخلية، وتحويل لحظة إصدار الترجمة من مناسبة للفرح والاحتفاء، إلى نكبة أحيت
لديها جرح الفقد من جديد، بعد هذا الإجهاز، تجند باحثون وأكاديميون لإدانة هذا
السلوك الذي صنفوه في خانة الدعاية التجارية الرخيصة التي لا تحترم حرمة الأموات
والأحياء، وتستهين بكل القوانين والمبادئ والقيم.
قبل العاصفة نشرت
الدكتورة نعيمة، مُراجِعَة الكتاب، وشقيقة المرحوم تدوينة مؤثرة على حائطها
الفيسبوكي، جاء في خاتمتها: "رحم الله شقيقي محمد الواجيدي، فلم يذر بخلده
يوما أن اسمه سيمحى من غلاف كتاب بذل جهده كله في ترجمته"، لتتوالى موجات
الشجب والاستنكار، وتتحول الصفحات الفيسبوكية إلى محطة ل "رمي الجمرات"
على المركز الثقافي العربي، وإغراقه بكل أساليب الإدانة والاستنكار.
في هذا السياق
علق الناقد البلاغي المعروف، الدكتور محمد الولي، على الحدث قائلا: "أنا
متأكد أن الناشر سيرضخ في النهاية لتدارك هذا الخطإ الشنيع، إن الحيف واضح ولا
غبار عليه، ولا يتطلب مراجعة لكشفه"، وعلقت الكاتبة والروائية الزهرة رميج
قائلة: "المترجم شريك للمؤلف، ولا ينبغي غمطه حقه بحذف اسمه من غلاف
الكتاب"، وتفاعل الدكتور عثماني الميلود مع الحدث قائلا:"محمد الواجيدي
اسم معتق بالعمل والنضال والإخلاص، وإقصاء اسمه من الغلاف عمل غير مفهوم"،
وقد جاراه الدكتور عبد الرزاق جعنيد في تقدير شخص المترجم قائلا: "حري بدار
النشر أن تدون اسم المرحوم بحبر من ذهب، بدلا من حذفه، فحذف اسمه هو نكران
للتاريخ".
من جانبه، عبر
هشام الواجيدي، ابن أخ المترجم، عن خيبةِ أملهِ وإحساسِه وعائلتَه بالغبن والظلم
قائلا:"لقد أحسسنا بالظلم والحيف والجور في حق عمي الأستاذ الواجيدي محمد، في
طمس اسمه من جدارية الكتاب...عمل أرعن وفعل مشبوه في حق الأستاذ عمي الفاضل
الواجيدي محمد، المترجم وأستاذ الفلسفة الذي كرس حياته للغة العربية".
بدوره وصف الباحث
عبد الحي الكرشي سلوك المركز ب "الجريمة النكراء التي ارتكبت في حق شخص كان
من المفروض أن يُعترف بمجهوده العلمي، لا أن يتعرض للطمس والسرقة"، وعلى
وتيرة الاستنكار نفسها قال الباحث منير حمدوشي، مخاطبا الدكتورة نعيمة الواجيدي:
"سلوك أرعن يفتقد لأدنى مقومات الاحترام لشخصكم، ولروح الفقيد الذي من
المفروض أن يحتفى به، بدلا من طمس اسمه، إنها فعلا واقعة تدليسية تنم عن الانحطاط
المدوي للقيم الإنسانية مقابل الجري وراء الماديات"، وفي المعنى ذاته صب
تعليق الباحث عبد الخالق بهلول الذي وصف ما قام به المركز بأنه عمل "خبيث
وغير مقبول مطلقا".
هذا، ومن المنتظر
أن تشهد القضية تطورات مثيرة، لاسيما أن عائلة المرحوم محمد الواجيدي تصر على
استرجاع حقها، وتعتزم طرق أبواب القضاء لإنصافها ورد الاعتبار لها، ولابنها.
يشار إلى أن
جريدة الصباح قد نشرت قبل خمس سنوات خبرا يفيد بإدانة المركز الثقافي العربي
بقرصنة رواية "الساعة الخامسة والعشرون"، ومنعه بناء على ذلك من
المشاركة في المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء.
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.