مسابقة برنامج الصحفيين الشباب من أجل البيئة صنف : الربورتاج الصحفي
تحت عنوان :
هل أصبح العالم رهينة
الجفاف ؟
ملاحقة قطرات الماء الهاربة
التلاميذ المشاركون : |
محمد أمين المرتاجي مريم بوعدي وسيمة حونيف خديجة الجلدة فاطمة الزهراء السايسي تحت إشراف الأستاذ : عبد النبي محتفيظ |
الماء هو
المادة الأولى للحياة˛ إنه عنصر حيوي لا تستطيع كل الأحياء أن تعيش بدونه مصداقا لقوله تعالى
ِ{وجعلنا من الماء كل شيء حي.} هذه الحقيقة أثبتها العلم˛ و أشرت على أن الماء مادة نفيسة لن تكون
الحياة بدونه.
و تبرز كذلك القيمة السامية للماء في استحواذه
على 70% من مكونات جسم الإنسان كما أن الماء يشكل
نفس النسبة تقريبا من مساحة الكرة الأرضية. حيث{يقدر البعض أن الحجم الكلي للماء
على وجه الأرض يبلغ 1376 مليار
متر مكعب تمثل المحيطات 96.5% منها.} (1)
و انطلاقا من كل هذا و نظرا لكثرة أوجه استعمال
الماء في حياتنا اليومية˛ و بسبب هذا الضغط الكبير على الموارد
المائية بسبب المدينة و التطور˛ فقد قاد إلى بروز مشكلة حادة تتعلق بشح المياه بسبب هذا الخلل
بين الموارد المائية المتاحة و بين المتطلبات الاستهلاكية.
هذا الشح المتزايد للماء تقف وراءه مسببات
عدة˛ أوصلتنا إلى
نتائج وخيمة تفرض تعاون كل الفعاليات الوطنية و الدولية لمجابهتها من خلال اقتراح تصورات تجابه هذا الشح المائي.
{ يقع %90 من
الوطن العربي في قلب ما يسمى بمنطقة (حزام العطش) داخل المنطقة الجافة أو شبه
الجافة التي يقل معدل سقوط الامطار فيها عن 300 ملمتر سنويا. } (2)
مع التزايد البشري و تعاظم الطلب العالمي على
الماء˛و نظرا للأهمية القصوى التي يمثلها الماء بالنسبة لكل
الأحياء و أهميته في الدورة الاقتصادية و العمرانية و البيولوجية فقد زاد الطلب
على هذه المادة النفيسة˛ هذا الضغط أماط اللثام على مشكلة تعرف بشح
الماء بتناقص الموارد المائية أمام الطلب البشري المتزايد˛ كما ظهرت سلوكيات
بشرية و طبيعية تسببت في
تفاقم هذه المشكلة.
هكذا تبلور مشكل شح المياه بالنظر إلى
الاختلال بين الموارد المائية الصالحة للاستهلاك المتاحة للإنسان و بين معدلات
الطلب العالمي ˛
و تختلف حدة هذا الشح المائي من منطقة إلى
أخرى بحسب موقعها الجغرافي و مؤثراتها المناخية و البشرية . و تعتبر إفريقيا وآسيا
أكثر المناطق تضررا من هذه الظاهرة. كما أن المغرب من الدول التي تعاني من هذا
المشكل وخصوصا في السنوات الأخيرة. وهـو مشكل ينذر بنشوب حـرب بين الأفراد و الـدول.
لأسباب
متعددة أصبح مشكل شح المياه مطروحا سنة بعد أخرى سواء على الصعيد المحلي أو الوطني
أو الدولي. وإن تأملا بسيطا أو بحثا في الكتب أو استقراء لما يحيط بنا يجعلنا نجمل
هذه الأسباب في ما يلي :
ü التزايد
الديموغرافي في العالم.
ü تغير أنماط
الاستهلاك والحياة اليومية.
ü استعمال طرق
تقليدية مسرفة في استهلاك المياه سواء في الفلاحة أو الصناعة أو في التدبير
اليومي.
ü التوسع في
الزراعات المسقية.
ü التغيرات
المناخية بارتفاع درجة حرارة الأرض مما أدى إلى تبخر المجالات المائية.
ü الاستنزاف
المفرط للمياه الجوفية.
ü تآكل بنيات
توزيع الماء.
ü تراجع نسبة
التساقطات المطرية.
ü ارتفاع درجة
التلوث وتأثيرها السلبي على المناخ والتساقطات .
ü الحروب
والنزاعات وما تسببه أحيانا من تدمير فادح لشبكات توزيع الماء.
ü ظاهرة الجفاف
وتزايدها خلال السنوات الأخيرة والتي تتفاقم بشكل مطرد مما يزيد الضغط على الموارد
المائية المتاحة أو المخزنة . فموسم الجفاف الحالي أوصل حقينة السدود إلى حصيلة
كارثية وصلت معها نسبة ملء السدود المغربية 7%.
ü الزحف
العمراني على الغطاء النباتي والغابات والمناطق
الرطبة.
إن الأسباب التي سردناها سابقا والتي قادت إلى بروز
ظاهرة شح المياه أوصلت البشرية إلى نتائج كارثية أثرت بشكل كبير على الإنسان ˛ وهكذا يمكن إيجاز هذه النتائج في النقط
الآتية :
Ø المعاناة
الكبيرة بدافع الحاجة الملحة للماء سواء في الشرب أو في التغذية أو في السقي
والصناعة والإعمار .
Ø تراجع
المساحات المسقية .
Ø تضرر المحاصيل
البورية المعتمدة على الأمطار.
Ø تضرر التنوع
البيولوجي للنباتات والحيوانات والحشرات .
Ø آثار صحية
سلبية ناتجة عن تناقص المياه النقية .
Ø نشوب صراعات
محلية بين الأفراد والدواوير مرارا أو بين الدول. حيث {تنبأت المخابرات الأمريكية بأن تتسبب المياه في اندلاع
الحروب في 10 مناطق على الأقل في العالم معظمها في الشرق الأوسط.} (3)
Ø اندلاع عدة
احتجاجات عبر العالم وخصوصا في المناطق التي تعرف تناقصا حادا
في المياه .
إزاء
هذه المشكلة العويصة المتعلقة بشح المياه وتناقصها محليا ووطنيا نجد أنفسنا مضطرين
إلى البحث عن بدائل لمجابهة الظاهرة أو على الأقل التقليل من مخاطرها. ومن بين هذه
الاقتراحات :
¨ استبدال الزراعات المستنزفة للمياه ( البطيخ )
بزراعات مقتصدة على الماء
( الخروب ˛ الكبار˛ فاكهة التين ˛ الصبار...).
¨ إعادة تأهيل
شبكات توزيع الماء .
¨ إعادة النظر
في طرق السقي التقليدية .
¨ بناء محطات
لتحلية ماء البحر.
¨ استمطار
السحب أو الغيم كما يفعل المغرب حاليا.
¨ الاكثار من
تشييد السدود.
¨ استنبات
الغابات.
¨ تقليص نسبة
انبعاث الغازات الدفيئة انسجاما مع المواثيق الدولية .
¨ بناء محطات
الصرف الصحي ومعالجة النفايات وتدويرها.
¨ التوعية بضرورة
تقنين استعمال الماء والحفاظ عليه من التلوث بإدراج الموضوع والتحسيس به في
المقررات المدرسية ووسائل الإعلام والقوانين الدستورية .
¨ إصدار قوانين
زجرية لحماية النظم البيئية والمناطق الرطبة والغابات .
¨ إخراج الآلات
والوسائل والأدوات الملوثة من الخدمة واستبدالها بأخرى صديقة للبيئة : ( آلات
كهربائية ˛ طاقية ˛ ريحية ...)
¨ استبدال
الطاقات الأحفورية الملوثة بطاقات صديقة للبيئة ( ريحية , شمسية ...)
إن هذه الأفكار مجرد رؤى واقتراحات لن تكون مجدية ولن تحد من مشكلة شح المياه وتراجع موارده إلا إذا عمل الأفراد والمجتمعات على تطبيقها والعمل بها حتى نترك للأجيال القادمة حقها من الماء والهواء والاخضرار... الماء هو الإنسانية و إذا جف الماء جفت فينا الإنسانية و جفت الحياة.
المصادر:
1) تقرير التنمية البشرية, البنك الدولي 1997 برنامج الأمم
المتحدة إنمائي ص 198 .
2) " موارد المياه في الشرق الأوسط " منصور
العادلي ص 512 .
3) " مشكلة المياه في الشرق الأوسط " المطلوب. الكويت الرأي العام 1996 ص 14.
0 Kommentare
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.