تدريس الرياضيات للمستويات الأدبية بالثانوي التأهيلي
الأستاذة بشرى
يحز في النفس المستوى الضعيف الذي وصل إليه أبناؤنا في جميع المواد الدراسية بدون استثناء، وخاصة في اللغات و الرياضيات و المواد العلمية.
بصفتي أدرس الرياضيات بالثانوي التأهيلي، تقع على عاتقي أيضا مسؤولية تدريس الرياضيات لمستويات الآداب و العلوم الإنسانية، و هنا تصطدم بصخرة كبيرة بتحدي عملاق لا حل له، فالتلاميذ يعتبرونها مادة ثانوية لا يعيرونها أدنى اهتمام لأن معاملها واحد فقط كما يقولون لذلك يعتبرون الساعتين اللتين يدرسون فيها الرياضيات أسبوعيا موعدا للنوم و الفسحة و حتى الشغب.
قد يتبادر لذهن القارئ أن الرياضيات التي تدرس بسيطة أو سبق تدريسها للتلاميذ بالإعدادي و العكس هو الصحيح فتجد المقررات محشوة بدروس معقدة تحتاج مكتسبات قبلية هائلة و قدرة على التفكير المنطقي من ضمنها المنطق و الدوال العددية و التعداد و هي دروس لا يستوعبها التلاميذ في الأوقات العادية فما بالك بتلاميذ مروا بمواسم التناوب و التعليم عن بعد مما تسبب في عدم رؤيتهم للعديد من الدروس، أضف إلى ذلك أن هذه الدروس غير مناسبة بتاتا لمستواهم، فتجدنا خلال الحصة الدراسية نتعامل مع تلاميذ و كأن على رؤوسهم الطير، مع غياب التفاعل إلا ما ندر واحدا أو اثنين في قسم يظم 38 تلميذا و تلميذة !
حتى و إن تمسكنا بجدوى تدريس الرياضيات للمستويات الأدبية، فيجب في اعتقادي الإقتصار على دروس بسيطة تطبيقية و إعطاؤها حيزا زمنيا مهما، مثل المعادلات و المتراجحات و النظمات و الحساب العددي إضافة للمتتاليات العددية.
و الجدير بالذكر أن الرياضيات مادة يمتحن فيها تلاميذ الأولى بكالوريا آداب و علوم إنسانية في الجهوي، لكن السائد في صفوف التلاميذ ليس الجد و المثابرة لنيل نقطة متميزة و إنما اللامبالاة لأنهم معتمدون بشكل كلي على الغش يوم الإمتحان.
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.