تأملات في المنظومة التربوية(تأمل رقم 23) : سأضع الشارة الحمراء
كنت أود الحديث عن هذا الموضوع الذي استأثر باهتمام كبير في هذه الأيام والمتعلق بالمفتش التربوي وقد تم تقزيم مع الأسف موضوع هذا الفاعل في المنظومة التربوية في التسمية بين مفتش و مؤطر (، وقد جاء بيان نقابة المفتشين والمفتشات والذي حاول تعرية الواقع التربوي وحقيقته كرد فعل استباقي لإخراج هذا العنصر من مكانته الاعتبارية من جهة وإبعاد دوره المهم من جهة أخرى، وكنت أود من نقابتنا بيانات مماثلة أكثر دقة بين الفينة والأخرى (مرة كل شهر أو شهرين) حتى تمارس دورها الرقابي في أحسن وجه ولا يفسر أنه بيان استباقي فقط (كولو العام زين عندما نتهادن والقادم أسوأ عندما نتخاصم)، الكل يعلم بمكانة المنظومة التربوية، هذا المستوى ليس وليد اليوم طبعا.
من ناحية أخرى، هناك حاقد على هذا الفاعل التربوي وأقول له بأن أي مجموعة فاعلين ينقسمون للطالح والصالح فالأساتذة منهم اليمين ومنهم اليسار والمديرين والمفتشين والإداريين وحتى الأعوان هناك طالح جدا وهناك صالح جدا فالاستثناء لا يؤخذ به، على العكس فالأغلبية في نظري الشخصي صالح وصالح قلة قليلة هي من تعكر مزاج أي فاعل من الفاعلين (حوتة واحدة تخنز الشواري).
سأتحدث بكل صدق ولا سبيل للنفاق :
1- في العديد من المناسبات قلت بأن المفتش التربوي يجب أن يكون مؤطرا بالنسبة للأستاذ (معين ومساعد) في الدرجة الأولى وأن بعد التأطير تأتي عملية المراقبة، عملية التفتيش في شقها البوليسي (المراقبة) يجب أن تكون للإدارة التي تأخذ قرارات أقل ما يقال عنها عبثية.
المفتش إذن مؤطر أولا للأستاذ ثم مراقبا لما أطره (مراقب لما قدمه)ثم مراقبا للقرارات الإدارية والمنتوجات العبثية، أما أن نراقب عمل الأستاذ المحكوم بقرارات لا يؤمن بها أحد فهذا عبث.
2- شخصيا، لو تم تقسيم مهام المفتش إلى مؤطر ومراقب لاخترت التأطير (أقول شخصيا وهذا ما أؤمن به) لجسامة مهمة المراقبة، ما الذي سأراقبه ؟ أأراقب ما أنا غير مقتنع به.
لا شك أني سألام من موقفي هذا ولكنه موقف شخصي، لذا سأحمل الشارة الحمراء معبرا عن أسفي من قرارات ارتجالية وعبثية ووضع مترد للمنظومة التربوية كما جاء في البيان الذي أتمنى أن يتجدد بين الفينة والأخرى وتجاوز البيان من أجل إثبات الذات (بيان مراقبة وتعرية للتحسين وليس بيان ترضيات محتملة) .
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.