تأملات في المنظومة التربوية (تأمل رقم 28) : لا تكافؤ في الفرص في اختبارات ولوج المدارس العليا.
المفتش التربوي محمد فصيح
حريرة أخرى تبدأ الآن بعد الإعلان عن نتائج الباكالوريا، ساعات الاستعدادات لهذه الاختبارات والتي تبلغ مبالغ في بعض الأحيان تفتح فمك أمامها والمشكلة من يستفيد منها أصحاب المعدلات المرتفعة وسأوضح هذه الحريرة بعمق وتفصيل حتى يتبين أن ليس هناك تكافؤ للفرص في ولوج هذه المدارس بل وأن المنظومة تشجعل مراكزا متخصصة وأصحاب عديمي الضمير من الاغتناء السريع والفاحش :
1- لماذا أصحاب المعدلات هم من يستفيدون منها ؟ أولا المواد العلمية لم تعد كما كانت حيث أصبحت موادا تقنية بالدرجة الأولى، بالدرجة قوالب (بتسكين القاف واللام والباء) بمعنى أن المتفوق هو من يضبط هذه القوالب التقنية بالدرجة الأولى وليس المتمكن من المفاهيم والقواعد والخاصيات.
فالأستاذ العبقري والأفضل و الأحسن عند العديد من الناس هو من يملك هذه القوالب والذي يستطيع بهذه القوالب التقنية الرياضياتية والفيزيائية أن يساعد عددا من المتعلمين من الاجتياز.
2- عدم تكافؤ الفرص : عندما نرى امتحان الباكالوريا فهو يحمل نوعا من تكافؤ الفرص لأن المترشح لا يخرج من دائرة ما درسه فحساب النهايات لا يمكن حسابها إلا بالطرق التي درسها بينما في الاختبارات وفي ظل الاختيارات يصبح للمتعلم الحق في استعمال الطرق التي يراها مناسبة وسريعة، وهنا يدخل الأستاذ العبقري على الخط ويدرس أصحاب المال الوفير تقنيات سهلة جدا لإيجاد نهاية معقدة بالطرق المدروسة وكمثال على ذلك تقنية hôpital وكمثال آخر إيجاد حل النظمات هناك طرق بسيطة جدا عكس ما تمت دراسته كتقنية cramer وتقنية élimination de gauss والأمثلة كثيرة ونفس الشيء كذلك في الفيزياء هي مجموعة من قوالب في الميكانيك والكهرباء والأمثلة كثيرة وكثيرة تدرس مقابل 10000 درهم إلى 20000 في عدد ساعات محددة(هذه الأيام السوق نشطة) .
3- الأجدر في نظري هو الإبقاء على الطرق المدروسة فمبدأ اختيار الجواب الصحيح يشجع على الاغتناء والثراء، أم أن الثراء سيظل ولو كان الاختبار بسيطا فمن يبحث عن الخبث سيجده لا محالة.
هذه مجرد تأملات من واقع تربوي يحتاج إلى إعادة نظر ووقفة.
0 Kommentare
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.