تجارب وتخبطات في لغات التعليم

الإدارة Oktober 25, 2022 Oktober 25, 2022
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

 تجارب وتخبطات في لغات  التعليم

تجارب وتخبطات في لغات  التعليم


* ذ نظيرة الكيحل profpress net

أثارني خبر جديد يخص التعليم وسياساته في بلدي.الخبر  مفاده أن الدولة قررت إدماج اللغة الإنجليزية وتعميمها انطلاقا من السلك الابتدائي. الخبر يبدو مهما خاصة وأني أستاذة للغة الإنجليزية وأعلم أهميته اكتسابها كلغة أجنبية استدعت ظروف عالمنا الحالي وقوانين نظامه تعلمها لمجاراة العلوم والتواصل وغير ذلك. ومن يضع رجله في أول مطار خارج البلاد يدرك أهميتها على الاقل كلغة تواصل عالمية. 

لكن المؤسف في الخبر هو تدريسها إلى جانب اللغة الفرنسية وليس استبدالها بها أو تعويضها. صراحة توقفت قليلا وفكرت في الخبر وحاولت أن أجد مبررا لهكذا قرار .

وتساءلت من هو هذا الطفل الذي نقرر له ؟؟؟

هو طفل مغربي تتعدد لهجاته وتختلف من جهة لأخرى ،مفروض عليه أن يذهب للمدرسة في أول يوم وأن يسمع أربع لغات مختلفة لأول مرة وأن يكتسبها كي يتواصل بها و يتعلم باقي العلوم والمهارات .

لا أعرف لماذا فكرت في ولدي الصغير ذلك الذي أصله أمازيغي وهو لا يتكلم "تشلحيت "ولا يفهمها ،قد يقول أحدهم هنا ولماذا ذكرت الأمازيغية وما أهميتها للعلم والعلوم؟؟؟ فأوضح له اني لست أمازيغية ولكن أبنائي كذلك. وكم حزنت عندنا زرت جبال أطلسنا الحميلة حيث أصلهم وفشلت في التواصل مع أهلي وأنا التي أجيد التواصل مع ذاك القادم من خارج الحدود انجليزيا كان أم فرنسيا. لماذا لم تعلمني المدرسة أن اتواصل مع أهلي اولا ولماذا لم تعلم ابنائي التواصل مع أقرب الناس لهم؟؟؟؟؟

نتجاوز الأمازيغية ونبدأ باللغة العربية لغتنا الاولى دستوريا ولغة قرآننا قبل ذلك فهي أيضا لغة جديدة بالنسبة للطفل المغربي كيفما كان عربيا أو أمازيغيا  أو ريفيًا أو حسانيا …بتنوع لهجاتنا أو سمِّها لغاتنا. لماذا فشلنا عبر كل هذه السنين وبعد الاستقلال أن نخرج أجيالا متقنة للغة العربية ومتحدثة بها على الاقل كتلك التي تخرجت في عهد الاستعمار؟؟ 

لماذا يتم تقزيم ساعات هذه اللغة لصالح اللغة الفرنسية ؟؟؟؟

لماذا كل هذه التجارب في تدريس العلوم باللغتين العربية والفرنسية. فجيل أبي درس العلوم بالفرنسية وجيلي درسها بالعربية وجيل أبنائي الان يدرسها بالفرنسية ؟؟؟؟

والآن تذكرت الدولة أن لغة العلوم والتكنولوجيا في عصرنا هذا هي اللغة الإنجليزية فقررت اضافتها إلى سلسلة التجارب. هذا التخبط لم أشهد له مثيلا في الدول التي زرتها أو التي سمعت عنها. ويبقى تساؤلي الاخير هو هل فكرتم وأنتم تقررون وتستعجلون وتخططون للتعليم في هذا البلد في "من " تقررون له ؟؟؟؟

ذاك الطفل المغربي البريء الذي عليه أن يتحمل تبعات مخططاتكم وقراراتكم المستعجلة والإستعجالية ؟؟؟


شارك المقال لتنفع به غيرك

Kommentar veröffentlichen

0 Kommentare


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/?hl=de