أولمبياد الرياضيات : وقفة تأمل
هشام أجانا
العديد من المهتمين بالشأن التربوي يعتبرون اولمبياد الرياضيات هي فرصة من أجل البحث عن المتميزين في هذه المادة الهامة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو : وماذا بعد ذلك؟
إن أهمية طرح هذا السؤال تتجلى في جدوى البحث عن المتميزين داخل سياق تربوي متردي والذي أصبح يميز هذه المادة وطرق تدريسها وذلك من خلال :
الأمر الأول : النفور من شعبة العلوم الرياضية والهروب إلى شعبة العلوم الفيزيائية؛
الأمر الثاني : النفور من الأقسام التحضيرية لولوج المدارس العليا
وتوجه التلاميذ المتفوقين دراسيا (وليس المتميزين) إلى كليات الطب والصيدلة وكليات الاقتصاد وكليات الحقوق.
الأمر الثالث : النفور من المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين بالنسبة لخريجي الجامعات المتوفرين على الإجازة في الرياضيات الأساسية أو التطبيقية؛
الأمر الرابع : التصور العام الذي أصبح يميز مسألة التوجيه إلى شعب الرياضيات باعتبارها صعبة وليست لها افاق كبيرة على مستوى سوق الشغل كما هو الحال بالنسبة للقطاع الطبي مثلا.
إن أكبر إشكال يعرقل تطوير مادة الرياضيات ( لا من حيث تدريس المادة أو البحث عن التلاميذ المتفوقين والمتميزين) هو غياب التحفيز وظهور تخصصات أخرى أكثر جذبا للمتفوقين والمتميزين وأكثر انفتاحا على سوق الشغل الوطني والعالمي.
وعلى ذكر مسألة التحفيز، فنتائج الامتحانات المهنية أكبر دليل على
معاناة أساتذة الرياضيات من الحيف الذي يطالهم نتيجة غياب الكوطا الخاصة بالمادة.
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.