قصة طلاق الزبير بن العوام وأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما.. هل سمعتم أن الحواري المبشر بالجنة وهو لقب الزبير بن العوام رضي الله عنه قد طلق أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها؟ وهي من هي هي شقيقة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنه والمقربة إلى قلب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
طلاق الزبير بن العوام وأسماء بنت أبي بكر
كانت علاقة الزبير بأسماء رضي الله عنهما سامية وجمعتهما قصة حب جميلة. فكيف تنتهي قصة الحب بين حواري هذه الأمة وذات النطاقين بطلاق؟ وهل يعني الطلاق عدم صلاح أيٍ منهما؟ ولماذا لم يتدخل عبدالله بن الزبير رضي الله عنه وعن أبيه للحيلولة دون طلاق والديه؟
الطلاق حلالٌ أم حرام
في الحقيقة، تواردت الأخبار الموثوقة في كتب السير والأعلام وأكدت المصادر كافة أن الطلاق قد وقع بالفعل. لكن الطلاق لا يعني أنهما آثمان. أو ليس الطلاق حلالًا؟ وكم من خلاف نشأ بين الأزواج وقد سمعنا عن خلافات بين الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجاته رضوان الله عليهن بسبب أمور دنيا وهذا وارد ومنطقي جدًا جدًا.
طلاق الزبير بن العوام وأسماء بنت أبي بكر.. كيف تم الطلاق؟
لقد استقيت طرحي من الروايات التي نقلت هذا الأمر وأكدت أن الطلاق إنما حدث بسبب غيرة الزبير أو بسبب غيرة زوجته التي زادت بسبب تفضيله لإحدى زوجاته الأربع. إنها الغيرة إذن! لكن الغيرة في حد ذاتها ليست دليل كره أو بغض وإنما دليل حبٍ فاق الحد وبلغ في نفوس العاشقين منزلته.
لذلك، ربما لم تستطع أسماء أن تتحمل غيرة زوجها أو أفسدت غيرتها ما بينهما يومًا فساء الوضع وتطور الأمر وحدث الطلاق. من البديهي أن البيوت لا تخلو من الهموم والمشكلات. وإذا سلمنا بأن البيوت لا تخلو من المشكلات والهموم، فما بالنا وأسماء هذه تحمل هموم الدعوة وتقاسي الكثير من المصاعب والمشاق في جهادها مع زوجها وأبيها وهي المعروفة بمواقفها البطولية النادرة؟
كذلك، صبرت أسماء على زوجها وطباعه بعدما قال لها أبوها أبو بكر الصديق يومًا: “إن المرأة إذا كان لها زوج صالح ومات عنها فلم تتزوج من بعده؛ جمعها الله به في الجنة.”
لكن بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاة أبيها كان متوقعًا لها أن تضيق ذرعًا بأي أمر. وربما زهدت المرأة الحياة حتى انصرفت عن خدمة زوجها وقصرت في العيش بالشكل المطلوب منها كزوجة. وبعدما أنجبت من الزبير خمسًا من البنين وثلاثًا من البنات؛ وهن الجسد فشق عليها العودة إلى سابق العهد فطلقها الزبير.
هل تدخل عبدالله لمنع الطلاق؟
إنما الطريف هاهنا أن نجد أن الزبير الذي افترضنا تدخله لتلطيف الأجواء كان هو الميسر لأمر الطلاق. فها هو الزبير يدخل على أبيه بعدما دبت مشاجرة كبيرة بينه وبين زوجه أسماء وبعدما نادت عليه أمه تستنجد به. فلما أقبل قال له الزبير: “أمك طالق لو دخلت عليها.” عندها استشاط الزبير غضبًا وقال دونما تردد: “جعلت أمي عرضةً ليمينك وسأخلصها منك اليوم.” بعدها دخل الزبير على أمه ووقع الطلاق وبانت أسماء بنت أبي أبكر من زوجها الزبير بن العوام وظلت تقوم مع الزبير بعد طلاقها هذه حتى قتله الحجاج ومثل بجثته فلحقت بابنها من حسرة غيظها وحزنها على ما حل بابنها.
في الختام، أحزن كغيري على الفراق بين القامتين العظيمتين، لكن هذا لا يضرهما في شيء. فالطلاق حلال وهو قرار قد يكون صوابًا لو قسناه بما في نفس هذين الزوجين. كذلك، لا تخلو العلاقات من شد وجذب والفرقة طالما كانت بالمعروف فلا بأس به. ولا عصمة من الخطأ إلا للنبي والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين.
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.