فلسفة.. المشاعر والنظريات التي تدور حولها بقلم/ محمد يوسف محمد المحمودي
على الرغم من ذلك، تلك حالاتنا الوجدانية في وقت الرخاء والشقاء. لذلك، يطيب لي اليوم أن أتحدث عن ماهيتها بتعريفها وتوصيفها واختلاف أحوالها.
تعريف المشاعر
اختلف العلماء والمنظرون في تعريف المشاعر Feelings ورغم اختلافهم أتى كل فريقٍ برأيٍ معتبرٍ لكن الآراء جميعها تقودنا إلى تعريفٍ جامع غامض أيضًا. هو تعريف غامض بحق، لكنه مفيد في إدراك حقيقة المشاعر. لذلك، يمكننا القول إنها شيءٌ مركبٌ فينا وفي نفوسنا. إنها شيءٌ لا نراه ولكن ندركه.
كذلك، يمكننا القول إن المشاعر عبارة عن نفحات روحانية متشابكة مع حالتنا النفسية
والمزاجية والشخصية والدوافع والميول والأفكار. إنها عمليات عقلية ووجدانية من
أسرار خالق البشرية ترتبط ارتباطًا معقدًا ووثيقًا بالقلوب والعقول والأبدان. وعلى
هذا الأساس، يمكن القول إن هذه الكلمة فيها من الإحساس ما فيها وفيها من مثيرات
النفس ما فيها وفيها من دوافعنا وتجاربنا وخبراتنا الكثير والكثير.
ففي حالات الضيق والهلع والسخط والغضب وفي حالات الرضا والانبساط
والفرح والسعادة والحب تتسارع نبضات القلوب والأنفاس ونشعر بتعرقٍ وتوترٍ في
العضلات.
فلسفة.. المشاعر والنظريات التي تدور حولها
ثمة نظريات أخرى تصف الـ feelings بأنها حالات وجدانية وروحانية معلقة بنا وتنفصل عن الإدراك ويمكن أن
تسبقه. وتلكم نظريات تشرحها نظريات أخرى تصف هذه الكلمة بأنها حالات من الشعور
مصحوبة بتغيرات جسدية ونفسية مؤثرة في سلوكياتنا.
وهذه النظريات مؤكدة لاجتهادات بعض علماء النفس التي يزعم أصحابها
أنها قوة خارجية داخلية متصلة بالقلوب والوجدان والبدن ولا تنفصل عن الخبرات
الذاتية والعمليات المعرفية والتغيرات النفسية والفيسيولوجية. لذلك، نراها أحيانًا
استباقية تخيلية وأحيانًا ردود أفعال جسدية تعبيرية تعتمد أحيانًا على تقييم
المواقف وتنعزل أحيانًا عن عالمنا وتحلق في الخيال.
تعريفٌ غامض!
سمعنا كثيرًا أقوالًا من قبيل: “من المعضلات توضيح الواضحات.” من أجل
ذلك، يميل كثيرون إلى الاكتفاء بفهمهم لها. ثمة آخرون يميلون إلى التعريفات
الغامضة ويؤيدون النظريات القائلة بإن الشعور تجربة إيجابية أو سلبية ترتبط بحركات
وردود واستجابات معينة مرتبطة بالنشاط الفسيولوجي. وعلى أي حال، مهما كان وضوح
التعريف والتنظير تارة؛ يبقى الغموض قائمًا. إي نعم ثمة غموض في إدارك كون ما نشعر
به ناتجًا عن تغيرات فسيولوجية وسلوكية وإدراكية مختلفة.
على الرغم من ذلك، يمكننا القول إن الشعراء حصلوا على لقبهم من سعيهم
لوصف الشعور والعاطفة. فالشاعر يهيم في كل وادٍ ويصف ما نشعر به أو يشعر به الناس.
لذلك، أزعم هاهنا أن الشعراء وإن كان يتبعهم الغاوون؛ يصفون لنا الكثير مما نشعر
به. أيضًا، يمكننا القول إن المنظرين يصفون لنا ما هو قائم وحق وحقيقة. فما نشعر
به واضحٌ ومحسوس.
وفي سياقٍ آخر، يحاول علماء وخبراء تحسين الذات والتنمية البشرية
توضيح لنا الكثير من خفايا نفوسنا من قانون الجذب وحتى كتاب “الإنسان ذلك المجهول.” إن التعريفات لها غامضة وسرٌ عظيم من أسرار الخالق فينا. فلا تستخفوا يا
سادة بهذا الشيء واعلموا أننا بين أمرين: سر خفي أودعه الله فينا ولا طاقة لنا به،
وسر ظاهر نشعر به ونلمسه ولكن ليس لنا عليه به من سبيل.
إي نعم يمكننا تجنيد بعضنا بكلماتنا وبسماتنا في أكثر من موقف. رغم
ذلك، ندرك أن طبيعة هذا التجنيد وماهيته وكيفية عمله تقوم على ما لا نعلمه من
أسرار النفس العظيمة. فسبحان الخالق الغظيم.
0 Kommentare
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.