تعبير كتابي في اللّغة العربيّة عن الشّمس

Zainab Tabaja يناير 09, 2023 أبريل 18, 2023
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

 



تعبير كتابي عن الشّمس

الموضوع:

أشياء كثيرةٌ في هذه الدّنيا تنجذب لها أبصارنا، لنفكّر في خلق الله ونعمه علينا. أشياء تدفعنا دائمًا لنسأل عن سرّ هذا الكون العجيب، وسرّ ذلك الجمال الّذي يمطر علينا روعةً وسحرًا لا ينضبان.

والشّمس آيةٌ من هذا الجمال، إنّها لوحةٌ من أجمل الّلوحات الّتي رسمتها يد الخالق، إنّها قمّة السّحر، إنّها العين الّتي نبحر بها إلى عالم التّأمّل.

 

وما أروع وقت الشّروق! حين يأذن الّليل بالرّحيل، لتنشر تلك البيضاء في الأفق جدائلها الذّهبيّة، فتبدّل السّماء ثيابها السّوداء، وتتسلّل تلك الأشعّة إلى كلّ مكان، لتوقظ الكائنات، فتعمّ السّعادة، وينطلق الجميع إلى أعمالهم، وهم يعانقون الأمل، ويطلبون من الله أن يكون هذا اليوم يوم خيرٍ وبركةٍ عليهم.

وتلامس تلك الخيوط الصّفراء قطرات النّدى، فتمسي عقدًا من اللّؤلؤ، وتغدو الأرض نهرًا من الجواهر.

 

وعند الهجير تتصدّر الغزالة كبد السّماء، وترمي بأشعّتها النّاريّة في الأرجاء، فتغدو الأجواء كئيبةٌ: الطّرقات تشتعل، المارّة يختبؤون تحت ظلال الأشجار، الجميع مرهقٌ، لقد أتعبتهم شدّة الحرارة، فالشّمس ترسل أشعّتها الّتي تكوي الوجوه كأنّها حممُ بركان أو كأنّها شرارة، والكلّ ينتظر الرّحمة من هذه النّجمة السّاطعة لتلملم أشعّتها، وتهيّئ أمتعتها لتهمّ بالرّحيل.

 

وأيّ وصفٍ يمكن أن يعبّر عن جمال تلك اللّوحة! بل أيّ كلمةٍ يمكن أن ترسم ذلك المشهد! وكلّ الكلمات تذوب أمام جمالها، وخاصّةً عند الغروب، حين يقبل البحر إلى احتضان الشّمس الّتي تُرجع خصائلها الذّهبيّة، لتستبدلها بألوان المغيب، فتصبح وكأنّها وردةٌ تزيّن هذا العالم، وردةٌ جاءت لتحرّر النّاس من سجنٍ نسجته الشّمس بحرارتها، لتصطحبهم في سفينة التأمّل، وليبحروا في أعماقها، فتأخذهم إلى اللّانهاية.

 

فيالك من ساحرةٍ تخطف أبصارنا!

ويا لك من عجوزٍ تذكّرنا بأنّ دولاب الزّمن يدور بنا!

فما أعظمك أيّتها الشّمس، وما أبهاك!

اذهبي الآن لتنيري قسمًا آخر من هذا العالم الرّائع، وغدًا سأنتظرك باشتياق، آملةً أن تحملي معك الخير والبركة للنّاس، لأنّك أنت الحياة في هذه الدّنيا.

 

هل تستطيعون أن تتخيّلوا عالمنا بدون شمس؟!

كثيرًا ما يراودني هذا السّؤال: كيف ستكون حياتنا من دون الشّمس؟

في الحقيقة لو فكّرنا جيّدا، وتوسّعنا قليلًا في خيالنا، لعرفنا أنّ عالمنا قد يكون قطعة جليدٍ من دون شمس! أو قد تكون أيّامنا كلّها ليلٌ مظلمٌ! وقد تكون طبيعة أكلنا وشربنا وثيابنا مختلفةٌ تمامًا عمّا نحن عليه! قد ننام لوقتٍ أكثر بكثير!ولكن في الأساس هل يا ترى سنكون نحن أصلًا أحياء من دون الشّمس حتّى نعيش هذه الحياة المختلفة!! على الأغلب ستكون الإجابة عن كلّ هذه التّساؤلات، أنّه لن يكون هناك أيّ حياةٍ على الأرض من دون الشّمس، وستكون أرضنا مهجورة.

 

تأمّل تزداد إدراكًا لأهمّيّة الأشياء حولك:

ما أودّ أن أقوله يا أصدقائي في نهاية كلامي، أنّ الـتّأمّل في هذا الكون الرّائع يفتح أفكارنا على خبايا الأشياء، فالنّظر إلى الأشياء بنظرة تأمّلٍ، تختلف جدّا عن رؤيتنا لها في الأحوال العاديّة.

فمثلًا، أنا وأنتم نرى الشّمس كلّ يومٍ، ولكنّنا نعتبر وجودها شيئًا بديهيًّا في حياتنا، إلّا أنّنا إذا نظرنا جيّدًا لوجدنا أنّ كل جزءٍ من الشّمس قد تمّ رسمه بإبداعٍ من قبل الخالق. فدعونا يا أصدقائي نشكر الله دائمًا على نعمه الّتي أعطانا إيّاها، والّتي لن نشعر بقيمتها إلّا إذا فقدناها.

 

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/?m=0