القاعدة الأولى في الكتابة بقلم محمد يوسف محمد المحمودي
القاعدة الأولى في الكتابة متفق عليها بين جميع الكتاب في جميع الاتجاهات والمجالات. ما هي هذه القاعدة؟ وما هي الفائدة التي ستعود علينا من تطبيقها؟ أسئلة كثيرة تدور في رؤوسنا الآن وسنجيب عنها بإيجازٍ وتفصيلٍ ووضح في هذا المقال بإذن الله.
القاعدة الأولى في الكتابة
قبل عشرات السنين، عجزت الحكومة
البريطانية عن نشر رؤيتها وتوضيح غايتها حول إفهام الناس معنى
السلام الذي تنشده في أيرلندا الشمالية؛ بسبب استخدام
كلمات صعبة وغير مفهومة في كتيب وزعته على الشعب الأيرلندي الشمالي. وهنا
نفهم أن النيات تحتاج إلى وضوحٍ في الكلمات وبساطة في الأسلوب دون غموضٍ أو لبس.
على النقيض من ذلك، نجح سليمان
– عليه
السلام – قبل عشرات القرون في إيصال رسالة قوة واضحة إلى ملكة سبأ: “بسم الله
الرحمن الرحيم. ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين." ومن ثم، نتعلم هاهنا أن الكلمات التي لها دلالتها وقوتها تكون واضحة
وسلسلة من أولها إلى آخرها. لذلك، ربما وجدنا كلمة واحدة سببًا في إفساد رسالة أو
حتى كتاب. لذلك، نستعرض فيما يلي القاعدة الأولى في الكتابة والحاكمة لكتابة
المحتويين السياسي والاقتصادي.
انتقاء كلمات واضحة ومفهومة..
تلك هي القاعدة الأولى في الكتابة
لا نقصد بانتقاء كلمات واضحة ومفهومة أن نختار
كلمات بسيطة في الشكل ومبهمة في المعنى أو متعددة المعاني أو حمالة أوجه. يعني ذلك
أن نحرص على انتقاء كلمة بسيطة تكون بمعنى واضح ومحدد وتؤدي المطلوب منها في سياق
الكلام وداخل الجملة.
على سبيل المثال، لا داعي لاستخدام كلمة مثل “مسح“،
المعروفة بمعان كثيرة منها التفتيش، والحذف والبحث والجمع. فلو أردنا بها “حذف” المعلومات
يمكننا استبدالها بمصطلح كامل وواضح مثل “حذف المعلومات.” ولو
أردنا بها معنى جمع البيانات فمن الأفضل أن نستخدم مصطلح “جمع البيانات.” فعند
الكتابة اعلم وكن مطمئنًا أنه لا يوجد مانع على الإطلاق من انتقاء الكلمات أو
المصطلحات الواضحة لإزالة أي لبس أو غموض.
استخدام
أفعال مناسبة
بالنسبة لاستخدام الأفعال، فالمفضل والمعتمد أن
نستخدم أفعالًا مبنية للمعلوم. لماذا؟ ليكون المعنى واضحًا ونضمن عدم وجود لبس أو
نسبة الفعل لفاعل غير الفاعل الحقيقي. أما لو كان الفاعل مجهولًا، ولا نعلم يقينًا
من هو، فلا بأس حينها من بناء الفعل للمجهول
أيضًا، يفضل المراجعون والكتاب أن يكون الفعل في
صيغة الإثبات وبالمعنى المقصود؛ لأن النفي يعطي إيحاءً ببدائل غير مقصودة. فمثلًا،
لو رفض أحد الشركاء التوقيع على العقد نقول: “رفض التوقيع على الاتفاقية“، ولا
نقول: “لم يوقع
على الاتفاقية.” لماذا؟ لأن القارئ قد يتصور أن هذا الذي لم
يوقع لم يحضر للتوقيع مثلًا أو لم ير الاتفاقية من أساسه، وهو المعنى الذي يتضح
تمامًا بالقول “رفض التوقيع على الاتفاقية.”
تلك هي القاعدة الأولى في الكتابة، ويجب أن نحرص
على تطبيقها حتى نبلغ الهدف ونحقق المقصود مما نكتبه ونبلغ رسالتنا بالشكل الذي نريد.
مع تحياتي محمد يوسف محمد المحمودي
0 Comments
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.