"القوالب المنمطة عن المرأة في الخطاب الإلكتروني المغربي" موضوع أطروحة جامعية لنيل شهادة الدكتوراه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة
متابعة نورالدين الطويليع
نوقِشَت صبيحة يوم الثلاثاء 14 فيراير2023م، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، أطروحة دكتوراه في الأدب العربي، تقدّمت بها الطالبة الباحثة سميرة حلاوي، تحت إشراف الدكتورة لطيفة الأزرق، بعنوان "الحجاج في الخطاب الإلكتروني المغربي، مقاربة للقوالب المنمطة عن المرأة ـــ دراسة ثقافية فنية"، وتكوّنت لجنة المناقشة من:
الدكتور عبد الرحيم الراوي رئيسا
الدكتور محمد مشبال عضوا
الدكتورة نعيمة الواجيدي عضوا
الدكتورة لطيفة الأزرق مشرفا ومقررا
وبعد المداولة التي تلت مناقشة مستفيضة للأطروحة، أعلن رئيس اللجنة عن قرار منح الباحثة درجة الدكتوراه بميزة مشرف جدا، مع التوصية بالطبع.
ونظرا لقيمة الأطروحة وأهميتها، نعرض الخطوط العريضة للملخص الذي قدمته الباحثة أمام أنظار اللجنة.
انصب اهتمام الباحثة على دراسة المتغيرات التي طرأت على القوالب المنمَّطة عن المرأة بعد رحلتها من العالم الواقعي إلى العالم الرقمي، واستعانت بمشرط الحجاج والنقد الثقافي لتشريح الوقائع التي استدعتها هذه الرحلة، واقتضاها الانتقال من فضاء مادي إلى آخر رقمي-إلكتروني، استضمر تقنيات حجاجية، ووظفها بطرق ذكية، لإرساء القوالب التنميطية عن المرأة، وفق ما تمليه الثقافة الرقمية الجديدة التي تُعنى بإنتاج الخطابات الإيديولوجية (les partis-pris) المتساوقة ونموذج التسخير الإلكتروني (Manipulation électronique).
تتبعت الباحثة بالنقد والتحليل القوالب المنمطة، مركزة على ما تحفل به من استعارات متواترة، يمسك بعضها بأعناق بعض، ويحيل بعضها على الآخر، واعتمدت في تحليلها على المقاربة الحجاجية التي وجدتها مناسبة لنقد الثقافة الرقمية الجديدة القائمة، حسب توصيف الباحثة، على "مكننة الخطابات التقليديةِ المنمطةِ للمرأة"، وخلق صور نمطية جديدة، تساير الواقع الرقمي الجديد.
وانصرف اهتمام الباحثة كذلك إلى الملفوظ الرقمي المنمّط الذي ينتجه المرسلُ الرقميُّ في مقامات تواصلية محددة بغاية التأثير في المتلقي، وإقناعه برسالته، واستحضرت بهذا الصدد ثلاثية التلفظ الرقمي المتمثلة في:
ــــ المتكلمُ- المرسلُ الرقميُّ.
ــــ الخطاب- اللوغوسُ الرقميُّ.
ــــ المخاطبُ- المتلقيُ الافتراضيُّ.
وقد ركزت الباحثة، وهي تدرس هذه الملفوظات، وترصد أساليبها في تحريك الأهواء والتلاعب بالمتلقي، على وظيفتها المرتبطة بإثارة المشاعر وإحداث لذة التعرف.
أشارت الباحثة في مقدمة بحثها إلى راهنية الموضوع، وشددت على أهمية دراسة المتغيرات التي تطرأ على العملية الذهنية، أثناء قيام الإنسان بعملية التنميط الاجتماعي، في واقع تفرض فيه العوالم الممكنة نسقا من القوالب التوليدية الرقمية، التي تخضع لآليات حجاجية إلكترونية مستحدثة، ولفتت الانتباه إلى أن بحثها هذا يصب في خضم اهتمام أكاديمي، أولته عناية خاصة منذ مرحلة الإجازة، وسخرت له كل إمكانياتها المعرفية والأكاديمية، تقول بهذا الصدد: "فعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتنا، ولاسيما ندرة الدراساتِ والمراجعِ في الموضوع، كان وعينا الشقي يجعل منا امرأة حلم، لا امرأة وقائع، وهو الوعي نفسُه الذي يجعلُنا نؤمن بأن الفكرَ التصوريَّ الرقميَّ له معادلاتُهُ، والمطلوبُ منّا حل هذه المعادلاتِ التي تُحوِّل خطاباتِ المرأةِ إلى خطاب معياري وجودي وكوني، رغم التباس منطلقاتِه".
وقسمت الباحثة بحثها إلى ستة فصول، عنونتها كالآتي:
الفصل الأول:
تمثلات الفضاء؛ من العالم الواقعي إلى العالم الافتراضي،
الفصل الثاني:
المرايا والانزياح الإلكتروني،
الفصل الثالث:
الفاشنست والتناسخ،
الفصل الرابع:
من بناء النموذج إلى النموذج المضاد، أسلوب التنميط في برنامج "الأبله فاهيته،"
الفصل الخامس:
-صناع "روتيني اليومي" المغربي والتنميط،
الفصل السادس:
-تشاكل القالب المنمط المغربي في تطبيق "التيك توك."
وقد خرجت الباحثة بمجموعة من الخلاصات، أكدت من خلالها على أن القوالب الافتراضية تؤدي أدوارا جديدة في عوالمها، ومن هذه الأدوار:
ـــــ دور "حارس ملازم" (Garde- corps) للذاكرة الثقافية الرقمية.
ـــ دور "حارس المشاعر" (Garde- cœur).
وقد أجمع أعضاء اللجنة على الإشادة بهذا المنجز، وأثنوا على المجهود الذي بذلته الباحثة، ودعوها إلى مواصلة البحث في مجال اشتغالها هذا.
0 Comments
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.