لقاء علمي حول أهمية اللغة الإنجليزية في البحث العلمي

الإدارة مارس 02, 2023 مارس 03, 2023
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

لقاء علمي حول أهمية اللغة الإنجليزية في البحث العلمي


تغطية: محـمد عواد، أستاذ باحث، جامعة شعيب الدكالي بالجديدة

لقاء علمي حول أهمية اللغة الإنجليزية في البحث العلمي


نظم مختبر البحث في علوم اللغة والخطاب والدراسات الثقافية المنتمي لشعبة الدراسات العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، بشراكة مع الأكاديمية البريطانية، لقاء علميا تكوينيا لفائدة طلبة الدكتوراه والماستر المسجلين بالمختبر في موضوع "أهمية اللغة الإنجليزية في البحث العلمي". وقد جرت أطوار هذا اللقاء بمدرج دراسات الدكتوراه يومه الثلاثاء 28 فبراير 2023 ابتداء من الساعة التاسعة صباحا، وعرف حضورا بارزا للأساتذة والباحثين والطلبة من مختلف الشعب، بالنظر إلى القيمة العلمية لمثل هذه المواضيع وفرادتها وشحها؛ إذ قلما نجد لها مثيلا بجامعاتنا.



قُسّم اللقاء العلمي إلى ثلاثة أجزاء، خُصص الجزء الأول منها، لكلمة ترحيبية لكل من السيد نائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة الأستاذ أحمدو بويلماني، وممثلة المختبر ورئيسته السابقة الدكتورة لطيفة الأزرق، والسيد رئيس الأكاديمية البريطانية عبد الله حريم، وممثل طلبة المختبر الأستاذ الباحث منير حمدوشي الذين شددوا جميعا على الأهمية العلمية لمثل هذه اللقاءات النوعية لفائدة الطلبة والبحث العلمي عامة.

خصصت الجلسة الثانية من اللقاء لمداخلات ثلة من الأساتذة المتخصصين في البحث باللغة الإنجليزية من دول مختلفة، وهي جلسة ترأسها السيد رئيس الأكاديمية البريطانية عبد الله حريم. وقدّم خلال أطوارها الأساتذة المشاركون عصارة تجاربهم مع البحث باللغة الإنجليزية، والبداية مع دافيد أتيوود (Dafydd Attuood) من بلاد الغال الذي قدم إحصائيات عن الانتشار الكبير الذي تشهده اللغة الإنجليزية، بوصفها لغة التواصل الأولى عالميا؛ فهي اللغة الأم لحوالي خمسين وثلاثمئة مليون شخص، وهي اللغة الثانية بالنسبة إلى ما يقارب الأربعمئة مليون شخص، مؤكدا على أن حب اللغة والاجتهاد والصبر والنظرة الإيجابية لها، عناصرُ تجعلنا نتحدى كل الصعوبات التي تعيق تعلم هذه اللغة التي تهيمن على أزيد من 65% من نسبة البحوث العلمية على شبكة الإنترنيت.



ركزت المداخلة الثانية لإرفين كلومب (Ervin Klomp) من هولندا على علاقة اللغة الإنجليزية بعلم النفس وبالنجاح المقاولاتي، مشيرا إلى أن الهولنديين يتعلمون اللغة الإنجليزية في سن مبكرة، وإلى أن سر حبه لهذه اللغة هو الاستماع إلى موسيقى الراب التي كان لها دور كبير في تعلمه إياها، وإلى وظيفة التكنولوجيا والمواقع الإلكترونية مثل برنامج (Google translate) في ترجمة أبحاثه، لا سيما فيما يتعلق بالمصطلحات والمفاهيم العلمية، لكنه شدد على عدم كفاية الموسيقى والترجمة الإلكترونية؛ إذ لابد من الإلمام بقواعد اللغة وبسياقاتها المختلفة، حتى لا يضيع المعنى.

قدّم السيد تشابا بينسي توث (Csaba BenceToth ) من المجر تجربته مع تعلم اللغة الإنجليزية، بوصفه خبيرا ومستشارا اقتصاديا لبعض الجمعيات؛ إذ فرض عليه إعداده لمشروع أوروبي في مجال تخصصه التعامل بهذه اللغة وبالتالي تعلمها؛ وهو ما لم يندم عليه؛ لأنها ساعدته ومشروعَه على الانتشار بسرعة فائقة، وعند جمهور يفوق بكثير ما كان سيتحصّل لو أنه اكتفى بلغته الأم وهي الهنغارية؛ إذ ما كان ليتجاوز العشرة ملايين في أفضل الأحوال.

تحدثت المحامية الألمانية من أصول إيرانية سوزان أميني (Susan Amini) عن تجربتها الخاصة مع تعلم اللغة الإنجليزية؛ إذ فرض عليها تكليفها بمَهمة ضمن حلف الناتو داخل القاعدة العسكرية الأمريكية مقارعةَ اللغة الإنجليزية من أجل التواصل داخل القاعدة، مؤكدة أن إتقانها هذه اللغة سهّل عليها مهمة الحصول على وظائف أخرى داخل ألمانيا وخارجها، لا سيما ضمن شركة "فودافون" (Vodafone)التي ساهمت في زيادة منسوب إتقانها للإنجليزية، لتختم مداخلتها بالمغزى من سرد تجربتها؛ وهو ضرورة الانغماس اللغوي وعدم الخوف وأهمية ذلك في الاكتساب اللغوي. بينما شددت النيوزيلندية جورجيا جينينغز (Georgia jennings) على أهمية السياق في تحديد الفهم والمعنى الإجمالي للغات الأجنبية، وأن تعلم اللغات يتطلب إتقان ثلاث مهارات؛ وهي الاستماع والتحدث والكتابة باللغة موضوع التعلّم.

قدّمت التونسية سلمى بن علي (Salma Ben Ali)، وهي أستاذة مكلفة بالامتحانات داخل الجامعة البريطانية، نبذة عن بعض الامتحانات اللازم اجتيازها من أجل السفر أو العمل أو الدراسة خارج المغرب، وبعض هذه الاختبارات أصبح إلزاميا حتى بالنسبة إلى الطلبة الباحثين الراغبين في مناقشة أطروحاتهم؛ ومن بين هذه الاختبارات اختبار (IELTS)، واختبار (TOEFL)، واختبار (TOEIC). وشملت المعلومات المقدَّمة طبيعة أسئلة كل اختبار على حدة، ومدّته وعناصره وثمنه ومدة صلاحيته والجهة المشرفة عليه والفئة المستهدفة به.

تحدث أستاذ اللغة الإنجليزية الالأمريكي ماثيو ميلر (Mathew Miller) عن ضرورة مواكبة تطور اللغة الإنجليزية، التي تشهد زيادة حوالي ألف كلمة يوميا في قاموس اللغة الإنجليزية، إذا أردنا مسايرة الركب وتطور العلوم. وأشار إلى أن امتلاك خمسمائة كلمة يكفينا للتواصل الشفاهي باللغة الإنجليزية، بينما تمكننا ألف كلمة من اللغة نفسها من التعبير بواسطتها كتابيا. وأوضح المتدخل أن عدد المتحدثين بهذه اللغة عبر العالم شهد زيادة بنسبة 35%، وأن امتلاك هذه اللغة يجعل المشكل في التواصل مشكلا بالنسبة إلى الآخر الذي لا يتحدث بها، لا سيما أن التواصل يظل دائما مشكلا، ف"إذا أردنا تغيير أنفسنا وقدراتنا، فعلينا أن نبدأ الآن"؛ لأن الوقت لا ينتظر ولا يحتمل التأجيل، لافتا إلى أن اللغة الإنجليزية مكنته من السفر حول العالم مجانا وفتحت له آفاق جديدة ووظائف جيّدة، كما أضافته نسبة من أرباح الشركات التي اشتغل بها، وصلت إلى 10% أحيانا.

ثمّنت المداخلة الأخيرة التي قدّمها الأمريكي سام إدريس (Sam Idris) ما جاء في مداخلة سوزان أميني حول الانغماس اللغوي، منطلقا من تجربته بوصفه مهاجرا من أصول مصرية سودانية ومن جد مغربي إلى أمريكا، حيث كان لزاما على عائلته وعليه تعلم اللغة الإنجليزية في وسط يغيب فيه الأصدقاء والعائلة، ولا تجد فيه مساعدة من أحد في هذا المجال.

واختتمت هذه المداخلات بعرض حول أهمية استخدام برامج الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي، واتساع مجالها وقدراتها الخارقة. وقُدِّم تطبيق (ChatGPT) أنموذجا لذلك، قبل أن تُختتم هذه الجلسة بمناقشة أجاب خلالها المحاضرون عن بعض تساؤلات الحضور. وتمحورت غالبية الأسئلة والأجوبة والملاحظات حول هذه التقنيات الرقمية الجديدة بإيجابياتها وسلبياتها على البحث العلمي.

خُصص الجزء الثالث من هذا اللقاء العلمي لورش تكويني، استفاد منه طلبة الدكتوراه والماستر المنتمين إلى مختبر البحث في علوم اللغة والخطاب والدراسات الثقافية، أطَّره الأساتذة المتدخلون، وكان عبارة عن محادثة ثنائية بين أحد أساتذة الأكاديمية البريطانية وأحد الطلبة الباحثين في مرحلة أولى، ثم إنجاز اختبار كتابي حول مستوى كل طالب على حدة في مرحلة ثانية، ومناقشة ضمن مجموعات تضم أستاذا من الاكاديمية وطلبة باحثين وُزّعوا حسب نتائج الاختبارين السابقين في مرحلة أخيرة.

انتهت فعاليات هذا اليوم التكويني بكلمة ألقتها الدكتورة لطيفة الأزرق، شكرت من خلالها كل المشاركين في هذا اللقاء. وقدّمت بمشاركة الأستاذتين الدكتورة نعيمة الواجيدي والدكتورة رحمة توفيق والأستاذ الدكتور عز العرب إدريسي أزمي تذكارا خاصا بالمختبر، وورودا وشواهد تقديرية لكل المساهمين في إنجاح هذا الورش.


شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/?m=0