هل أدرنا وجهنا عن اللغة العربية..؟
بينما
وأنت منصهرا في إنشغالات الحياة ومعاركها
التى لا تنتهى ابدا، رافعا الراية البيضاء ، معلق بين السماء والأرض، تائه بين الواقع والخيال، تبدوا عليك آثار الحزن والقلق، وكل الإكراهات
التفسية ،حتي يأتيك خبر يزعزع مجريات حياتك بأكملها.
في الآونة الأخيرة، وهذا الصباح ، راجعت لائحة الحسابات التي
اتابعها على مواقع التواصل الاجتماعي،
وألغيت متابعة عدد لا بأس به من الحسابات التي لا أستفيد منها ، حتي صادفت
رسالة واردة من أحد المتابعين يقول فيها :
السلام عليكم ..! اتمنى أن تكون بخير ! إن أحد الأساتذة تحدتث عنك بالأمس.
بقيت مستغربا من كلامها، لم أحرك عضوا من أعضاء جسدى ، في تلك اللحظة روادتنى
الكثير من التساؤلات ، جاءت على شاكلة
" كيف"
"ولماذا" ؟. طلبت منها تزودى ببعض المعلومات الشخصية عن هذا
الأستاذ(ة) ، كإسمه، واين يدرس ، والمؤسسة التى يعمل فيها . فما كان جوابها أنها
قدمت لى مجموعة من المعطيات ، ثتبت هويته.
إنها أستاذتى في اللغة العربية عندما كنت في
المدرسة التأهيلية ببلدتى ، الأستاذة
"ثريا" كانت تحاول جاهدة
أن تقنعنا بأهمية العودة إلى اللغة العربية ، ومحاولة إثقانها ما أمكن ، بعد أن
كنا نتقدم خطوات متقدمة في اللغة الفرنسية توصلي وكتابة وثقافة لمدة غير يسيرة
بحكم أننا كنا ندرس في مدارس ترسخ لدينا بأن اللغة الفرنسية هي كل شيء ، ومفتاح كل
نجاح ، بل وتجد بعض الرسائل الضمنية غير مباشرة في بعض الدروس، تومئ إلى أن اللغة
العربية لا تعدو أن تكون لغة التاريخ تم تجاوزه ، ولغة شعر- الجاهلى منه خاصة - لم
يعد أحد يفهمه . بينما اللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية هما لغتا العلم والحضارة
والتقدم ، وهذا يتوسخ منذ نعومة أظفارهم. وهذه الرسائل غير مباشرة هي التي يتم
تمريرها بشكل مباشر إلى المجتمع في مراحل لاحقة من طرف هذه النخب التى تتخرج من
هذه المدارس.
مرت سنتين على جلوسي في مقاعد التأهيلي أمام
أساتذة اللغة العربية، وخاصة أستاذة ثريا
! كنت حينها متوسطا جدا لأسباب قاهرة ، ربما أسلط ضوء عليها لاحقا،لكنى كنت أتابع
بشغف مادة اللغة العربية التي كانت هذه الأستاذة تبدع في تلقينها لنا ، لأنه كانت
في كل مرة تستشهد بشعر تحفظه أو عبارة أو حكمة أو مقولة يثرى بها الدرس . كنا نحس
بأنه يدرسنا حبا في التدريس والتعليم وإيصال المعلومة تأدية للرسالة التي سطرها في
حياته...
أحفظ
العديد من الذكريات الايجابية عن هذه الأستاذة ، وأنا مدين لها بالكثير من معارفي
في اللغة العربية ، وبفضلها تكون لدي رصيد لغوي مكننى من التدوين والكتابة لسنوات
حديثة ، إلى أن حققت أحد أحلامى عندما نشرت جريدة العلم أحد مقالتى على صفحاتها
اليومية ، وبعض الأعمال التى سأعلن عنها
قريبا....!
وفي
هذا السياق ، أختم كلامى بقصة جميلة ، أوردها الباحث والمفكر عبد الوهاب المسيري
في كتابه " رحلتى الفكرية "
يقول فيها: كنت لا أنجح في الدراسة إلا في الدور الثاني، حتى وصلت للمرحلة
الثانوية فقال لى مدرس التاريخ: انت عبقري يا عبد الوهاب! فتغيرت حياتى منذ ذلك
اليوم، مع أننى لا أدرى هل إكتشفنى فعلا ام انه كان من باب التشجيع وانا صدقته،
والمهم أن النتيجة واحدة: فقد تغيرت حياتى منذ أن سمعت تلك الكلمة.....!
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.