المواكبة في الأوساط المدرسية والتكوينية والمهنية
ص
در عن مطبعة رؤى برينت بسلا، كتاب تحت عنوان: "المواكبة في الأوساط المدرسية والتكوينية والمهنية"، لمؤلفه ذ. عبد العزيز سنهجـي. ويقع هذا الكتاب في حدود 180صفحة، وهو من الحجم المتوسط 24/17، وتم تصديره من طرف الباحثة الفرنسية في علوم التربية، "مايلا بول" Maela Paul، والخبيرة في مجال المواكبة في أبعادها التربوية والنفسية والاجتماعية والمهنية...ويأتي هذا الإصدار التربوي، في سياق البحث عن المنهجيات الجديدة والمقاربات المبتكرة لمواكبة الأفراد، قصد تلبية حاجاتهم المتعاظمة وتطلعاتهم المستقبلية سواء كانوا متعلمين أو عاملين أو موظفين أو مقاولين، بحكم أن مجال اشتغال المواكبة يهتم في عمقه بتلك الحلقة الفاصلة بين الفرد ومحيطه المدرسي والتكويني والسوسيومهني، وبمساعدة الأفراد على تدبير هذه العلاقة بامتداداتها الأفقية والعمودية وبمنعطفاتها المختلفة، من أجل تحسين أدائهم وتجسيد توازنهم وتحقيق سعادتهم، خاصة في سياق مجتمعات الرقمنة والمعرفة الذكية وسيادة اللايقين والغموض المرتبط بالمستقبل.
ولأجل ذلك، يحاول هذا الكتاب أن يبسط خارطة طريق أمام الفاعلين والمختصين والمهتمين عبر إقدارهم على تملك المعرفة بمختلف أبعادها لتأطير وتوجيه ممارساتهم بشكل متبصر ومنسجم مع مختلف السياقات والرهانات، وذلك من خلال التركيز على المداخل التالية :
o مدخل الموارد النظرية: تم من خلاله تبيان عناصر السياق العالمي المؤطر للمواكبة، والوقوف على السيرورة التاريخية لتطور مفهوم المواكبة ومبررات إعمال المواكبة في مختلف الأوساط، ومتغيراتها وفلسفتها وفرضياتها ومفارقاتها...
o مدخل المعالم المنهجية والعملية: تم الوقوف في هذا المدخل على الجوانب العملية والمنهجية للمواكبة، المتجسدة في: غايات وأهداف ونماذج واستراتيجيات ومقاربات المواكبة، بالإضافة لأدوار وكفايات ومراحل وخطوات المواكبة، مع الوقوف على التدخلات والمواقف والآليات المطلوبة في المواكبة، وتوضيح كيف يمكن إعمال المسعى النسقي في مجال المواكبة إعداد وتنفيذا وتقييما.
o مدخل التجارب الميدانية: تم التطرق لمختلف التجارب والبرامج الميدانية سواء تلك التي قامت بإرسائها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في إطار برامج التربية غير النظامية أو آلية المصاحبة والتكوين بالممارسة لفائدة الأساتذة أو برامج مواكبة المشاريع الشخصية للمتعلمين ومشاريع المؤسسات التعليمية، أو تلك التي تم تنزيلها عبر بعض البرامج الخاصة بباقي القطاعات الوزارية، او بعض المؤسسات والوكالات الوطنية، من: وزارة العدل، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، الوكالة الوطنية للنهوض بالمقاولات الصغرى والمتوسطة...
o مدخل التحليل النقدي: تم من خلاله تقديم قراءة نقدية تحليلية للمواكبة في مختلف الأوساط عبر استثمار آراء المنظرين العالميين في هذا الصدد ، مع التركيز على أهم الاختلالات والإكراهات التي تعترض برامج وتجارب إرساء المواكبة في السياق المغربي.
وبهذا، نكون قد ساهمنا، ضمن فقرات هذا الإصدار، في توفير بعض عناصر إجابة عن مجموعة من الأسئلة التي تشغل بال المواكبين، من قبيل: ما المقصود بالمواكبة؟ لماذا المواكبة؟ من سنواكب؟ كيف سنواكب؟ متى سنواكب؟ أين سنواكب؟ بأي عدة أداتية سنواكب؟. إن الجواب عن هذه الأسئلة، هو الكفيل بتوجيه بوصلة المواكبة بشكل متناغم مع الخلفيات العلمية والضوابط المنهجية والاحترازات الأخلاقية، والضامن الأساس في تأطير وتقعيد ممارسة المواكبة في أوساط التربية والتكوين والعمل.
نتمنى، أن نكون ،ضمن حدود معينة، قد وفرنا مادة علمية وعملية داعمة ومحفزة لأدوار الفاعلين في المواكبة، ومهيكلة لتفكيرهم ومرشدة لممارساتهم، أملا في المساهمة في نشر السعادة وزراعة بذور الأمل في مختلف دوائر الحياة. وذلك هو القصد والمبتغى.
الرباط، أبريل 2023
ذ.عبدالعزيز سنهجي.
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.