"بلاغة الحجاج وآليات الإقناع في الأشعار الموثبات الجاهلية" موضوع أطروحة جامعية لنيل شهادة الدكتوراه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس ـ فاس
ــ متابعة نورالدين الطويليع
نوقِشَت صبيحة يوم الثلاثاء 04 يوليوز 2023، بقاعة التكوينات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس ــ فاس، التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله، نوقشت أطروحة دكتوراه في البلاغة والنقد الأدبي، تقدّم بها الطالب الباحث عبد الكريم بنعطيبة، بإشراف الدكتور الدكتور محمد مساعدي، موضوعها "بلاغة الحجاج وآليات الإقناع في الأشعار الموثبات الجاهلية".
وتكوّنت لجنة المناقشة من:
الدكتور محمد القاسمي، كلية الآداب سايس ــ فاس، رئيسا
الدكتورة نعيمة الواجيدي، كلية الآداب الجديدة، عضوة
الدكتور محمد كتوني، كلية الآداب سايس ــ فاس، عضوا
الدكتور محمد مساعدي، الكلية متعددة التخصصات تازة، مشرفا
وبعد المداولة التي تلت مناقشة مستفيضة للأطروحة، أعلن رئيس اللجنة عن قرار منح الباحث عبد الكريم بنعطيبة درجة الدكتوراه، بميزة مشرف جدا، مع توصية بالطبع.
ونظرا لقيمة الأطروحة وأهميتها، نعرض الخطوط العريضة للملخص الذي قدمه الباحث أمام أنظار اللجنة.
تحدث الباحث في مستهل كلامه عن الإطار العام لأطروحته التي سعى من خلالها إلى الكشف عن آليات الإقناع والاستراتيجيات المتصلة به في شعر الـمُوثِّبات الجاهلية، باعتباره شعرا يُوَثِّبُ القبائل والأفراد، ويدفعهم إلى القتال أخذا بالثأر، أو ردا للاعتبار، أو دفاعا عن الشرف، ويؤدي فيه الشعراء وظيفة لسان القبيلة و"الناطق الإعلامي" باسمها.
توسل الباحث بالبلاغة الجديدة من أجل رصد بلاغة الحجاج في شعر الموثبات، وتتبع آليات الإقناع التي اعتمد عليها الشعراء لتأجيج العواطف وتجييشها، واستتارة المتلقي، واستنهاض همته، بغية التأثير فيه واستدراجه إلى دائرة الاقتناع عبر استراتيجية حجاجية، تتأسس على اختيار دقيق للأساليب الحجاجية والآليات الإقناعية بمنطق انتقائي واعٍ، تحدده طبيعة المتلقي وملابسات الأحداث وظروفها.
وبما أن شعر الموثبات يستحضر المخاطَب، ويهدف بالأساس إلى التأثير فيه وإقناعه، لدفعه إلى الفعل والانخراط في المعركة، بما أن الأمر كذلك فهذا يطرح إشكالية، عبر عنها الباحث قائلا:" أأدت رغبة الشاعر في الإقناع والدفع إلى القتال، إلى انحسار الجانب الجمالي في هذا الشعر، وهيمنة الخصائص الأسلوبية التي تميز الخطابة، لعل أبرزها قلة الصور ووضوحها؟ أم زاوج الشاعر بين جماليات الشعر المعروفة، التي تتأسس على الإيقاع والتخييل والتوظيف الخاص لأساليب اللغة، فجعل الإمتاع وسيلة فعّالة للإقناع، لاسيما في القصائد المطولة التي لم يرتجلها الشعراء والشواعر، وإنما أنشدوها بعد تفكير ورويّة؟
وقد اتبع الباحث، من أجل الإجابة عن هذه الإشكالية والأسئلة المتفرعة عنها الخطوات المنهجية الآتية:
- ترتيب الموثبات وتبويبها
- تحديد سياق الموثبة والمقامات المرتبطة به
- رصد الأثر
- تحديد المـُتكلم في الخطاب
- تحديد المـُستَمَعِ
- إيقاع الموثبة
- دعوى الشاعر
- أجزاء الخطاب
- حجاجية الأساليب البلاغية
ويقع البحث، بالإضافة إلى مقدمة وخاتمة، في أربعة فصول.
- الفصل الأول، ويضم مدخلا نظريا، قدم فيه الباحث تعريفات موجزة لأهم المفاهيم الأساس الواردة في العنوان، كالحجاج والإقناع، وبعض المصطلحات المرتبطة بهما، بالإضافة إلى مبحثين نظريين، رصد الأول منها المسار التطوري للحجاج وبلاغته، منذ السوفسطائيين وأرسطو، وصولا إلى التراث العربي، وانصب الثاني على الحجاج في العصر الحديث، لاسيما عند بيرلمان وديكرو، وميشيل مايير.
- الفصل الثاني: بلاغة الحجاج وآليات الإقناع في الموثبات القومية
خصص الباحث الفصل الثاني لتحليل الموثبات ذات الطابع القومي تحليلا حجاجيا، وجعل الموثبات القومية في أربعة عناوين، ترتبط أساسا بالأحداث التي أدت إليها، وهي:
- الفصل الثالث: بلاغة الحجاج وآليات الإقناع في (الموثبات غير القومية)
خصص الباحث الفصل الثالث للموثبات التي لا تتخذ طابعا قوميا، أي بين الأفراد، أو القبائل، أو الأفراد والقبائل، وصنفها تصنيفا موضوعاتيا، بحسب طبيعة العلاقة بين الشاعر، بوصفه باثا، وبين المتلقي بوصفه مستمعا، وحصر موضوعات هذا النمط من الموثبات في الآتي:
- الفصل الرابع: بلاغة الحجاج وآليات الإقناع في موثبات شواعر العرب في الجاهلية
خصص الباحث الفصل الرابع لدراسة موثبات شواعر العرب في الجاهلية، وقدم في هذا الفصل الموثبات القومية وغير القومية في على حد سواء، نظرا لقلة عددها، مقارنة بالموثبات التي أنتجها الشعراء الرجال. ومحص في هذا الفصل الفرضيات المتعلقة بموثبات الشواعر، مقارنا بين موثبات النساء والرجال في بلاغة الحجاج.
هذا، وقد نشرت الدكتورة نعيمة الواجيدي تدوينة فيسبوكية، نوهت فيها بالجهد الذي بذله الطالب، واعتبرت أطروحته من الأطاريح النادرة التي ناقشتها،"لأن صاحبها أقدم على البحث في شعر التوثيب، وهو شعر غير مطروق، ودرسه استنادا إلى بلاغة الحجاج، فكان موفقا جدا في اختيار منهج الدراسة...، وبذل جهدا طيبا في تصنيف الموثبات".
وأرجعت الدكتورة نعيمة الواجيدي هذا التميز إلى الإشراف العلمي الجاد والجيد للأستاذ محمد مساعدي، وإلى الأصل الأكاديمي الراسخ (ماستر البلاغة وتحليل الخطاب بكلية الآداب بالجديدة) الذي كان له الفضل في تفريخ طلبة، نالوا احترام أساتذتهم المشرفين عليهم في مختلف الكليات المغربية، وهذا ما زكاه الأستاذ المشرف الدكتور محمد مساعدي الذي علق على تدوينة الأستاذة قائلا:"شكرا لجميع أعضاء هيئة التدريس والتأطير بماستر البلاغة وتحليل الخطاب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة على الجهود التي بذلوها في تكوين طلبة سفراء، شرفوا كليتهم وأساتذتهم"، واستغل الطالب الباحث عبد الكريم بنعطيبة المناسبة للاعتراف بالفضل لأصحاب الفضل، فنشر تدوينة فيسبوكية، استهلها بالتعبير عن الشكر والامتنان للأستاذ المشرف، قبل أن يستطرد قائلا:"لا يمكن أن أنسى جميع أساتذة ماستر البلاغة وتحليل الخطاب بكلية الآداب بالجديدة، وعلى رأسهم الأستاذ محمد فاوزي، والأستاذة لطيفة الأزرق، لحرصهما الشديد على تخريج دفعات من طلبة العلم. وقد كان لي شرف الانتماء إلى أول فوج في هذا الماستر العتيد، الذي بعث سفراء من الطلبة إلى شتى أنحاء البلاد، وهذا دليل على جودة التكوين فيه، وهو الأمر الذي لا يمكننا إنكاره في هذا المقام".
وقد انصبت كثير من التعليقات على توجيه الشكر والامتنان إلى الدكتورة لطيفة الأزرق التي كان لها الفضل في إنشاء ماستر البلاغة وتحليل الخطاب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، وبذلت جهودا جبارة من أجل استمراره وتجويد عرضه الأكاديمي، بكل إخلاصٍ وتَفَانٍ وإنكارٍ للذات.
نوقِشَت صبيحة يوم الثلاثاء 04 يوليوز 2023، بقاعة التكوينات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس ــ فاس، التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله، نوقشت أطروحة دكتوراه في البلاغة والنقد الأدبي، تقدّم بها الطالب الباحث عبد الكريم بنعطيبة، بإشراف الدكتور الدكتور محمد مساعدي، موضوعها "بلاغة الحجاج وآليات الإقناع في الأشعار الموثبات الجاهلية".
وتكوّنت لجنة المناقشة من:
الدكتور محمد القاسمي، كلية الآداب سايس ــ فاس، رئيسا
الدكتورة نعيمة الواجيدي، كلية الآداب الجديدة، عضوة
الدكتور محمد كتوني، كلية الآداب سايس ــ فاس، عضوا
الدكتور محمد مساعدي، الكلية متعددة التخصصات تازة، مشرفا
وبعد المداولة التي تلت مناقشة مستفيضة للأطروحة، أعلن رئيس اللجنة عن قرار منح الباحث عبد الكريم بنعطيبة درجة الدكتوراه، بميزة مشرف جدا، مع توصية بالطبع.
ونظرا لقيمة الأطروحة وأهميتها، نعرض الخطوط العريضة للملخص الذي قدمه الباحث أمام أنظار اللجنة.
تحدث الباحث في مستهل كلامه عن الإطار العام لأطروحته التي سعى من خلالها إلى الكشف عن آليات الإقناع والاستراتيجيات المتصلة به في شعر الـمُوثِّبات الجاهلية، باعتباره شعرا يُوَثِّبُ القبائل والأفراد، ويدفعهم إلى القتال أخذا بالثأر، أو ردا للاعتبار، أو دفاعا عن الشرف، ويؤدي فيه الشعراء وظيفة لسان القبيلة و"الناطق الإعلامي" باسمها.
توسل الباحث بالبلاغة الجديدة من أجل رصد بلاغة الحجاج في شعر الموثبات، وتتبع آليات الإقناع التي اعتمد عليها الشعراء لتأجيج العواطف وتجييشها، واستتارة المتلقي، واستنهاض همته، بغية التأثير فيه واستدراجه إلى دائرة الاقتناع عبر استراتيجية حجاجية، تتأسس على اختيار دقيق للأساليب الحجاجية والآليات الإقناعية بمنطق انتقائي واعٍ، تحدده طبيعة المتلقي وملابسات الأحداث وظروفها.
وبما أن شعر الموثبات يستحضر المخاطَب، ويهدف بالأساس إلى التأثير فيه وإقناعه، لدفعه إلى الفعل والانخراط في المعركة، بما أن الأمر كذلك فهذا يطرح إشكالية، عبر عنها الباحث قائلا:" أأدت رغبة الشاعر في الإقناع والدفع إلى القتال، إلى انحسار الجانب الجمالي في هذا الشعر، وهيمنة الخصائص الأسلوبية التي تميز الخطابة، لعل أبرزها قلة الصور ووضوحها؟ أم زاوج الشاعر بين جماليات الشعر المعروفة، التي تتأسس على الإيقاع والتخييل والتوظيف الخاص لأساليب اللغة، فجعل الإمتاع وسيلة فعّالة للإقناع، لاسيما في القصائد المطولة التي لم يرتجلها الشعراء والشواعر، وإنما أنشدوها بعد تفكير ورويّة؟
وقد اتبع الباحث، من أجل الإجابة عن هذه الإشكالية والأسئلة المتفرعة عنها الخطوات المنهجية الآتية:
- ترتيب الموثبات وتبويبها
- تحديد سياق الموثبة والمقامات المرتبطة به
- رصد الأثر
- تحديد المـُتكلم في الخطاب
- تحديد المـُستَمَعِ
- إيقاع الموثبة
- دعوى الشاعر
- أجزاء الخطاب
- حجاجية الأساليب البلاغية
ويقع البحث، بالإضافة إلى مقدمة وخاتمة، في أربعة فصول.
- الفصل الأول، ويضم مدخلا نظريا، قدم فيه الباحث تعريفات موجزة لأهم المفاهيم الأساس الواردة في العنوان، كالحجاج والإقناع، وبعض المصطلحات المرتبطة بهما، بالإضافة إلى مبحثين نظريين، رصد الأول منها المسار التطوري للحجاج وبلاغته، منذ السوفسطائيين وأرسطو، وصولا إلى التراث العربي، وانصب الثاني على الحجاج في العصر الحديث، لاسيما عند بيرلمان وديكرو، وميشيل مايير.
- الفصل الثاني: بلاغة الحجاج وآليات الإقناع في الموثبات القومية
خصص الباحث الفصل الثاني لتحليل الموثبات ذات الطابع القومي تحليلا حجاجيا، وجعل الموثبات القومية في أربعة عناوين، ترتبط أساسا بالأحداث التي أدت إليها، وهي:
- موثبات يوم ذي قار بين العرب والفرس
- موثبات حرب الفرس وإياد
- موثبات حرب اليمن أو يوم خزاز
- موثبات يوم عام الفيل: العرب والأحباش
- الفصل الثالث: بلاغة الحجاج وآليات الإقناع في (الموثبات غير القومية)
خصص الباحث الفصل الثالث للموثبات التي لا تتخذ طابعا قوميا، أي بين الأفراد، أو القبائل، أو الأفراد والقبائل، وصنفها تصنيفا موضوعاتيا، بحسب طبيعة العلاقة بين الشاعر، بوصفه باثا، وبين المتلقي بوصفه مستمعا، وحصر موضوعات هذا النمط من الموثبات في الآتي:
- توثيب الأقارب لبعضهم: وقد اعتمد الباحث هنا على علاقات الأخوة، أو البنوة، أو الجوار...
- توثيب الملوك المشهورين؛
- توثيب الفارين من المعارك؛
- توثيب معتزلي الحروب؛
- توثيب القائد لجيشه ساعة المعركة؛
- موثبة المقتول والمعذور قبيل مقتلهما؛
- التوثيب على الثورة على ملك؛
- الموثبات المتعلقة بالدية؛
- موثبات الصعاليك
- التوثيب من أجل إقامة حلف أو تفعيله؛
- الموثبات المنذرات.
- الفصل الرابع: بلاغة الحجاج وآليات الإقناع في موثبات شواعر العرب في الجاهلية
خصص الباحث الفصل الرابع لدراسة موثبات شواعر العرب في الجاهلية، وقدم في هذا الفصل الموثبات القومية وغير القومية في على حد سواء، نظرا لقلة عددها، مقارنة بالموثبات التي أنتجها الشعراء الرجال. ومحص في هذا الفصل الفرضيات المتعلقة بموثبات الشواعر، مقارنا بين موثبات النساء والرجال في بلاغة الحجاج.
هذا، وقد نشرت الدكتورة نعيمة الواجيدي تدوينة فيسبوكية، نوهت فيها بالجهد الذي بذله الطالب، واعتبرت أطروحته من الأطاريح النادرة التي ناقشتها،"لأن صاحبها أقدم على البحث في شعر التوثيب، وهو شعر غير مطروق، ودرسه استنادا إلى بلاغة الحجاج، فكان موفقا جدا في اختيار منهج الدراسة...، وبذل جهدا طيبا في تصنيف الموثبات".
وأرجعت الدكتورة نعيمة الواجيدي هذا التميز إلى الإشراف العلمي الجاد والجيد للأستاذ محمد مساعدي، وإلى الأصل الأكاديمي الراسخ (ماستر البلاغة وتحليل الخطاب بكلية الآداب بالجديدة) الذي كان له الفضل في تفريخ طلبة، نالوا احترام أساتذتهم المشرفين عليهم في مختلف الكليات المغربية، وهذا ما زكاه الأستاذ المشرف الدكتور محمد مساعدي الذي علق على تدوينة الأستاذة قائلا:"شكرا لجميع أعضاء هيئة التدريس والتأطير بماستر البلاغة وتحليل الخطاب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة على الجهود التي بذلوها في تكوين طلبة سفراء، شرفوا كليتهم وأساتذتهم"، واستغل الطالب الباحث عبد الكريم بنعطيبة المناسبة للاعتراف بالفضل لأصحاب الفضل، فنشر تدوينة فيسبوكية، استهلها بالتعبير عن الشكر والامتنان للأستاذ المشرف، قبل أن يستطرد قائلا:"لا يمكن أن أنسى جميع أساتذة ماستر البلاغة وتحليل الخطاب بكلية الآداب بالجديدة، وعلى رأسهم الأستاذ محمد فاوزي، والأستاذة لطيفة الأزرق، لحرصهما الشديد على تخريج دفعات من طلبة العلم. وقد كان لي شرف الانتماء إلى أول فوج في هذا الماستر العتيد، الذي بعث سفراء من الطلبة إلى شتى أنحاء البلاد، وهذا دليل على جودة التكوين فيه، وهو الأمر الذي لا يمكننا إنكاره في هذا المقام".
وقد انصبت كثير من التعليقات على توجيه الشكر والامتنان إلى الدكتورة لطيفة الأزرق التي كان لها الفضل في إنشاء ماستر البلاغة وتحليل الخطاب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، وبذلت جهودا جبارة من أجل استمراره وتجويد عرضه الأكاديمي، بكل إخلاصٍ وتَفَانٍ وإنكارٍ للذات.
0 Comments
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.