قل لي لماذا؟ هذا ... يا...
ذ الحسين بايزو
"حراك"
من نوع خاص في فئات نساء ورجال التعليم، تسبق التصديق على النظام الأساسي الخاص
بموظفي وزارة التربية الوطنية والرياضة والتعليم الأولي، الذي سيصدر قريبا. فللنظر
من الأعالي لهذا "الحراك" بين الماضي والحاضر .
أساتذة التعليم الثانوي الأتأهيلي
في ثمانينيات القرن الماضي وبداية التسعينيات،
تلجأ الدولة في سد الخصاص إلى التعيين المباشر تحت مسمى " الخدمة
المدنية" لمدة سنتين وفي الغالب يحتفظ به مدرسا في إحدى المسالك، منهم من اشتغل
في التعليم الإبتدائي ومنهم من درس في الثانوي الإعدادي وآخرين في الثانوي
التأهيلي. ويبقى للمفتش التربوي مسؤولية تأهيله وتكوينه ، والملاحظ أن هذه الفئة
وجدت ترحيبا من الأساتذة المسلكيين ومساعدة خاصة في تهييء للجذاذات و مناقشة لمضامين
المقرر وتسليم الوثائق الموجودة لديهم وكيفية استعمال الأدوات الديداكتية
المتوفرة...
بعد
نضال طويل لهذه الفئة ( المكلفون بالخدمة المدنية) ، تمكنوا من انتزاع قرارات
الترسيم مع تعويض مادي وإداري بأثر رجعي وذلك زمن حكومة التناوب، فاستفاد كل من
يعمل في الثانوي الإعدادي أو في الثانوي التأهيلي بترسيمه أستاذا للتعليم الثانوي
التأهيلي، ومنهم من انتقل في السنة الموالية من المدرسين في الإعدادي إلى التدريس
في الثانوي التأهيلي أو في الإدارة التربوية (ناظر أو حارس عام)، فوجدوا ترحابا من
زملائهم "المسلكيين" فساعدوهم بما استطاعوا، لم تأخذ العزة
"المسلكيين" ولا الكبرياء ولا الحسد أن يقولوا "لايحق لأحد أن يكون
أستاذا للثانوي إلا من تخرج من المدرسة العليا للأساتذة وله ديبلوم"
والنقابات كانت أول من رحب بهذا القرار ، لأنه منصف ولا يضر أحدا.
المفتشون المسلكيون والإسناديون
اجتهد المفتشون التربويون آنئذ في دمج هؤلاء
الأساتذة وتكوينهم، المفتشون التربويون خريجو مركز تكوين المفتشين وغيرهم ممن أسند
إليهم مهمة التفتيش دون التمييز بين "المسلكيين" و "الإسناديين".
ولقد لوحظ أن المفتشين، المسلكيون منهم والإسناديون، يعملون في تناغم وتكامل خاصة
عندما يكون التكوين جماعي ، بل و برز من بين المفتشين الذين ذكروا لي ، اثنان من
الإسناديين أحدهم خبير في كل ماهو إداري، وكثيرا ما ينتظره أساتذة الخدمة المدنية
ليطلعهم على مستجدات ملفهم ومطالبهم قبل ترسيمهم، وآخر خبير في المجال التربوي و
غالبا ما يقدمه المفتشون في الدورات التكوينية الجماعية لتقديم العروض وللإجابة
على الأسئلة الشائكة، رحم الله الميت منهم وبارك في عمر وعمل الأحياء منهم ،
المتقاعدون منهم وغير ذلك.
لم
نسمع أي نقابة تشتكي أو تميز بين مفتش متخرج في مركز تكوين المفتشين وآخر تم
تكليفه في البداية مرشدا ثم مفتشا تربويا(ولقد أخبرت من عدة أساتذة أنه خلال سنتهم الأولى في التدريس زارهم مرشدون
تربويون وهم أستاذه للمادة لهم أقدمية اعتبارية ، مرتين في سنة واحدة، وعلى تقاريرهم
اعتمد المفتشون لإقرارهم و ترسيميهم بعد زيارة واحدة، وكان ذلك في مطلع
التسعينيات )، أو مفتشا في التوجيه والتخطيط، إلا بعد ولوج بعض خريجي مركز التوجيه
والتخطيط إلى نقابات ، فأخذهم ما أخذهم ، وعملوا ويعملون من أجل إبراز الفرق بين
المفتشين المسلكيين والمفتشين الإسناديين في التوجيه والتخطيط، واستصدروا بيانات
من نقاباتهم تحمل عبارات استكبارية
واستعلائية فاصطفوا مع الإدارة ضد الموظف، بأنه "لايحق ولن نسمح أن يوصف أحد بالمفتش إلا نحن ولا يحق لأحد أن
يتصدر للتأطير أو التكوين إلا نحن" وماهم إلا قلة قليلة ، دكتاتورية الأقلية،
غرهم في ذلك أن بعضم كلف بمسؤوليات فظنوا أنهم منظرون وخبراء، نسوا أو تناسوا بانه
ماهي إلا أياما معدودة فيقال له "لقد استغني عنك في منصبك يا مسكين، ثم في الوظيفة العمومية بعد ذلك ،ويبقى
خزي ما جنيت على الأجيال القادمة يطاردك في حياتك ومماتك".
لنسائل المفتشين ونقاباتهم، لماذا لم تطلبوا
بفتح مركز التفتيش لأساتذة التعليم الإعدادي ،وقد تم إقرارة في النظام الأساسي
الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية
الصادر في فبراير 2003 ، في الباب الأول مكرر ، ألا يوجد خصاص في هذه
الفئة، فلا يوجد إلى الآن مفتش واحد في
السلك الثانوي الإعدادي في عديد من التخصصات ( علوم الحياة والأرض ـ العلوم
الفزيائية- الاجتماعيات – الرياضيات – التربية الإسلامية...) لماذا لم تميزوا بين
مفتش بالمسلك ومفتش بالإسناد إلا بعد انخراط بعض مفتشي التوجيه أو التخطيط في تلك
النقابة؟
الإداريون المسلكيون والإسناديون:
دأبت الإدارة منذ أمد بعيد على تكليف
المدرسين حسب سلكهم بالإدارة التربوية مديرين وحراس ونظار ومديري الدراسات، ثم
اهتدت بعد ذلك أن تفتح مسلكا لتكوين المتصرفين التربويين. جزء من تكوينهم يتم
ميدانيا على شكل تداريب ميدانية عند الأساتذة الذين أسندت لهم الإدارة منذ مدة
(منهم من عمل إداريا أكثر من عشرين سنة) ،يتم تعيينهم بعد ذلك مديرين وحراس
عامين.. ناضل الإداريون القدامى بالإسناد لتحسين وضعيتهم فاقترحت الوزارة دمجهم
كمتصرفين تربويين ، فشرطت شروطا وتكوينات فقبلوا، والعجب العجاب انتفض المتصرفون "المسلكيون"
وطلبوا من الوزارة أن تتوقف عن تسمية الإداريين الذين أطروهم لمدد مختلفة
"متصرفين"، فأخذهم ماأخذهم فأخرجوا بيانات حسب تنسيقياتهم "أن لايحق
لأحد أن يوسم بصفة المتصرف التربوي إلا خريجي مسلك الإدارة التربوية" وأنهم
هم وحدهم من يتقن التسيير الإداري ولا ينبغي أن تسند المسؤوليات الإدارية إلا لهم
... استعلاء واستكبار.
في
السنة ما قبل الماضية، ونظرا للخصاص في الأطر الإدارية ،مدير بالإسناد ، تكفل
بتسيير ثلاث مجموعات مدارس ، ولتيسير الأمر وضعت المديرية الإقليمية تحت إشرافه متدربين من المسلكيين واحد في كل
مجموعة مدارس ليكتسب الخبرة (تحت إشراف المدير الإسنادي)، يعلمهما ويوجههما، وبعد انقضاء السنة، وبعد تعيين المديرين
المسلكيين باتا يناضلان أن لايحق للمشرف عليهما لسنة كاملة أن يستفيد ويوسم بالمتصرف التربوي !
ياأيها المسلكيون من مفتشي التوجيه والتخطيط
ومتصرفون تربويون عودوا إلى رشدكم ، لا تأخذكم العزة بالإثم فتستكبروا، انظروا
بعين البصيرة ودعوا عنكم الحقد ، إن النضال غايته تحسين ظروف عمل الموظف الإدارية
والمادية ولا يليق بكم أن تجد فيكم الإدارة سندا لتقصي البعض وتحرمهم من مزايا
لاتضركم ولاتنفعكم فما هي إلا لحظات، ويسجل عليكم تاريخيا سلبيات عملكم هذا في
الوقوف ضد مصالح غيركم ، أشخاصا وجماعات.
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.