التوجيه والتخطيط: بساطة الحل ومشروعية المطلب الأساس
يعد ملف
المستشارين في التوجيه والتخطيط التربوي من الملفات الفئوية العالقة التي عمرت
طويلا، دون أي انفراج يذكر، خاصة بعد صدور المرسوم رقم 2.23.819 بشأن
النظام الأساسي الخاص بموظفي قطاع التربية الوطنية بالجريدة الرسمية عدد 7237 (09 أكتوبر
2023)، رغم بساطة الحل ومشروعية المطلب الأساس، المتمثل في تغيير الإطار من
مستشار إلى مفتش كما هو معمول به سابقا؛ أي قبل 2004.
تتجلى بساطة حل ملف هذه الفئة
المظلومة تاريخيا، لمدة تقارب عقدين من الزمن، في كونه لن يكلف الوزارة شيئا من
الناحية المالية، أولا، نظرا لقلة عدد المستشارين في التوجيه والتخطيط التربوي. ثانيا،
نظرا لكون أغلب المستشارين مصنفون في الدرجة الأولى والدرجة الممتازة أصلا.
وثالثا، لأن الوزارة الوصية تستفيد أصلا من التكوين الجيد والخبرات التي راكمتها
هذه الفئة، والدليل على ذلك انخراطها الفعال وجودة تدخلاتها التأطيرية والإعلامية
و الإرشادية والتخطيطية والاستشرافية والتواصلية والتدبيرية في كل الاستحقاقات
التربوية والمحطات الإصلاحية التي تعرفها المنظومة التعليمية الوطنية.
وبخصوص مشروعية مطلب تغيير
الإطار من مستشار إلى مفتش، فهو أساسا ليس مطلبا جديدا ومستجدا، بل هو حق تم
الإجهاز عليه، ببشاعة، وفق النظامين الأساسين المشؤومين 2003 و2023. لذلك، فمن
الضروري إذن إصلاح خطأ حرمان أفواج كثيرة من المستشارين من حقها المشروع، وذلك
باسترجاع تغيير الإطار إلى مفتش في التوجيه التربوي أو التخطيط التربوي. كما أن
المستشارين في التوجيه والتخطيط التربوي يخضعون لتكوينين اثنين (تكوين أساس كأستاذ
+ تكوين وطني لمدة سنتين كمستشار بشروط ومعايير هي الأعلى ضمن المنظومة التربوية
الوطنية)، وهي نفس المدة تقضيها فئات أخرى للتخرج بإطار مفتش. فهل المستشار في
التوجيه والتخطيط التربوي هو الإطار الوحيد، ضمن المنظومة التربوية كلها، الذي يجب
عليه أن يكون ضحية حالة "الاستثناء التكويني" غير المحفز وغير المجد،
وذلك بإخضاعه لثلاثة تكوينات، ثالثها اجترار غير ذي جدوى للثانية، لولج إطار مفتش؟
"(...) نتبادل ألغاما نظنها رسائل شفاء،
نتبادل
نظرات زائفة
سرعان
ما تذوب فتصير حقدا.
حتى
الشتاء المدجج بالوجل،
لم
يعد يقوى على العودة!
فلم
العودة؟
فالأرض
مازالت مسكونة
بأحاسيس
متوحشة" (1)
***
"(...) قبل أن تقتلني،
اعزف على
مسامعي ببطء:
كيف سينهض
الوطن
دوني ودونك؛
نحن حافاته
المنبوذة،
وهوامشه
المتناحرة؟
لا
تقتلني إذن!
إن قتلتني،
فأنا وأنت
سنتداعى،
ويحزن الوطن،
و سأرافق
أحلامي إلى اللحد،
و ستسترق أنت
في الحياة،
في كل عصر،
وعلى كل أرض
(...)" (2)
(1) مقتطف من "الشتاء
الأسود". حمزة الشافعي (تنغير-المغرب). ديوان "خواطر الربيع"،
2013-غير منشور.
(2) مقتطف من "لا تقتلني". حمزة
الشافعي (تنغير-المغرب). صحيفة المثقف. سيدني-أستراليا. (https://www.almothaqaf.com/nesos-2/910491-2016-10-09-11-44-13)
حمزة الشافعي
0 Kommentare
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.