الموسم الدراسي 2022-2023 : مشروع مؤسسة الريادة (التحفيز المادي والاعتمادات المالية)
المفتش التربوي محمد فصيح
هل تغيرت الخطة من مشاريع بصفر درهم للمنفذ الحقيقي أم مشاريع يلزم تخصيص اعتمادات مالية لهذا العنصر الفاعل ؟ هل المشاريع السابقة والتي لم ينل منها الأستاذ فلسا واحدا بينما نال الخبراء نصيبهم غير فعالة في ظل غياب تام للتحفيز المادي لإنجاح هذه المشاريع والتي يتم تجريبها لإنجاح قسري لها ؟ هل الاعتمادات المرصودة لمشروع مؤسسة الريادة فعلا متوفرة ؟
لا محالة الأيام المقبلة ستجيبنا عن الأسئلة في ظل انعدام الثقة بين الفاعل الأساس في المنظومة التربوية -الأستاذ- والفاعل المركزي ولو أن الفاعل المركزي في نظري هو الأستاذ.
علاقة انعدام الثقة ليست وليدة اليوم بل هي ثمرة قرارات تقسيمية وتقزيمية للدور الفاعل للأستاذ وكان الفاعل المركزي سابقا يسري بالقاعدة المديرية التي عايشناها سابقا ومازالت سارية المفعول عند البعض "فرق تسد".
مشروع يحمل في طياته حمولة لغوية تربوية وديداكتيكية وردية جميلة، تعابير بيداغوجية جذابة تغري وتجذب السامع والناظر، مشروع طموح كما هي المشاريع السابقة خاصة وأن هذا المشروع هو مشروع مشاريع أي أن المشاريع السابقة ستجمع في مشروع واحد :
1- طارل : المقاربة الهندية.
2- الأستاذ المتخصص
3- الممارسات الصفية الجيدة
4- الجودة
المقاربة الهندية تحدثت عنها سابقا ، الأستاذ المتخصص يجب أن تطال كذلك أستاذ العربية ولا تتوقف عند أستاذ اللغة الفرنسية وأن يتم التخصص في الرياضيات لوحدها لما لهذا المكون من أهمية، الممارسات الصفية الجيدة والجودة يصعب تقييمهما لأن إحداث الأثر على المتعلمين هدف يمكن بلوغه بأكثر من طريقة وبأكثر من وسيلة وما هو المعيار المناسب لتقييم الجودة غير موجود لأن مفهوم الجودة في حد ذاته يعرف تناحرا نظريا كبيرا فهناك من يرى ممارسة جيدة ويراها الآخر غير جيدة من منظوره الخاص.
هل حقا هناك اعتمادات مالية حقيقة لجعل كل المؤسسات ذات ريادة أم أننا سنرى مستقبلا مؤسسات ريادة ومؤسسات غير ريادية؟ هل هذه الاعتمادات فعليا ستوجه النسبة الأكبر منها للأستاذ أم أنها ستعرف تناقصا أسيا exponentielle قبل وصولها للفاعل الحقيقي ؟ هل هذه الاعتمادات ستكون ورقة للمشاركة وإنجاح المشروع قبل مجيء مسؤولين سياسيين آخرين ؟
كلها تساؤلات وتخوفات وتوجسات في ظل انعدام الثقة التي تعرفها المنظومة التربوية.
0 Comments
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.