على طاولة نقابة التعليم!
عبدالله أطويل
انتهى
الموسم الدراسي على أنغام سمفونية وزارية بنسب نجاح مرتفعة خصوصا في
مستويات البكالوريا بين دورتيه. مما يؤكد إلى حد من الحدود أن الموسم الذي
انطلق بالاحتقان والاضرابات انتهى بالنجاح والعهدة على بلاغات وزارة وزير
الداخلية السابق.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فلكل نجاح
رجالاته ولكل إنجاز مهندسوه وجنوده، من كان يظن أن ان هذا الموسم الدراسي
سيورد هذا المورد بعد ثلاث أشهر ونيف من الاحتقان، شئنا ام أبينا لم يكن من
الممكن ذلك لولا التفاوض المؤسساتي والترافع النقابي مع أجهزة الدولة ولعل
ذلك كان واضحا من خلال جلسات الحوار الماراطونية بين ممثلي الوزارة
والتآلف النقابي بقيادة الجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت يافطة
الاتحاد المغربي للشغل.
وحتى
نرد على الذي كان بالامس القريب يدون في صفحاته على الفيسبوك والتويتر
والانستغرام أن النقابة لا تمثله، وحتى نعطي في مقالنا هذا لزيد ما لزيد
ولعمر ما لعمر، من منطلق إيماننا الراسخ بثقافة الإعتراف، فلا بأس أن
نستحضر دور المؤسسات النقابية من خلال تدخلات الجامعة الوطنية للتعليم
"UMT" باعتبارها أكبر نقابة متربعة على عرش انتخابات اللجان الثنائية، فلا
ننسى الطريقة الديمقراطية التي على ضوءها اشتغل مكتبها المديري طيلة أشواط
ومراسيم الحوار والأمر يبدوا واضحا من خلال عقد مجلسين وطنيين في سنة
واحدة، كان من خلالها تدبير النقابة من قواعدها قبل قياداتها، والعمل على
مبدأ الشفافية من المنخرطين والتابعين من خلال تقاسم كل نتيجة حوار جزئي مع
كل رجل تعليم من أقاصي البلاد إلى أذانيها.
ففي وقت
رفضت فيه الشغيلة التعليمية نظام الوزارة الجديد وقبل غليان الشارع سجل
التاريخ النقابي في صفحاته أن الجامعة الوطنية للتعليم الاتحاد المغربي
للشغل كانت أول نقابة تعلن رفض هذا النظام وضربت موعد مع الوزارة في
الشوارع، ثم تلى الأمر رفض ورفوض وجمع وجموع من باقي النقابات كما أننا
سجلنا أن قوه العمل النقابي تتجلى في الاتحاد، وليس التفرقة والتبلقن، ولعل
نقابة "اليومتي" كانت في كل شعاراتها تتشبت بالوحدة والتنسيق النقابي
وتجلى ذلك في قيادة هذه النقابات للتنسيق النقابي، في محطته الرباعية
والخماسية والسداسية، نتذكر كيف ترافع الكاتب الوطني لهذه النقابة داخل قبة
البرلمان بصفته عضو فريق الاتحاد المغربي للشغل بمجلس المستشارين، حيث
تصدى لمغالطة من وزير الوزارة منبها إلى خطأ الوزارة حين تبنت المقاربة
الاحادية وغيبت المقاربة التشاركية إبان صياغة ذلك النظام الأساسي الموصوف
بالمشؤوم.
من زاوية ايماننا بالاعتراف وهي الثقافة
التي دفعتنا لخط خطوط هذا المقال، نستحضر قيادة تعاضدية التعليم، وتطوراتها
الخدماتية والمؤسساتية في إشارة واضحة لإستفادة هذا المرفق من الحكامة
القيادية مستفيدة من مدرسة هذه المؤسسة النقابية في التسيير والتدبير.
يقال
أن لكل نجاح أعداؤه، وفي رواية أخرى هداموه، لكن الأمجاد تبنى بسواعد
الرجال، فرغم تربص المتربصين وكيد الكائدين أبت نقابة الجامعة الوطنية
للتعليم إلا أن تسير على طريق النجاح فقبل أسابيع، بعث هذا الصرح النقابي
برسالة مشفرة من خلال المؤتمر الوطني الأخير اتضح منها النوايا عبر الدفع
بالشباب نحو كتيبة القيادة ، بانتخاب شباب ضمن المكتب المديري واحترام كوطا
القاعدة النسوية في إشارة واضحة للعمل المؤسساتي.
كلامنا
هذا ضمن مقالنا هذا ليس كلام ليل يمحوه نهار، أو رمي بفائض القول على
العواهن، بل هو نتيجة لوغاريتمية لأرقام رياضية وإحصاءات رسمية تنهض دليلا
قاطعا وبرهانا ساطعا لا يتجاهلهما إلا حاقد أو جاحد، صحيح أن العمل النقابي
بالمغرب يحتاج لعمل مضني وشقة شاقة في ظل توحش الأنظمة الرأسمالية. لكننا
لابد أن نستحضر ما تحقق كعرفان، ثم ننتقد، زمن النقد بنقد بناء. بمعنى أدق
أن تبني أحكامك ومواقفك على ما تراه وما تصل إليه من نتائج ديكارتية، غير
هذا ستكون كذلك الأعمى الذي ظل يتحسس الفيل وسماه من بعض أطرافه لا بما هو
عليه في ضوء النهار، والحكم بما ليس تحت الشمس عماء بل فقدان ليس للبصر فقط
وإنما للبصيرة والتعقل.
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.