مقامة أحبك وجعي...

الإدارة فبراير 25, 2018 فبراير 25, 2018
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

مقامة أحبك وجعي... 

مقامة أحبك وجعي...
ذ.محسن الأكرمين

هي أولى تجربة كتابة بلون اخر من الحكي " شبيه باسلوب المقامة" ...
حدثنا شيخ الحاضرة الإسماعيلية وقال، حين تاهت الأنفس حنقا بمكناس، واقتعد القوم المدينة جلوس الغرباء، وطوحت بهم علبة تصبير التنمية بمكناس تطويح الحائم. طفقت أجوب طرقات المدينة مثل الهائم التائه، كل لمحاتي تمسح مسارح تاريخ مدينة النسيان، حينذاك دنوت اقترابا من فسحة الهديم، وجدت عشاق الحلقة قد أخذوا أمكنتهم. فدلفت بالقدمين إليها خاوي وفاض الحكمة، لأقتبس من فوائده الراوي فضيلة، وألتقط من بين الكلام ما يحل عقدة المدينة. 

فسمعته يقول حين ساد صمت المكان، وتناوبت كلمات الحكي ركوب حلق الراوي بالتدفق الإبداعي، و سلب إرادة رفقة الدائرة برنة تلون الخطاب، وتستنفر سد الأفواه. قال حين ،شد الراوي كل أفكار الحضور بالقبض والسلب، وطوح بالعقول في مستنقع التخيلات والتكهنات، اليوم ستحضر الأزلية وسيف ذو يزان...، لكن من خلف الحلقة، لاحت بحة شيخ لا نرى منه إلا بياض ما تبقى من نائبات الزمان. قال الشيخ، احك يا راوي عن ليلى و قيس، والشيخ الكامل، وعن بنت السلطان، ووجع الحب الآتي مع نسمة نوارة...ووجه عروس.
ابتسم الراوي، حين دق الشيخ على الوتر الرنان. قال، كان يا مكان في قديم الزمان بلا حرس، ولا خيل، ولا سيوف خرجت بنت السلطان، متخفية في لون ثوب نوارة ، سلكت دربا من قصب خيزران متشابك القبلات، حتى أظلمت لمته بالعناق، وفزع المرافق عن حياة بنت السلطان، حينها أنشدت: صوتك يسري...تحت جسدي...وشوشات خيال...طعم ضمٌة من نور...زرعتها...في كف الشمس...أنبتت...زهرة عشق...
قال الراوي حين فرح الماء برجلي بنت السلطان مشيا فوقه بلا صرح بلقيس الممرد، طارت الحمامة وحررت المكان من الأعين المتلصصة السارقة لمفاتن ما ظهر من كشف ساق بنت السلطان، فإذا النهر زاد تدفقا وماء، وشجرة التوت انحت بثمارها حلاوة، ورقصت بين أيدي بنت السلطان إجلالا للجمال.
أوقفت كلمات شيخ جليس سحر المكان، وهو قاب قوسين من منبع العيون، شيخ شيبه زاد طولا من ملتحي حلقة النداء بياضا ، وتطلعت الحمامة لسماع سر بنت السلطان، حين استبدلت وقوف الغصن بالقرب.
قال الشيخ، لا بأس عليك ، ارفعي الخمار، واقتربي دنوا بأمان . قالت احملني على القعود فوق حرير من صنع بلاد الهند ، وأحضر لي خدم الروابي لسقي رفقة الحسن في جنة وجه العروس، قال الشيخ لك ذلك، ولنا سمع مواجع الحب بالحكي.
حين سال الحديث تقدما، وفاض حكيا منفتحا. تبسمت بنت السلطان، وحكت بالقلب الموجوع، عن ما خاطبته " أحبك وجعي" ، تبسم الشيخ وفتح القوس للكلام المباح ، ماذا حدث؟...سالت دمعة بنت السلطان واختلطت بواد ويسلان، واشتدت حرارة الكلام،عن سوء القصد وشد حبل الابتعاد، وعن زهد أمل الحب. قال شيخ و ما القول في البعد والابتعاد، قالت بنت السلطان، والفرحة تسكن نوارة الخد، سيأتي يوم قريب سنعيد تيار الحب الجارف ولن يستطيع "أحب وجعي" عن ظلمي، ولا ارتداد طرف عينيه عن عيوني...

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/