-الإصلاحات
بمنظومة التربية والتكوين
تقويم
اولي
اعداد
الطالبة الادارية بشرى قنوش
***تقديم
تعرف المنظومة التعليمية في المغرب
الآونة الأخيرة مجموعة من التحولات السريعة والنقاشات الساخنة ،وهي النقاشات التي ترجمت إلى مجموعة من البرامج ثم ادراجها في مشاريع الإصلاح .
هذه المشاريع بجميعها راهنت والحت
على ضرورة الاسراع و التغيير في منتوج المدرسة
المغربية حتى تواكب المدرسة المغربية التحولات السريعة التي يعرفها ويشهدها العالم اليوم في مختلف المجالات والقطاعات خاصة قطاع المعرفة.
ذلك ان منتوج المدرسة
المغربية اليوم وبشهادة الكثير لم يعد مسايرا للتحولات العلمية التي يشهدها
العالم في مختلف القطاعات والمجلات المعرفية ...
فالمدرسة المغربية لم تعد تستجيب لحاجيات المتعلم في تحصيل واكتساب المعارف التي
يحتاجها سوق الشغل..
من هنا فان اعادة النظر في العرض التربوي في جميع مستوياته
من شانه ان يجعل التعليم مستجيبا ومسايرا لتحولات العصر ويجعل
المتعلم حاضرا ومتفاعلا مع مجتمع المعرفة ...
وجاء هذا النقاش حول منتوج المدرسة المغربية بفضل النتائج والتقارير الوطنية والدولية التي قدمت
صورة قاتمة عن المنظومة التعليمية في
المغرب [1].
بحيث اتفقت جميع هذه التقارير على ان المتعلم المغربي يعيش
تعثرا كبيرا وتراجعا مقلقا في المكتسبات
اللغوية والمعرفية فضلا عن السلوكات المهارية التي ترجه الى مهارات الحياة...
-سياق الاصلاح
ان سياق الاصلاح جاء نتيجة لمجموعة من المعطيات
والتفاعلات يتداخل فيها المؤسساتي بالتربوي .
وكانت دعوة الاصلاح نتيجة ما اسفرت عنه كثير من البحوث التدخلية والتربوية
من نتائج صادمة حول تردي العرض التربوي في
المنظومة التعليمية المغربية ...
مما جعل الساحة التعليمية
اليوم تعرف نقاشا حادا وحوارا واسعا ومستفيضا لكثير من القضايا التربوية والمسائل التعليمية لا سيما ما تعلق بالقضية
اللغوية وبالمعارف وتبحث في نفس الوقت عن حلول عاجلة لهذه المشاكل
التربوية. .
وهذا المعطى هو الدافع الذين
جعل فئة عريضة من الباحثين والدارسين والمهتمين بالشأن التربوي ان تفتح نقاشا حادا، وتباشر حوارا مستفيضا ،وواسعا حول
مستقبل وأفاق المدرسة المغربية في محور تعلم و تعليم اللغات والمعارف بصفة عامة
...
- مسار الاصلاح في المنظومة التعليمية
في هذا السياق جاءت مشاريع الاصلاحات التي منها :
-1--- الميثاق الوطني
للتربية و التكوين
حدد الميثاق الوطني للتربية و التكوين أهم مواصفات و مقومات المدرسة المغربية من اجل ان تضطلع بمهامها في التنشئة الاجتماعية، من
خلال تربية المتعلمين على القيم والاختيار وإكسابهم كفايات ثقافية و تواصلية و
استراتيجية ،تأهلهم للاندماج الفاعل في الحياة الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية.
ومن أبرز ما ورد في المادة التاسعة بهذا
الخصوص,أن المدرسة الوطنية الجديدة تسعى لأن تكون:" مفعمة بالحياة، بفضل
تفعيل النهج التربوي النشيط،و من اجل ان
نتجاوز التلقي السلبي والعمل الفردي إلى اعتماد التعلم
الذاتي، و القدرة على الحوار و المشاركة في الاجتهاد الجماعي"[2].
كما أرسى الميثاق في مادته 106 مرجعية واضحة لأنشطة الدعم التربوي و أنشطة
التفتح ضمن الأنشطة المدرسية وحدد غلافها الزمني في نسبة 15 بالمئة من مدة
التكوين.كما أشار في دعامته الثانية عشر إلى إنعاش الأنشطة الرياضية و التربية
البدنية المدرسية والجامعية و الأنشطة الموازية، وخصص دعامته الرابعة عشر لموضوع
تحسين الظروف المادية و الاجتماعية للمتعلمين.
- المخطط الاستعجالي(2009-2012)
لقد خصص المخطط الاستعجالي(2009-2012) مشروعا
لتحسين جودة الحياة المدرسية والرفع من العرض التربوي .من خلال الرفع من مستوى
المتعلمين بإعادة النظر في مرامي واهداف المناهج التعليمية...[3].
-الرؤية الاستراتيجية 2015-2030.
لامست الرؤية الاستراتيجية 2015-2030في المشاريع
المندمجة: المشروع رقم 9 حول الارتقاء
بالعمل التربوي داخل المؤسسات التعليمية بالإضافة إلى وظائف المدرسة الجديدة خاصة
التأهيل وتيسير الاندماج الاقتصادي و الاجتماعي والثقافي، ووظيفة التنشئة
الاجتماعية و التربية على القيم. وخصصت التدابير ذات الأولوية المحور 8 لتخليق الحياة المدرسة.
وجاءت الرؤية الاستراتيجية نتيجة مختلف التقويمات
الوطنية والدول التي كشفت عن التدني الملحوظ في مكتسبات المتعلمين ،والذي يعزى الى
عوامل بيداغوجية من ابرزها عدم ملائمة المقررات الدراسية والطرائق التعلمية لحاجيات المتعلمين ،اضافة ان
مهن التكوين وتأهيل العنصر البشري لم تتطور ،بحيث لم يتم بعد الاستقرار على نموذج
بيداغوجي واحد في مهن التربية والتكوين...[4].
-تقويم اولي لمشاريع الاصلاح
ان مشاريع الاصلاح اعطت نتائج
ايجابية وهو ما دلت علية التقويمات الاولية التي باشرتها الجهات المسؤولة ،بحيث
ثمت ملامسة مجموعة من التحسنات في معارف
المتعلم المغربي.
مثلا مشروع القراءة من اجل
النجاح اعطى نتائج إيجابية في الرفع من اداء المتعلم المغربي في محور اللغات...
كما الاختيار الجديد للوزارة
في تدبير القسم المشترك ستكون له ايجابات على الاداء والعرض التربوي في العالم
القروي..
كما ان الاختيارات الاولية في
توسيع العرض التربوي بالمدرسة المغربية كشف ان الوزارة عازمة على تجميع متعلمي
المدارس القروية في مدارس جماعاتية...
-ملاحظات عامة
من اجل الرفع من وثيرة مشاريع الاصلاح لا بد من مراعاة :
- مشاركة جميع الفاعلين
والمتدخلين في الشأن التربوي في هذه المشاريع بحيث ان ما يقدمه الفاعلون المباشرون
يدرج كاقتراحات اولية او استشارية لم تأخذ في كثير من الاحيان..
-عدم الثبات على نموذج
بيداغوجي واحد في الاصلاح ،بحيث تعددت
النماذج والاختيارات مما اثر على نتائج
الاصلاح وعلى مستقبل المدرسة المغربية .
-اعطاء الوقت الكافي لمشاريع
الاصلاح واشراك جميع الفاعلين والمتدخلين مباشرة في العملية التعليمية.
-عدم الثبات على نموذج واحد
في مهن التربية والتعليم من حيث اختيار و تأهيل العناصر المباشرة والمتدخلة في الشأن
التعليمي.
بحيث جربت عدة نماذج ولم يتم
الاستقرار على نموذج واحد مما جعل الصعوبة حاضرة
في إرساء معايير جديدة تقطع مع نمط " التكوين السريع" وتعمل على تتجاوز المقاربة التقنية التي تتعامل مع المدرس
على أنه مجرد أداة للإصلاح ...
-
اقتراحات عامة
لتجاوز الخلل في مشاريع
الاصلاح لا بد ان نأخذ بهذه التوصيات والاعتبارات :
-اشراك جميع الفاعلين في
العملية التعليمية في الاصلاح.
-الثبات على نموذج بيداغوجي
واحد في مشاريع الاصلاح.
-اعطاء الوقت والزمن الكافي لمشاريع الاصلاح حتى تتضح اثارها
ونتائجها...
-اعادة النظر في اهداف
التربية المدرسية من خلال تحكيم السياق ومعطيات العصر...
[1] - البرنامج الوطني لتقويم التعلمات: تقرير 2008.منشورات
المجلس الاعلى للتعليم.
يراجع تقرير اليونسكو المنشور بجريدة العلم يوم :02/07/0/2017.
[2] الميثاق الوطني
للتربية و التكوين:24.منشورات عالم التربية 2006.
[3] -خصصت مجلة علوم التربية عددا خاصا المخطط الاستعجالي(2009-2012) يراجع العدد:42السنة:2013.
[4] -حافظة التدابير ذات الاولوية المدرجة في مذكرة
الاطار الخاصة بتنزيل الرؤية الاستراتيجية.
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.