سمات عقول المستقبل
أصبحت
الحاسوبات، والهواتف الخلوية والأجهزة اللوحية معلمًا بارزًا في حياتنا اليومية وسمةً
مميزةً في المنازل، والمكاتب، والشركات، والمدارس حول العالم؛ حتى صرنا نرى
أطفالًا دون الخامسة يمضون ست ساعات من يومهم أمام واحدةٍ من الشاشات التفاعلية.
يقضي المراهقون والكبار أمام شاشات حواسبهم وهواتفهم أوقاتًا أكثر من ذلك بكثير.
لقد تطور التواصل البشري وأخذ أشكالًا جديدة؛ منها الرسائل النصية والإلكترونية
بين الفرد ومئاتٍ من الأصدقاء والمقربين عبر الإنترنت، وظهر الفيضان الإلكتروني
الذي حمل لنا الكثير من السمات والتقنيات التي كانت سببًا في تغير سلوكيات البشر
وطبائعهم، حتى صرنا نلمس تأثير العصر الرقمي على عقولنا وأفئدتنا.
العصر الرقمي يغير عقولنا!
في
الولايات المتحدة الأمريكية، قضى البالغون في عام 2009 ضعف ما كانوا يقضونه على
الإنترنت عام 2005، وحسب
دراسة أجريت عام 2010، قضى
الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة والثامنة عشرة 11 ساعةً يوميًا أمام
شاشات أجهزتهم الذكية.
الآن،
توقف دقيقةً وتابع مراهقًا مندمجًا في متابعة شاشة هاتفه الذكي، لا يتكلم؛ فيما
تتحرك أصابعه على الجهاز الذي يحمله بشغفٍ وتركيز، فيكتب شيئًا أو ينتقل إلى
صندوقٍ حواري أو يتفاعل مع لعبة في عجلةٍ من أمره، ولا يركز بشكلٍ كاملٍ فيما يدور
حوله.
مراهقو الشاشات
يمكننا
أن نطلق على مراهقي اليوم وصف "مراهقي الشاشة" (Screen teenagers)، وهو المصطلح الذي أطلقه "دان
بلوم" (Dan Bloom) على من يقبلون على شاشات أجهزتهم بلهفةٍ في
كل وقت؛ يستيقظون بعد سماع أصوات منبهات هواتفهم الخلوية، ويتابعون المستجدات من
خلالها قبل أن يبرحوا أَسِرَّتهم.
بعد ذلك، يمضي أولئك المراهقون إلى مدارسهم في سياراتٍ مجهزةٍ بأنظمة ترفيهية
ومعلوماتية لها شاشات، ويقضون أغلب أوقات يومهم يتفاعلون مع شاشاتٍ من هذا النوع
أو ذلك، ثم يتواصلون في المساء مع أصدقائهم عبر الشاشات ويخلدون بعدها للراحة في
فضاء الإنترنت.
لذلك،
أفادت دراسة تعرضت لهذا الموضوع عام 2009 أن متوسط الرسائل الصادرة والواردة عبر
شاشة هاتف المراهق الأمريكي كان 2272 رسالة شهريًا، وأورد تقرير جرى إعداده عام
2010 أن الرسائل النصية وأنشطة التواصل الاجتماعي تستهلك 64% من استخدام الهواتف
الذكية لمن تتراوح أعمارهم بين 16 و 24 عامًا في المملكة المتحدة.
يتبع
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.