جمعية الصداقة الأندلسية المغربية سلسلة من اللقاءات التواصلية مع هيآت حكومية ودبلوماسية لخلق تعاون متبادل ودينامية ثنائية ــ سلمى متوكل

 جمعية الصداقة الأندلسية المغربية سلسلة من اللقاءات التواصلية مع هيآت حكومية ودبلوماسية لخلق تعاون متبادل ودينامية ثنائية

 ــ سلمى متوكل

     يُعد العمل الجمعوي قوة مجتمعية ضرورية، باعتباره رافعة أساسية في التنمية وآلية ناجحة لخلق سبل الشراكة والتعاون في مجالات عدة، وكذلك لارتباطه بنشر القيم الأخلاقية وتكوين الشباب وتأهيله للمساهمة في تنمية الوطن، وجعله عنصرا فاعلا في مجتمعه متشبعا بروح الوطنية، واعيا بدوره، مدركا لمسؤولياته حتى يكون مواطنا صالحا لنفسه ولوطنه. كما أنه يُمَكّن من فتح آفاق جديدة لدعم الشراكة بين الدول وفعاليات المجتمع المدني، انطلاقا من رؤى منهجية جديدة مبنية على مقاربات تاريخية وثقافية وآليات ملائمة لتحقيق آثار اجتماعية وثقافية ملموسة.

 

     في هذا الصدد وترسيخا لمبادئ السلام والصداقة والمحبة والإخاء بين الشعبين المغربي والإسباني وتعزيز قيم الحوار بين الحضارات، عقدت جمعية الصداقة الأندلسية المغربية يومه 20 أكتوبر الماضي، في شخص رئيسها السيد خوسيه ساريا ونائبه الثاني السيد فرانسيسكو أنطونيو غونزاليز، اجتماعا مثمرا مع السيد إنريك مِييّو الكاتب العام للأمانة العامة للعمل الخارجي لمجلس الأندلس والسيدة سيليا روسيل مديرة الوكالة الأندلسية للتعاون الإنمائي الدولي، والسيدة كونتشا دي سانتا آنّا مديرة مؤسسة الثقافات الثلاث، وذلك لتقديم الجمعية بشكل رسمي من أجل إرساء إطار تعاون بينها وبين هذه المؤسسات. ومن جهتهم، أعرب السادة ممثلو مجلس الأندلس عن استعدادهم الكبير للتجاوب الإيجابي مع مقترحات هذه الجمعية الحديثة النشأة، وعبروا عن انخراطهم الفعال لفتح باب التعاون المتبادل الذي سيتجسد على أرض الواقع في الأشهر المقبلة.  

 

وفي إطار سلسلة اللقاءات الرسمية التي تعقدها جمعية الصداقة الأندلسية المغربية (منتدى ابن رشد)، فقد استقبلت السيدة كريمة بنيعيش سفيرة المملكة المغربية بإسبانيا، يومه الأربعاء 16 نوفمبر2022  الرئيس الحالي للجمعية السيد خوسيه ساريا ونائبه الأول الأستاذ محمد الظاهري في لقاء مفعم بالوِدِّ والاحترام، بحضور الدكتور فريد أولوحج الذي يشغل منصب وزير مستشار بالسفارة هناك، والوزير المفوض السيد محمد الأمين الستي، حيث أبدت السيدة السفيرة اهتمامًا كبيرًا بأهداف ومقترحات الجمعية التي تَصُبّ في مصلحة الشعبين، وتعد بخلق فرص كبيرة للعمل المشترك بين الجانبين، والتنسيق والترتيب لعقد شراكات متبادلة لتنفيذ برامج متعددة وتفعيل مشاريع ومبادرات نوعية، وخلق دينامية ثنائية بين البلدين ذات أبعاد تنموية وثقافية، تنسجم مع المرجعيات التاريخية والثقافية للبلدين الجارين.

 

تجدر الإشارة إلى أن هذه الاجتماعات هي جزء من جولة الاتصالات المباشرة وسلسلة العروض التقديمية التي يقوم بها أعضاء منتدى ابن رشد للتعريف بإنشائه بين ممثلي مختلف الحكومات والهيآت العامة والخاصة ذات الصلة الوثيقة بأهداف الجمعية، إذ سَيُقام حفل التقديم الرسمي للجمعية للمجتمع الإسباني، وذلك يوم 12 يناير من السنة المقبلة في إشبيلية بمقر مؤسسة الثقافات الثلاث، حيث من المتوقع حضور رئيس الحكومة الأندلسية السيد خوان مانويل مورينو بونيا وسفيرة المملكة المغربية في إسبانيا السيدة كريمة بنيعيش. كما يعمل الشركاء المغاربة فعليا لتحديد موعد التقديم الرسمي للجمعية في بلدنا المغرب، للدفع بها إلى الأمام وتنميتها وتوسيعها لتشمل شتى المجالات محل الاهتمام المشترك، توثيقا لأواصر الصداقة ومتانة العلاقات الثنائية القائمة بين المملكة المغربية والجارة الشمالية إسبانيا، باعتبار المغرب بلد الانفتاح والتسامح، وفضاء للتعايش والتفاعل مع مختلف الحضارات والثقافات الإنسانية.

 

الأستاذة الباحثة: سلمى متوكل (مهتمة بالشأن الثقافي الإسباني والمغربي)